أخبار العالمالرئيسيةحواراتدوليمحليات

باحث أمريكي: لوبي إخواني إيراني في واشنطن لضرب المصالح العربية

مؤامرات إخوانية تستهدف ضرب المصالح العربية عبر تحالفات مع اللوبي الإيراني بأمريكا في نهج يصطدم بتوجه الإدارة الحالية للبيت الأبيض. 

خلاصة توصل إليها الباحث الاستقصائي الأمريكي ستيفن إيمرسون، المدير التنفيذي لمنظمة “مشروع استقصائي حول الإرهاب”، والمعنية بالبحث في أصول الجماعات الإرهابية الناشطة بالولايات المتحدة. 

وفي مقابلة مع “العين الإخبارية”، استعرض إيمرسون خفايا نشاطات جماعة الإخوان على الأراضي الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي. 

وسلط الضوء على حقيقة مدّ الإخوان بالولايات المتحدة لجماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش ومليشيات إيران بملايين الدولارات من أموال المتبرعين الأمريكيين والأوروبيين عبر الالتفاف على القوانين. 

لوبي إخواني إيراني 

في 2020، رصدت منظمة “إيمرسون” تحركات لتحالف إخواني-إيراني في واشنطن، حيث عملت المنظمات الإخوانية واللوبي المدافع عن النظام الإيراني على شن حملة ضد دولة الإمارات، لمحاولة إقناع الكونجرس بمنع تمرير صفقة بيع مقاتلات “إف – 35” وغيرها للبلد العربي. 

غير أن الحملة منيت بفشل ذريع حيث لم يمانع الكونجرس الأمريكي تمرير الصفقة. 

إيمرسون قال إن هذه المنظمات التي شكلت تحالفاً تحت مسمى “التحالف الدولي للمنظمات غير الحكومية” تشترك بأيديولوجيا واحدة، وتعمل على تقديم مصالح كل من تركيا وإيران على أي مصالح أخرى في منطقة الشرق الأوسط. 

ومن تلك المنظمات “الشبكة المتحدة للسلام والعدالة” التي تضغط على الكونجرس باستمرار لمنع استصدار أي قرار من شأنه الضغط على إيران، كما تدعو للانفتاح والتطبيع الأمريكي الكامل مع طهران. 

ولفت إيمرسون إلى أهمية توجّه الدول المسلمة إلى حظر نشاطات مثل تلك الجماعات الإرهابية والتركيز على مكافحة الأفكار المتطرفة، الأمر الذي يقود نحو تغيير التوجه الدولي إزاء هذه المنظمات ونشاطاتها. 

كما يشكل -وفق الباحث- نوعا جديدا من الضغط على واشنطن والعواصم الأوروبية لمراقبة هذه المنظمات والجماعات المتطرفة التي غالباً ما تظهر نتائج أعمالها ومؤامراتها الخبيثة على أراضي الشرق الأوسط، بينما تخطط وتطبخ الكثير من رؤاها في عواصم الغرب. 
 

سموم تركية 

وخلال المقابلة قال إيمرسون إن الأموال القادمة من الولايات المتحدة وأوروبا عبر المنظمات الإخوانية انتهى بها الأمر – في الكثير من الأحيان- إلى خزائن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة. 

واستنادا لما تقدم، أوضح الباحث الأمريكي أن شكل نشاطات هذه الجماعات تغير اليوم حيث باتت تستند على دول داعمة ومروجة للإرهاب مثلما حدث مؤخراً في ملابسات قضية “هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات” التركية الإخوانية، والمعروفة اختصارا باسم IHH. 

ووفق “إيمرسون”، استفادت المنظمة من بيروقراطية العمل الرقابي بالولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية لتنشط منذ التسعينات بهذه البلدان بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في دارفور (غربي السودان). 

ومستدركا: “بينما تخفي وراء الأعمال الخيرية والإنسانية جانبا مظلما، حيث أشارت تحقيقات إلى أن المؤسسة لعبت دور الوسيط لإيصال الأموال إلى عائلات إرهابيين تابعين لحماس والقاعدة نفّذوا أعمالاً انتحارية”. 

