النائب عبده بشر يكشف عن وجود تنسيق حوثي مع أمريكا وبريطانيا
قال: الإمامة ماضٍ ولى ولن يستطيع أحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء..
يمن الغد – كمال السلامي
برز البرلماني، عبده بشر، كأحد الأصوات المناهضة للفساد والعبث الحاصل في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة سلطة الأمر الواقع، ممثلة بجماعة الحوثي، بالرغم من كونه تقلد مناصب عديدة خلال السنوات التي أعقبت سيطرة الجماعة على صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، منها منصب وزير الصناعة والتجارة، في ما يعرف بـ”حكومة الإنقاذ”، التي تشكلت من تحالف “الحوثي – صالح”.
بشر، الذي يترأس ما يعرف بـ”كتلة الأحرار”، في مجلس نواب صنعاء، ورئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة فيه، رفع صوته إلى جانب قلة يعدون بأصابع اليد، ونتيجة لذلك ناله، وفق تأكيده، الكثير من الأذى، منها التهديد بالتصفية الجسدية، وفق ما أكده في استقالته من البرلمان منتصف نوفمبر الماضي.
وأوضح البرلماني عبده بشر، أن برلمان صنعاء، أصبح أداة بيد السلطة، في إشارة إلى “سلطة الأمر الواقع الحوثية”.
انحراف الثورة:
وحول الاستقالة قال: “عندما يتم إغلاق السلطة التشريعية، ويشترط استقالة النائب عبده بشر من منصب نائب رئيس مجلس النواب المنتخب عبر صندوق الاقتراع، وعندما يتم إلغاء الانتخاب واستبداله بالتعيين وما سموها التزكية المخالفة لقانون المجلس، وعندما يتم مخالفة واختراق الدستور وتحويل السلطة التشريعية إلى أداة بيد السلطة، وعندما يتم إجهاض أي جهود لرفع الظلم عن كاهل المواطن والتخفيف من معاناته، تكون الاستقالة ضرورة بل وواجبه”.
ولفت إلى أن “قانون مجلس النواب حدد انتخابات هيئة الرئاسة كل سنتين، وشدد على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الانتخاب العلني أو التزكية”، مشيراً إلى أنه “تم عمل انتخابات وترشح ثلاثة من المنتمين إلى الحوثيين وفاز واحد منهم وسقط في الانتخاب اثنان”، فما كان من “الحوثيين إلا أن قاموا بإغلاق المجلس، ومنعه من الانعقاد وألغوا الانتخاب وتم استبداله بالتعيين، ومن ثم سمحوا بانعقاد المجلس”، إلى جانب “تدخلهم في قرارات وعمل المجلس”.
وعند سؤاله حول ما إذا كانت استقالته من برلمان صنعاء (المؤيد للحوثي)، ناتج عن تضرر مصالحه، قال “بشر”: “ما هي مصالح عبده بشر التي يمضي وفقها، كنت في الثورة الشبابية عضواً في الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني وهي أعلى سلطه في البلاد، وعندما انحرفت الثورة عن نهجها وعن مسارها وتم مصادرتها والسطو عليها استقلنا وكنت بعد ٢٠١٤ عضوا في اللجنة الثورية العليا، وهي أعلى سلطه في البلاد، وعندما بدأ الانحراف عن مسارها، وعدم تنفيذ أهداف ومبادئ الثورة ومواثيق الشرف استقلنا منها”.
وأوضح أنه شارك في حكومة الإنقاذ (غير المعترف بها)، بمنصب وزير الصناعة والتجارة، على أمل أن يقوم بتصحيح الخلل والاختلال ورفع الظلم عن المواطن، وتخفيف الأعباء عن كاهله، إلا أنه وبعد أن سيطر المشرفون “الحوثيون”، على مفاصل الدولة، وتم الانحراف استقال من منصب الوزير”.
وأضاف: “وعندما تم إغلاق مجلس النواب وتم اختراق ومخالفة الدستور، ولم نستطع تقديم ما نستطيع عليه لرفع ذلك استقلنا، وكل مواقفنا علنيه بالصوت والصورة ومنشورة لا يوجد ما نخفيه أو نخاف منه أو عليه”، داعياً إلى مراجعة مواقفه من السلطات المتعاقبة، مؤكداً أن هناك فرق بين الإقالة والاستقالة.
ولفت إلى أن لديه إيمان بأن “اليمن يتسع لجميع أبنائه على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأحزابهم وتنظيماتهم، ومؤمنين أن نهاية الظلم محتومة وأن شمس الحرية سوف تشرق لا محاله شاء من شاء وأبى من أبى”.
وأوضح أنه تعرض للأذى والتهديد بسبب مواقفه، حيث تم نهب منزله وأرضه ومحاصرة منزله في صنعاء أكثر من مرة، كما تم إغلاق ١٨ مقراً لكتلة الأحرار، وحبس العديد من أعضاء “الأحرار” والتهديدات بالقتل والتصفية وغير ذلك، لافتاً إلى أن هذا بديهي، “نظراً لمواقفه ومطالباته واستشعاره بمسؤولية وطن ومواطن ومجابهة الظلم والتكبر على خلق الله”.
