الاشتراكي: ملشنة تعز ضربة قاصمة في قلب القوى المناهضة لمليشيات الحوثي
قال الحزب الاشتراكي اليمني، إن “كل محاولات اجتثاث صلة تعز بالمدنية والثقافة ستبوء بالفشل”، إذ أنها “مدينة التضحيات المتواصلة والعمق الاستراتيجي لعدن في حمل مشروع الدولة الحداثي ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وصاحبة المبادأة في رفض الاستبداد والظلم”.
وأوضح، في مقال نشر باسم “المحرر السياسي”، على موقعه الرسمي “الاشتراكي نت”، “لقد أحدثت الحرب التي طال أوارها تدميرا عنيفا لأهم المرتكزات الأمنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تستند عليها مدينة تعز وتتنفس من مساماتها. وقضت تداعياتها المتوحشة وأدواتها على السواء على ترابطها وتواصلها الانساني والحضاري والثقافي”.
وأضاف أن “الممارسات، التي حولت تعز إلى مجرد ثكنات وسوق استثمار ومنافذ تهريب وحلبة مدججة بالمسلحين، وحولت مؤسساتها التعليمية إلى ثكنات عسكرية وسجون خاصة، مداهمات واعتقالات واختطافات وجبايات ونهب وسرقات منازل ومحلات تجارية بصورة لا تتواكب مطلقا مع معنى التحرير والمقاومة”.
وأشار إلى أن تلك الممارسات وما يصاحبها من تغييب متعمد لسلطات الدولة ومؤسساتها، في ظل معاناة المدينة من الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيات الانقلابية عليها، أمر بالغ السوء والخطورة.
وأعرب، عن أسفه من تصدر القوى المسيطرة على تعز، التي يفترض بها أن تعمل على تعزيز حضور الدولة وتحقيق معادلات الأمن والاستقرار، لممارسات القمع والتنكيل والقتل والاخفاء القسري والنكبات والكوارث، في مدينة تعز.
كما لفت، إلى أن تلك الممارسات تأتي امتداداً لثقافة وممارسات النظام السابق، ولا تختلف في فعلها وعواقبها الوخيمة عن ما تقوم به المليشيات التي تقف على الضفة الأخرى.
وأكد على أن الممارسات الغبية للقوى المسيطرة على تعز، قد أوصلت حالة الناس إلى حد الانفجار. وهو ما يهدد مشروع التحرير برمته ويتناقض كليا مع مشروع الدولة ويوجه ضربة قاصمة في قلب القوى المناهضة للمليشيات الحوثية.
وقال: إن عسكرة الحياة ومعارك فرض الإرادات الفارغة وتحرير المحرر والمشاريع الملتبسة التي تتحضر للغزوات والفتوحات جنوبا، ما هي إلا تعبير صارخ عن الفشل الذريع في إدارة المعركة وعن الفساد المهول في إدارة مؤسساتها”.
وأردف، أن “تلك الممارسات هي محاولات بائسة تروم اجهاض أحلام المدينة وأبنائها. كما تؤكد بالملموس والوقائع أنه لا يمكن تحت أي شعارات كانت تحقيق الانتصار على الخصم والعدو إلا بالانتصار الأخلاقي أولا وثانيا وعاشرا”.
وتابع: أن “الاستحواذ والتفرد والهيمنة المسنودة للقوة هي أفعال وممارسات سبق ورفضها الناس وثاروا عليها واسقطوها ولا ينبغي اليوم إعادة استجرار تلك الممارسات وفرضها تحت دثارات وعناوين مختلفة. كما لا ينبغي استنفاذ صبر الناس في ظل المعركة الكبرى مع من انقلبوا على الدولة”.
واستطرد: أن “استمرار استنزاف الجهد المقاوم في معارك جانبية وبينية لن يكون مطلقا في صالح المعركة مع إيران وأدواتها وسيؤدي إلى إفراغ المواجهة من أي معاني وطنية وسيقود حتما إلى تشوهات رهيبة في مضامين المؤسسة العسكرية والأمنية”.
وإذ أكد الاشتراكي، على أن هذا الوضع بنموذجه السيئ ومجرياته في مدينة تعز، سيكرس في العقول والنفوس تعدد خيارات الناس وعلى حساب مشروع استعادة الدولة. دعا في الوقت نفسه، إلى سرعة إصلاح الاختلالات القاتلة في بنية التشكيلات العسكرية والأمنية لتغدو في ممارساتها وافعالها معبرة فعليا عن الدولة ومؤسساتها، ولتكن قادرة على مواجهة التحديات واحداث الحسم في جبهات المواجهة.
كما دعا إلى “الالتفات إلى الحراك الشعبي والاحتجاجات المستمرة، والتعاطي الايجابي مع الدعوات المطالبة بمحاسبة الفاسدين وإنهاء ملشنة تعز وتوفير الأمن والأمان، بعيداً عن المماحكات السياسية”.