يمن الغد / تقرير – خاص
تعددت الإنتهاكات التي تقوم بها قيادات محسوبة على المحور العسكري التابع لحزب الاصلاح الإخواني بمحافظة تعز..
حيث شهدت المحافظة جرائم اختطافات وسطو ونهب تورطت بها قيادات المحور وكذا التورط بتمييع والتستر على قضايا اغتصابات تورط بها اشخاص مقربين من نافذين..
اختطافات لأجل الفدية..
مؤخرا كشفت منظمة حقوقية، عن انتهاكات جسيمة تمارسها قوات محور تعز، الموالي لحزب الإصلاح، وأكدت حصولها على وثائق تدين قيادات عسكرية باستحداث سجون خاصة في المحافظة.
وطالب مسؤول في منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها “جنيف”، القوات الحكومية ووحداتها العسكرية بإيقاف الاعتداءات والاستقواء بالمناصب التي يتقلدونها لتصفية حسابات شخصية.
مطلع اغسطس أكدت وثيقة رسمية تورط محور تعز العسكري ومسلحي حزب الإصلاح في اختطاف الناشط “جلال الدين الخولاني”.
وأوضحت الوثيقة الموجهة من مدير البحث الجنائي في تعز العميد صادق الحسامي لمدير شرطة المدينة العميد منصور الأكحلي، أن الناشط جلال الدين الخولاني تم اختطافه من قِبل ثلاثة متهمين على رأسهم جندي في اللواء 170 دفاع جوي يُدعى “حمدي عبدالباسط عبده علي”، قبل أن يقوموا باقتياده إلى سجن مدرسة باكثير الخاص بالكتيبة الثالثة في اللواء.
وطالبت الوثيقة مدير الشرطة بالتخاطب مع قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، لتوجيه قائد اللواء 170 دفاع جوي بضبط الجندي المتهم بالحادثة والإفراج عن الناشط الخولاني وتسليم مقتنياته المنهوبة.
وقالت مصادر حينها ان عصابة مسلحة يقودها شوقي سعيد المخلافي شقيق القيادي في حزب الإصلاح “حمود المخلافي” اختطفت الناشط “جلال الدين الخولاني” من حي الروضة وسط مدينة تعز.
وقالت الدكتور إيمان الذبحاني إن عصابة “المخلافي” تطالب أسرة المختطف “الخولاني” بفدية تبلغ 4 ملايين مقابل الإفراج عن ابنها.. مشيرة إلى أن هذه المرة الثانية التي يتم فيها اختطاف الخولاني من قِبل المسلحين أنفسهم، بعد عملية سابقة في المنطقة نفسها وتم الإفراج عنه بعد دفع فدية500 ألف ونهب جوالاته وجهاز لابتوب.
يأتي ذلك ضمن حملة الاختطافات المتكررة التي ينفذها مسلحون موالون لقيادات عسكرية وأمنية ضد المعارضين لسياسة حزب الإصلاح في تعز الذي يسيطر على المدينة منذ العام 2015.
سجن الكتيبة الثالثة..
من جانبه قال مسؤول ملف اليمن في “سام” على الموقع الرسمي للمنظمة، الثلاثاء: “يجب على القوات الحكومية وكافة وحداتها وأفرادها عدم الاستقواء بمناصبهم العسكرية لتصفية حسابات شخصية مع خصومهم”.
وشدد على “توفير الحماية والأمان لعمل النشطاء الحقوقيين والإنسانيين بتعز”.
وأضاف، “إن الإجراءات التي استخدمها قادة كتائب ومجموعة من المجندين في اللواء 170 دفاع جوي، ضد الناشط الحقوقي والإنساني جلال الدين الخولاني من قبض واحتجاز ومصادرة أدواته الخاصة وإخفائه في سجن خاص، كلها مخالفة للقانون اليمني ولا تتفق مع المعايير الخاصة بالاحتجاز والاعتقال التي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان”.
وكانت مجموعة مسلحة قد أقدمت، الجمعة 24 يوليو/ تموز 2021م، على اختطاف الناشط الإنساني جلال الدين الخولاني، ومصادرة سيارته التي كان يستقلها، وتلفوناته الخاصة، وأغراض أخرى كانت معه، في حي النسيرية وسط مدينة تعز، واودعته سجنا خاصا يقع في بناية مملوكة لاحد المواطنين النازحين من مدينة تعز، قبل أن تقوم بنقله إلى سجن آخر في مدرسة باكثير الحكومية.
