ليست المنحة السعودية فقط..
جمد هادي حوالي 700 مليون دولار تخص المؤتمر الشعبي العام ولا تخص علي عبدالله صالح، وهذه الضربة التي ضرب بها هادي حزبه قيدت الحزب.
كان هذا المبلغ كافياً لمواجهة الحوثي وللحفاظ على الحاضنة المؤتمرية، إذ وصل الحد ب”علي عبدالله صالح” أن عجز عن تسليم رواتب موظفيه في القناة والصحيفة لأشهر.
ذات مرة، وأنا مطلع على ذلك، باع أرضية تخص الحزب لتسليم رواتبهم ولمزاولة العمل في المؤتمر والصحيفة والقناة، تخيلوا!
هذه الأموال التي تخص الحزب كانت تنتظر الكهنوت، بتجميد من هادي إضافة إلى المنح السعودية وكل المليارات في البنوك اليمنية،
أتى الحوثي على ثروة طائلة تركها له هادي الذي فر وترك العاصمة بعد صعدة وعمران.
الضائقة المالية التي عانى منها صالح ورجال حزبه وجعلتهم يفقدون الناس تسبب بها هادي ومنحهم لقمة سهلة للمليشيات، بل ووصل حد أن حارس مبنى اللحنة الدائمة للمؤتمر في صنعاء ولأشهر بلا راتب وكان يتعاهده عارف الزوكا بما يقيمه من ماله الخاص، وهذا كله سببه هادي.
ستقولون: علي عبدالله صالح ثري جداً.
هذه كذبة، في انتخاباته كان يقترض من التجار، والتجار يشهدون، فهو كان بالقانون يفشل في منح حزبه، رغم كونه الحاكم، اية امتيازات لحملاته الانتخابية إلا بقدر الذي تأخذه الأحزاب الأخرى من المخصصات.
أيضاً.. كانت وكالة خبر الرائدة في المرحلة الانتقالية وتردت بفعل عدم استطاعة حزب المؤتمر وصالح منح نفقاتها التشغيلية والكل، كل الناس، يدركون ذلك.
المشكلة في من يعتقد أن علي عبدالله صالح كان يسبح على نهر من مال وهو الذي خسر الناس والقبائل بسبب قلة ذات اليد وحزبه.
عليكم أن تنصفوا صالح الذي حافظ على روحية الجندي وهو برأس البلاد، خرج من الحكم كما أتى إليه،
عليكم أن تشاهدوا من يخفي المليارات في مرحلة وحالة حرب وجوع وفقر وقولوا: سلام الله عليك يا علي عبدالله صالح.
كان بروح الريفي الحاكم يدرك أن صيت الغنى، في هذه البلاد، أوفى من الفقر، كان يمنح نفسه مهابة وقوة ومالا وبهيئته.
استشهد عارف الزوكا ولم يكمل بيته بعد، والعينة هذه وفت وأوفت مع صالح، وبهذه العينة من عينة عارف صمد بصنعاء لسنوات.
اما الذين لديهم الأموال فروا من صنعاء، والذين لديهم العقارات صمتوا وصالح يقاتل وحده.
كان علي عبدالله صالح ككل ريفي يشيد بثروته التي جمعها قبل موته مسجداً.. أسال ما لديه وما يستطيع فعله الى جامع الصالح وارتقى الى ربه بيد بيضاء.
تعالوا ندرس حالته، العميد طارق يهب مما معه لكل الناس والخدمات ويتبرع هنا وهناك ولو حصيناها لكانت ثروة كبيرة وذات يوم ربما سيكون بضائقة تشبه ضائقة صالح وسيقول احدهم له: لماذا رميت بأموالك من النافذة؟
وسيكون جوابه كجواب الكسندر دوماس، الروائي الشهير: طالما هناك من يلتقطونها.