العيد في زمن الحوثي.. الدجاج بديلاً إجبارياً عن الأضاحي


  إلى أكثر من 100 ألف ريال (140 دولاراً أمريكياً)، قفزت أسعار أضاحي العيد من الأغنام والماعز المحلية للأحجام المتوسطة، وهي قيمة خيالية وباتت خارج القدرة الشرائية للمواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، في ظل استمرار تفاقم الأوضاع المعيشية ونهب مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- لمرتبات موظفي الدولة للعام الخامس على التوالي.
حتى العام الماضي 2020م، تمكن على الوصابي -عامل مواد بناء- من توفير الحد الأدنى من متطلبات عيد الأضحى ببيع ما تبقى من مصوغات ذهبية بحوزة زوجته، مشيراً هذا العام إلى أنه قرر الاستغناء عن أضحية العيد مقابل تأمين ملبوسات 4 أطفال “الرسول ضحّى عن الفقراء والمعسرين إلى يوم القيامة”، هكذا يعتقد علي الوصابي ليتجاوز بذلك أزمة أضحية العيد بعد انسداد جميع الأبواب في وجهه.
عادة ما تتشارك الأسر اليمنية في القرية/ الحي السكني في شراء أضحية واحدة من الماشية البلدي، لكن متوسط سعرها قبيل عيد الأضحى هذا العام 2021م، في صنعاء تجاوز الـ(1 مليون ريال) لرأس الثور متوسط الحجم، ما يعني صعوبة حصول محدودي/ معدومي الدخل على أضحية بهذه الطريقة، واقتصار العملية على فئات مجتمعية محدودة من ذوي الدخل المرتفع أو مشرفي مليشيا الحوثي.
 يعتقد عبدالله الأشول -موظف متقاعد بصنعاء- أن أضحية عيد الأضحى في ظل الأزمة والحرب وتوقف صف المرتبات وتدهور سعر العملة باتت مثل فريضة الحج “لمن استطاع إليه سبيلا”، منوهاً إلى أنه لا يزال يبحث لدى أصدقائه عن سُلفة مالية، لاستكمال قيمة أبسط احتياجات عيد الأضحى وهي كسوة الأطفال أولاً، وألمح الأشول إلى إمكانية الاستغناء عن الأضحية بشراء لحوم الدجاج لما يمكن تسميته “عيد إجباري بدون فرحة”.
ركود عام في أسواق الأضاحي
وتشهد أسواق المواشي والأغنام في صنعاء والمحافظات المجاورة لها ركوداً غير مسبوق وعزوفاً أضطرارياً للمستهلكين في ظل ارتفاع أسعار أضاحي العيد بشكل خيالي يفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطنين.
وحسب عاملين في سوق المواشي والأغنام فقد فرضت ميليشيات الحوثي رسوماً جمركية وضرائب إضافية عالية وإتاوات غير قانونية على أضاحي العيد، الأمر الذي فاقم من المشكلة وتسبب في مضاعفة أسعارها، وإحجام معظم المواطنين عن شرائها.
وارتفعت يوم الجمعة 16 يوليو/ تمّوز 2021م، (6 ذو الحجة 1442ه) أسعار الكيلو جرام الواحد من لحوم الأغنام البلدي إلى 7 آلاف ريال، (يعادل تقريبا 12 دولار)، والكيلو جرام البقري إلى أكثر من 4 آلاف ريال (ما يعادل تقريبا 3.5 دولار).
وزعمت مليشيا الحوثي في صنعاء تحديد أسعار الكيلو الغنمي بـ6000 ريال والعجل الفاصل 5000 ريال، والبقري 3500 ريال، وهى أسعار تتجاوز هي الأخرى قدرة المواطنين على الشراء، ما يعني أن عيد الأضحى هذا العام بالنسبة لمعظم اليمنيين فقد مضمونه الفرائحي، وبات مناسبة مؤلمة وضيفاً ثقيلاً على المعسرين منهم.

Exit mobile version