لمصلحة من بقاء هادي رئيسًا؟
يختلف اليمنيون في كثير قضايا، لكنهم يتفقون أن هادي رئيسًا ضعيفًا ليس له حضور على الأرض، ولا مقدرة في تحقيق نصر سياسي أو عسكري في أي معركة، وبقاءه لا يخدم التحالف حتى لوكان عبدًا مطيعًا له، فقد أصبح بقاءه يخدم الحوثي فقط.
يدفع اليمنيون ثمنًا باهضًا جراء غياب القائد. تفقد كثير من الشعوب قضاياها العادلة بسبب غياب القائد.. وتصبح الحرب واستعادة الدولة والسلام وكل المفردات ركيكة المعنى وردود أفعال في مسرح فيه تجار حروب وسياسيون متكسبون.
أي مبررات لبقاء هادي ليست منطقية وضعيفة الحجة، وإذا كان هناك من مستفيد مباشر من بقاءه فهم الحوثيون والإخوان المسلمون.
وإذا كان هناك من خاسر فهم اليمنيون المؤمنون بالدولة، والسعودية التي ستجد نفسها في مستنقع يصعب الخروج منه بالحرب أو تجاوزه بالسلام، خصوصًا مع جماعة مثل الحوثيين.
القائد الفاشل عنوان للهزيمة، ومهما كانت المبررات تظل حلول ترقيعية ووقتية، وتعمل على تعميق المشكلة وليس إيجاد الحل.
الشرعية منظومة وليست أشخاصًا، وتحوير معناها ومبناها يجعل منها شركة استثمارية خاصة يتاجر بها فاسدون ويقف خلفها لصوص.
لقد أصيب اليمنيون بالإحباط، وتململ الإقليم والعالم في تعاطيه مع الشأن اليمني، وأصبحت الشرعية أضعف الأطراف في الحوار والصراع.
دعونا نناقش الأمر بوضوح، الشرعية أصبحت وظيفة تمنح مجموعة من الأشخاص مزايا مالية وسياسية، وإذا فقد أحد العاملين مزاياه يكفر بها، وقبل ذلك يهاجم السعودية ويتهمها بالفشل ويصفها بالمُحتل، وكذلك سيتحول حتى الرئيس هادي نفسه حال فقدانه الوظيفة.
الحوثيون خطر وجودي على اليمن والسعودية، وهزيمة مشروعهم المتخلف يحتاج لإيجاد قيادة حقيقية في تمثيلها للشرعية، وإذا اعتقدت المملكة أن هذا شأن يمني أو رددت ذلك يكون الأمر غير مقنع ولا منطقي، وإذا لم يكن لليمنيين ما يخسرونه أكثر مما أصابهم فإن للسعودية ما تخسره.
التعامل بازدواجية له عواقب مخيفة، اعتبار الإخوان المسلمين جماعة محظورة بالمملكة وطرف شرعي باليمن إرتباك، إن لم يكن انفصام.
وانتظار استعادة الدولة من جماعة لا تؤمن بالدولة وهم واستغفال.
هناك قتال يقوده الإخوان ضد الحوثي، وهناك قتلى من طرفهم بالمئات وذلك أمر طبيعي في حرب بين جماعتين دينيتين تريد كليهما بقاء مصالحها.. والدليل على ذلك أن نظرة الحوثيين والإخوان للأطراف الأخرى (طارق صالح – المجلس الانتقالي – المؤتمر الشعبي العام – وحتى التحالف) تكاد تكون واحدة ومتطابقة.
إننا هنا لا نقلل من تضحيات الآلاف من اليمنيين المؤمنين بعدالة قضيتهم ونبل هدفهم في مواجهة الإمامة، لكنني أعتب من يتاجر بدمائهم لتحقيق مكاسب سياسية أو مصالح ضيقة.. وأغلب القتلى من أطراف الصراع لا يعرفون بعضهم، لكن قادة الحروب في كل الأطراف تجمعهم وظيفة قديمة في الدولة أو السياسة، ويجلسون على طاولة الحوار عند الحاجة.
غياب الدولة يفسد حتى أخلاق الناس، والقائد الفاشل يفسد القضايا العادلة، ويشوه المعركة، ويجعل استعادة الدولة أحلام مثالية مكانها في السماء وليس لها على الأرض مكان.