البرلماني بشر، لا يزال يعتقد أن ما حدث في 21 سبتمبر 2014، كان ثورة، لكنه استدرك بالقول: “لكن بعد السيطرة عليها من الحوثيين مثلما تم السيطرة على ثورة الشباب من الإصلاح والأحمر، وعلي محسن تحولت ولم تعد ملبية لطموحات وتطلعات الشباب وأبناء الشعب نفسه”.
واستطرد قائلاً: “ما حصل بعد عام ٢٠١٤ في بلادنا الشراكة حتى يسيطر أحد الأطراف ثم يستبد ويستأثر بكل شيء لنفسه ولحزبه ولطائفته وهذا ما لمسناه من خلال واقعنا المعاش”.
انقلاب الحوثيين:
وأكد النائب عبده بشر، أنه لم يعد هناك أي هوامش للشراكة في صنعاء، “إلا مع من يستطيعون طمس هويته وهوية تنظيمه أو حزبه ويكون تابعاً لكل ما يملى عليه أو عليهم”.
وأضاف: “الشراكة في نظرهم أن تكون شريكاً بالاسم فقط، شريطة أن تقول آمين فقط، وليست شراكة حقيقية”.
وحول لوم القوى التي انحازت للشرعية ضد انقلاب الحوثيين، قال النائب بشر، “لو ظلوا في صنعاء لكانت الأمور، أفضل حالاً، لأن اليمني خصوصاً لا يقبل بالتدخل الخارجي وكانت مواجهتنا للظلم والاستبداد والإقصاء من الداخل أفضل”.
وعن تنظيم الأحرار، قال بشر، إنه “حزب وتنظيم سياسي، لديه كتلة الأحرار النيابية ولديه منظمات مجتمع مدني”، لافتاً إلى أن قرار “جميع الأطراف بيد الخارج، ومرهون بالإملاءات الخارجية، وهذا ما تسبب في إطالة أمد الحرب، وتدمير اليمن الأرض والإنسان”.
وأكد البرلماني عبده بشر في حديثه لـ”المصدر أونلاين”، أن هيكل الدولة في صنعاء لا يزال قائماً، لكنه أُفرغ من محتواه، وإعادته – وفق حديثه – يحتاج إلى المصداقية، وحسن النوايا وهذا غير موجود، متمنياً لو أن القرار كان في صعدة، في إشارة إلى أن الوضع أصبح خارج السيطرة.
وعن النفوذ الإيراني في صنعاء، قال “بشر”: “أكيد هناك نفوذ إيراني، “لأن كل طرف خارجي لا يدعم اليمن واليمنيين لوجه الله، هي مصالح دول وأصبحت جميع الأطراف لا تملك من أمرها شيء، مع فوارق في الهوامش هنا أوهناك”.
ايرلو الحاكم الفعلي لصنعاء:
وعن ما يقوم به السفير الإيراني في صنعاء، قال “بشر”: “نشاهد الكثير من الزيارات الميدانية لوزارات أو هيئات أو مؤسسات عسكرية وغيرها، وهذا لا يتوافق مع العمل القنصلي وخارج عن صلاحيات السفير”.
واستطرد قائلاً: “نحن ضد الوصاية الخارجية على اليمن من أي طرف أو دوله خارجية، سواء إيران أو غيرها، منتقداً رد السفير الإيراني لدى سلطة الحوثيين “غير المعترف بها”، على المبادرة التي قدمتها السعودية أواخر مارس الماضي.
وعن تلك المبادرة التي تقدمت بها الرياض لإنهاء الأزمة في اليمن، قال البرلماني “بشر”: “المبادرة السعودية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، مع أننا مع أي بصيص أمل يحقن دماء اليمنيين ويوحد شملهم ويخرج اليمن إلى بر الأمان”.
ولفت إلى أن تلك المبادرة جاءت بالعموميات، بينما التفاصيل هي المهمة، مبيناً أن كل طرف كان يضغط فقط لكسب الجولة، وإحراج الطرف الآخر وليس لإنهاء معاناة الشعب، وهذا ما هو حاصل إلى يومنا هذا، حيث أن أطراف الصراع لا تزال تتعامل مع معاناة الشعب من منطلق مكاسبهم ومصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية، بعيدا عن مصالح الوطن والمواطن، فالمرتبات على سبيل المثال مقطوعة منذ عدة سنوات والأطراف تتلاعب بهذه الورقة إلى اليوم.
“بشر”، نفى تقارير أشارت إلى وجود تعديلات في المناهج، مادحاً يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، المعين من قبلها وزيراً للتربية، لافتاً إلى أن برلمان صنعاء لم يمرر أي قوانين دينية، باستثناء قانون الزكاة، والذي قال إنه عارضه في حينه.
