يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
خلق النزوح والتشرد بفعل الحرب القائمة في البلاد وضعا سيئا على الأطفال في اليمن اذ فقد معظمهم التعليم بعد تركهم لمدارسهم وأنعكس ذلك على حياتهم وتحولها من حياة الإستقرار لحياة البحث عن مكان اخر يضمن لهم العيش والامان.
آثار نفسية صعبة..
يكابد الأطفال النازحون وضع مابعد الحرب الذي عزز من شعورهم بالإغتراب وترك أثار نفسية واجتماعية وأدى ذلك لحرمانهم من التعليم وأفضى إلى اختيار الكثير منهم للعمل لمساعدة أهليهم.
وكانت منظمة إنقاذ للأطفال قد كشفت في فترات سابقة، أن استمرار العنف في اليمن دفع الأطفال وعائلاتهم الى ترك منازلهم، وأن من بين 9 إلى 10 أطفال في مخيمات النازحين لا يتمتعون بإمكانية الوصول الكافي إلى الأساسيات مثل الطعام والمياه النظيفة والتعليم.
ضعف الاندماج..
تسوء ظروف الاطفال في اليمن في اماكن اخرى نزحوا اليها غير اماكن وجودهم الأساسية ويتعرضون لصعاب كثيرة منها عدم اندماجهم في تلك المناطق التي يعيشوا فيها بعد نزحوهم .
كما أن عائلات الاطفال تجاهد لتحقيق متطلبات أساسية كالغذاء ويقضون فترات طويلة في العمل وهناك من يعتمد على أطفاله في العيش فيدفع بهم للعمل .
نسبة كبيرة من الاطفال النازحين تظل حياتهم أكثر قلقا ولايستوعبون ما القيام به ويعتقدون أن وجودهم يظل مؤقتا و على ارتباط بمدنهم الاساسية .
يرى طه عثمان عبد الله” مختص اجتماعي ” ان الاطفال في اليمن بمثلون النسبة الأكبر من الذين سحقتهم الحرب وفرضت عليهم ظروف قاسية وصعبة وعززت شعورهم بالإغتراب وجعلتهم يفتقدون لطبيعتهم البسيطة .
ويؤكد المختص الإجتماعي لـ”يمن الغد أن الحرب خلقت حالة مرعبة لدى الاطفال لإنها شكلت مجموعة من التعقيدات وفرضت عليهم واقع حطم أمالهم واحلامهم وغرست مشاعر الشتات .
وقال” ظروف الحرب غيرت من شكل الطفل اليمني الذي يعيش في تراكمات التقاليد وغياب المعالجات للآثار النفسية والاجتماعية التي تحملوها مع نزحوهم ومن خلال الحياة القاسية التي عانوها في ظل مشاركتهم عوائلهم وانقطاعهم عن التعليم ”
وأضاف أن النسبة الكبيرة من النازحين هم من الاطفال فهناك أسر لديها من الاولاد أكثر من سبعة أو ثمانية وهذا ينطبق على معظم من نزحوا وفرضت عليهم الحرب ظروف قاسية.
يكافحون من أجل البقاء..
مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حددت نسبة عدد الأطفال النازحين من أجمالي النازحين بما يصل إلى 53%.
وجاء في تغريدة المفوضية على تويتر: أن هذا العدد كان بسبب الصراع الدائر وأن الاطفال يكافحون أكثر عندما يُجبرون على الفرار من منازلهم.
وكشفت منظمة انقاذ للأطفال أن عام 2020، أُجبر ما يقدر بنحو 115000 طفل على الفرار من منازلهم بسبب تصاعد العنف، لمناطق قريبة من مأرب والحديدة وحجة وتعز، فيما.
وقدرت المنظمة أن 25000 طفل وعائلاتهم غادروا منازلهم في النصف الأول من عام 2021 .