قال رئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز: إن “أهم تحدِ تواجهه الحكومة في معركتها مع مليشيا الحوثي الانقلابية، هو التعاطي السلبي للمجتمع الدولي مع الحوثيين. وصمت العالم عن تدخل الحرس الثوري الإيراني وانخراطه المتزايد في تدمير اليمن”.
وأوضح رئيس هيئة الأركان، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، نشرتها اليوم الجمعة، أن التعاطي السلبي للمجتمع الدولي مع مليشيا الحوثي وتعامله معها بمعيار مختلف عن التنظيمات الإرهابية الأخرى. شجعها على التمادي وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء.
وأضاف: أن الحوثي، وعلى مدى عام ونصف العام، مستمر في الهجوم على مأرب دون انقطاع، ودفع بالآلاف من المقاتلين نحو المدينة، مستخدماً كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها الصواريخ الباليستية والمسيرات الانتحارية، في محاولة للسيطرة على المدينة.
وكشف بن عزيز أن “مليشيا الحوثي استهدفت خلال الأشهر القليلة الماضية، مدينة مأرب والمدنيين فيها والنازحين بأكثر من 60 صاروخاً باليستياً والعشرات من المسيرات الانتحارية. وأن الحوثي استخدم هذه المنهجية في استهداف السكان والمدنيين، معتقداً أنها سوف تدفع الناس لرفع راية الاستسلام والخضوع والقبول بنظام ولاية الفقيه”.
وأشار إلى “استحالة سقوط مأرب بيد مليشيا الحوثي مهما كانت الظروف والأحوال، لأنها تمثل اليوم إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والحياة الكريمة وبناء دولته الوطنية”. على حد قوله.
وحول معركة البيضاء، قال رئيس هيئة الأركان، إن “التقدمات التي حققتها القوات الحكومية من قوات محور البيضاء وقوات العمالقة ورجال المقاومة لها دلالاتها السياسية والعسكرية، على جميع جبهات القتال المختلفة وستكون المرحلة القادمة حافلة بالكثير من الانتصارات”.
واعتبر، العملية العسكرية في البيضاء، “رسالة على غطرسة العدو الحوثي، ومحاولاته للتحكم بسير المعركة. كما أنها تمثل رداً على استمرار مليشيا الحوثي في رفض دعوات السلام، وارتكابها المزيد من الجرائم بحق المواطنين الأبرياء”.
وأضاف بن عزيز: أن “المعركة التي نخوضها مع مليشيا الحوثي هي معركة وجودية، لا تنتهي بسقوط موقع أو موقعين. ومن يقرأ التاريخ يجد كيف انتهت الحروب الوطنية التي خاضتها الشعوب من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها لأنها صاحبة حق والحقوق لا تضيع بالتقادم”.
وتابع: “لقد حان الوقت ليوحد أبناء اليمن جهودهم وإمكاناتهم لمواجهة هذه الشرذمة العميلة تحت قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي”.
واستطرد: أن العمليات العسكرية في البيضاء دليل واضح على ضرورة التحام كل القوى الوطنية التي تخوض المعركة جنباً إلى جنب حيث استطاعت في وقت قياسي أن تحرر مديريات بكاملها بالإضافة إلى الكثير من المواقع الاستراتيجية. كما كبدت الحوثي خسائر كبيرة.
وبخصوص الدور الإيراني، قال رئيس هيئة الأركان، إن “النظام الإيراني، اتخذ من اليمن مسرحاً ميدانياً حياً لتجربة واختبار قدراته العسكرية وتأثيرها على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو دور ملموس من خلال تدرجه المتصاعد في استخدم السلاح الصاروخي والطائرات المسيرة، وهي أسلحة لم يمتلكها الجيش في الفترة الماضية”.
ولفت، إلى أن الحرس الثوري الإيراني، حاليا يقود المعركة ويديرها، وأن ظهور حسن ايرلو في صنعاء يؤكد ذلك، مشيراً إلى أن ظهور ايرلو، أزال اللغط عن مدى تدخل إيران في اليمن ومدى تأثيرها على مليشيات الحوثي.
وأوضح بن عزيز، أن قرار استمرار الحرب أو توقفها ليس بيد مليشيا الحوثي، بل في يد إيران فقط وهناك الكثير من القتلى في جبهات القتال إيرانيين ومن مليشيات أخرى تابعة لإيران.
وأشاد رئيس هيئة الأركان، بدور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، في دعم القوات الحكومية، وما يقدمه من إسناد فاعل خصوصاً الدعم الجوي من قبل مقاتلات التحالف.