وبحسب تقارير منظمة إيمرسون، فإن المنظمة التركية تتمتع بعلاقات وطيدة مع أنقرة وجهاز الاستخبارات التركي (ميت)، وعملت في الولايات المتحدة مع ما يسمى بـ”اتحاد الخير” المصنف على قوائم الإرهاب من قبل الخزانة الأمريكية منذ العام 2008. 

كما أشارت تقارير استخباراتية كندية الى أن أحمد رسام، المواطن الجزائري الكندي الذي تلقى تدريبات في أفغانستان وخطط لمؤامرة تفجير مطار لوس أنجلوس مطلع العام 2000، كان من المنتسبين النشطين للمنظمة التركية. 

وأشار الباحث الأمريكي، خلال مقابلة مع “العين الإخبارية”، إلى أن المؤسسة التركية امتلكت قدرات مضاعفة بسبب علاقتها بالاستخبارات في بلادها، حيث عثر على أسلحة ومتفجرات بمقرها في إسطنبول لأكثر من مرة، ليتم إغلاق التحقيق بسرعة بأمر من حكومة أنقرة. 

وأيضا قامت هذه المنظمة بالسماح لشاحنات تحمل مواد مجهولة بالدخول إلى الأراضي السورية تحت اسم “معهد ماساتشوستس الأمريكي للتكنولوجيا”، بالإضافة الى تقارير نشرتها شبكة كردية تشير إلى تورّطها بتهريب سجناء تنظيم “داعش” الإرهابي المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا الى الأراضي التركية. 

بايدن ليس أوباما 

الباحث الأمريكي أكد أن المناخ والتوجه الأمريكي بخصوص الإخوان تغيّر عبر السنوات بسبب كشف الكثير من مؤامرات الجماعة على الأراضي الأمريكية، حيث تتخذ إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية مواقف متقدمة عن عهد باراك أوباما. 

ففي 2014، حين قامت دولة الإمارات بتصنيف منظمتي “كير” و”اسنا” على قوائم الإرهاب، أصدر وزير الخارجية الأمريكي حينها جون كيري بيانا حاول فيه التأثير على موقف الإمارات بهذا التصنيف. 

كما حاولت إدارة أوباما شرعنة هذه المنظمات من خلال استضافتها في البيت الأبيض، في نهج يختلف عن بايدن الذي رفض قبل أشهر حضور ليندا صرصور، الشخصية الإشكالية المرتبطة بالإخوان، لتجمعات حملته الانتخابية، ورفضت حملته أن تكون “صرصور” عضواً فيها، ما يعكس تفهم واشنطن لخطورة هذه المنظمات أكثر من أي وقت مضى. 

أجندات مؤدلجة 

منذ العام 1963، بدأت جماعة الإخوان ترسيخ جذورها في الولايات المتحدة مستغلة وجود أعداد كبيرة من المسلمين المهاجرين لتضليلهم وخداع السلطات الأمريكية بشعارات وهمية مثل “العمل الخيري” و”الدفاع عن حقوق المسلمين” وذلك في سبيل تمرير أجندات مؤدلجة لها أهداف سياسية. 

وعلى مر السنوات، أسست الجماعة عشرات المنظّمات في الولايات المتحدة التي انتهى الأمر ببعضها للإغلاق والتصنيف على قوائم الإرهاب، لتعود في بعض الأحيان بأسماء جديدة وتلتف على القوانين الأمريكية للإفلات من تهمة “الإرهاب” عبر بناء منظمات تدّعي استقلاليتها. 

وفي العام 1998، أسّس إيمرسون، منظمته “مشروع استقصائي حول الإرهاب”، لتصبح واحدة من المؤسسات التي استعانت بتحقيقاتها وشهاداتها وكالات الاستخبارات والكونجرس الأمريكيين إبان الأحداث الإرهابية الكبرى التي ضربت البلاد والعالم. 

ولعبت المنظمة دوراً محورياً في كشف صلات منظمة الإغاثة العالمية وتصنيفها “إرهابية” من قبل وزارة الخزانة الأمريكية العام 2002 بسبب تمويلها للقاعدة وتنظيمات أخرى متطرفة. 

زر الذهاب إلى الأعلى