وبعد لفت نظره إلى تصريحات يحيى الحوثي التي أشار فيها، إلى ضرورة تعديل المناهج الدراسية لأنها مزورة، قال “بشر”، إن “الأطراف المتصارعة وخصوصا الدينية تريد تعديل كل شيء على مذهبها وعلى هواها وأي طرف منتصر أو مسيطر يملي ما يريده”، مضيفاً: “في الأخير لا يصح إلا الصحيح، فالشعب اليمني شعب حر لا يؤمن بمصالح الأطراف الضيقة وإنما يؤمن بقضية ومصالح وطن ومواطن، وأي مشاريع صغيره تم أو يتم تمريرها باءت وتبوء بالفشل سواء سابقاً أو لاحقاً، جميعهم في الداخل والخارج رهنوا القرار ومستقبل اليمن للخارج ودمروا اليمن الأرض والانسان وهذه هي الحقيقة المرة التي نراها تتجسد يوما بعد يوم”.
وحول استهداف الحوثيين للنظام الجمهوري، ومحاولتهم إفراغه من مضامينه، قال البرلماني بشر، إن الناس خرجوا لتصحيحه، وليس إلغائه، وأنه مؤمن بالنظام الجمهوري، ولا يقبل باستبداله، أما الحكم الإمامي، “فقد ولى ولا تستطيع أي فئة أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء”، حسب قوله.
صراع الاجنحة:
وأكد “بشر”، وجود صراع أجنحة داخل جماعة الحوثي، وهو الصراع الذي بدأ يظهر للعلن، ولم يعد خافياً.
كما أكد “بشر” وجود حوارات وتنسيقات بين الحوثيين والأمريكان والبريطانيين، مستدلاً على ذلك بالمواقف الأخيرة الصادرة من الحكومة الأمريكية.
ولفت “بشر” إلى أن دور المبعوث الأممي مارتن غريفيث، كان سلبياً جداً جداً، وأنه جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل، في حين أن المنظمات لديها مصالح في استمرار الحرب، مضيفاً: “عندما نسمع عن المليارات الواصلة الى اليمن ولم يصل منها فعلا سوى الفتات يتضح جليا أن السرق اخوه”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تدعم أطراف الصراع بشكل مباشر وغير مباشر، مبيناً أنه في حال أرادت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إيقاف الحرب في دقيقه لأوقفتها، وهنالك مواقف دولية في بلدان أقرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إيقاف الحرب والاقتتال فيها وأوقفتها ومنها ليبيا وغيرها.
وقال إن الأمم المتحدة ومبعوثها هم المسؤولون عن الوضع الإنساني واستمرار الحرب، وكذلك ما أسماها “دول العدوان” والدول المسيطرة على المتصارعين والأطراف اليمنية، في إشارة إلى إيران، سواء في الخارج أو الداخل، لافتا إلى أنه “لو كان القرار يمني لكانت الحرب وما يحصل قد انتهت منذ وقت مبكر”.
وجدد بشر هجومه على قيادة الشرعية، متهماً إياها بتسليم صنعاء وتسليم المعسكرات ومؤسسات الدولة للحوثيين، مضيفاً: “هم من نصبوا العداء للدولة والجمهورية، من حولوا طموحات وآمال الشباب إلى وهم وإلى سراب، هم من نصبو العداء للدولة والجمهورية، من استدعوا الدول لضرب وتدمير اليمن الأرض والإنسان، نصبو العداء للدولة والجمهورية”.
واستطرد قائلاً: “الجميع تعاونوا على تدمير مؤسسات الدولة والأحقاد التي بينهم واستقواء طرف على طرف، هي من سلمت السلطة وأولهم عبدربه من سهل السيطرة على مؤسسات الدولة وخروجه الى عمران وإعلان أنها عادت إلى أحضان الدولة، وهو يعلم ويشاهد غير ذلك”.
وعن تدخل التحالف قال: “التحالف لم يضرب اليمن استجابة لنداء عبدربه، بل تم العدوان على اليمن قبل طلب عبدربه ذلك ونداء عبدربه جاء بعد الغارات وبحسب تصريحه لم يكن يعلم بأن التحالف قد قام بالتحرك العسكري، وتم استهداف اليمن عسكرياً”.
وعن الحل، قال بشر، “إن اليمن فقد الكثير والكثير، وأن إعادة بنائه يحتاج إلى عشرات السنين، ويحتاج إلى رجوع الجميع إلى العقل، ويتحاوروا دون إقصاء أو تهميش، وأن يجعلوا مصلحة الوطن والمواطن وإعادة بناء الدولة نصب أعينهم، وأن يقدموا التنازلات لبعضهم البعض، وأن تتخلص كل الأطراف المتصارعة من الوصاية على قرارها، وأن تصب تحركات الأمم المتحدة في إيقاف الحرب وإنقاذ اليمن وليس العكس.
وأضاف النائب بشر أن مستقبل اليمن في ظل عدم الشراكة وقبول الآخر، والانفراد بالسلطة، وعدم فصل الدين عن السياسة وعن الدولة، كارثه حقيقية.