لم أكن مكترثاً بمعارك البيضاء، كنت أتمنى لو خيب الله ظنوني تجاهها.
يا سادة:
المعارك والحروب ليست مقاولات، الدم لا يعوض اللؤم ولا ينفخ الروح في الفساد.
ويعلم الله أني كنت أقول: اللهم خيب ظني.
ولم يخب.. ولم أكن بحاجة لهذا التأكيد.
وها أنا من أمس موجوع عليها.
كلما تغفي عيناي يوقظني السؤال: ما مصير تلك الزغاريد؟
كيف حال من ظلوا رابطين على قلوبهم صامتين، وفجأة أفرحهم صوت الحرب منقذاً.. ولم يكونوا يعلمون أن كل من ستستخدمه الشرعية سينتهي به الحال تحت قبضة الحوثي أو شريداً طريداً..
* * *
لا جديد.. فمهمة شرعية ما بعد 2012 هو الانتقام من شباب 2011 ودولة ما قبل ذلك.
من دماج 2013 إلى الزاهر 2021 ذات المقدمات، ومدهش أن هناك من يتوقع نتيجة مختلفة.
لكن أياً تكن، من أجل دماء الشهداء لا تكفروا بالشمال، فقط أعيدوا بناء ذواتكم.. مش إما انسياقاً وراء شرعية المرتب أو الاستسلام.
* * *
تقول الشرعية وداعموها لكل شمالي: لا تخُض أي صراع مع الحوثي، سيتاجر بك الفاسدون ويتركونك وحيداً في معركة غير متكافئة.
يقولون للشمال: اخضع للحوثي، فمن حاربه غرق في نتائج شرعية الفساد والفشل والخيبة.
* * *
بالنسبة للتحالف، سيقول: عملنا جهدنا، ولكن الشرعية خذلتنا.
“علي عبدالله صالح” قالها مبكراً: هادي وعلي محسن لن ينصرا وطناً، ولن يقيما دولة.
سلم لهما دولة وجيشاً، وأسقطاها ثم اتهماه كما يتهمان اليوم التحالف عند كل غنيمة يوفرانها للحوثي.
* * *
لا لاستخدام دماء المقاتلين لغسيل وجهي الفساد والفشل في الشرعية هادي وعلي محسن ومن معهما من قيادات وموظفين.
هذه العصابة هي منهج ومقدمات، تقود وستقود إلى نفس النتائج من دماج وإلى الزاهر..
ومن المؤسف أن سنة لانتباه السعودي لهذه الشرعية كأنها انتهت، فخلال 2020 وبداية 2021 أخذ ملف اليمن اهتماماً كبيراً من سمو الأمير خالد بن سلمان، ولذا حشرت شرعية هادي وعلي محسن والإخوان في زاوية تقييم حقيقي، فانكشف الفساد والفشل وتوقف دعم الجيش الوهمي وفتح الإعلام السعودي عيونه على شرعية الأكاذيب وأدواتها.
لكن اليوم كأن الأمير انصرف قليلاً عن الملف اليمني فعاد الماضي.
هنيئاً للحوثي بهادي وعلي محسن..
يستحقان منه التكريم.