وذكرت مصادر متعددة، يتبع هذان السجنان الكتيبة الثالثة في اللواء 170 دفاع جوي، التي يقودها “همام مرعي” بمساعدة قيادي آخر يدعى “أسامة القردعي”.
أحد أقرباء الضحية، أفاد أن تلك المجموعة المسلحة سبق واحتجزت “جلال الدين” في شهر مايو/ آيار على خلفية قضية خاصة، ولم تفرج عنه حتى تم دفع مبلغا ماليا.
انتهاك خطير..
منظمة “سام”، قالت إنها حصلت وثائق صادرة من إدارة البحث الجنائي وإدارة شرطة تعز تطالب قيادة محور تعز أيضا بإرسال المختطف “الخولاني” المحتجز في سجن مدرسة باكثير التابع للكتيبة الثالثة في اللواء 170 دفاع جوي التي يقودها همام مرعي، وإرسال المتهمين باختطافه المجندين في اللواء نفسه إلى إدارة البحث الجنائي للسير في إجراءات التحقيق.
وقالت المنظمة إنه لم يتم القبض على المتهمين، ولم تقم قيادة محور تعز بالإفراج عن المختطف أو إحالته إلى النيابة العامة، باعتبار أن الخاطفين يتبعون أحد الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز، مؤكدة انه “لم يتم الكشف عن مصير الضحية، فيما لم يتمكن أقاربه من زيارته أو معرفة مصيره”.
واعتبرت هذا السلوك الصادر من جهات عسكرية مخالفا للمواثيق الناظمة لحقوق الإنسان، والقوانين اليمنية التي نظمت إجراءات وطرق الاحتجاز والاعتقال للأشخاص وضرورة صدور أوامر قضائية بذلك.
ووصفت المنظمة تغييب الضحية بهكذا صورة بـ”انتهاك خطير لحقوق الإنسان”، مضيفة “ويمثل اختفاؤه حتى اللحظة مؤشرا على عدم اكتراث القيادات العسكرية بتعز لواجباتها القانونية والإنسانية في الالتزام بالقوانين والمواثيق ذات الصلة بحفظ حريات الأشخاص وكرامتهم”.
واعتبرت المنظمة استحداث السلطات العسكرية سجونا خاصة وسرية خارج سلطة النيابة مؤشرا خطيرا.
وقالت، “إن إبقاء السلطات العسكرية على سجون خاصة لا تخضع لسلطة النيابة العامة يضع علامات استفهام كبيرة، إذ لا يمكن القبول بأي حال بإبقاء السجون الخاصة مفتوحة، ومن خلالها يتم تصفية حسابات خاصة للمنخرطين في هذه القوات مع خصومهم، ومع النشطاء والمدنيين في تعز”.
وطالبت “سام”، قيادة محور تعز وقيادة اللواء 170 دفاع جوي بإحالة كل المتورطين باحتجاز واختفاء الناشط الحقوقي والإنساني جلال الدين الخولاني إلى القضاء، وإغلاق سجن مدرسة باكثير الحكومية، وإعادتها إلى إدارة التربية والتعليم ليتمكن الطلاب من مواصلة تعليمهم فيها، كما تدعو إلى إغلاق السجن الخاص بهذه المجموعة المسلحة الواقع في بناية مملوكة لأحد المواطنين بحي الروضة.
وحملت المنظمة، كافة القوات الحكومية بتعز مسؤولية سلامة الناشط الخولاني، ودعت إلى “الإفراج عنه وإعادة كافة الأدوات التي صُودرت منه، والكف عن ممارسة هذا السلوك الانتهاكي تجاه النشطاء أو السكان المدنيين، والاحتكام للقانون في كل الإجراءات التي تتخذها”.
تستر في قضايا اغتصاب..
وفي سياق اخر اتهمت تقارير حقوقية قيادات بالمحور بالتورط في السطو على اكثر من 200 منزل تابع لمواطنين في تعز بقوة السلاح..
وفيما يخص الاغتصابات طالب ناشطين وحقوقيين محاسبة المسؤولين عن جرائم الاغتصاب في تعز، بعد حادثة اغتصاب شاب في الـ28 من عمره لطفلة من فئة المهمشين وسط المدينة.
وأفادت مصادر يمن الغد أن شاباً يُدعى (باسم. س) استدرج الطفلة “جواهر .م. ع.” (14عاماً) من فئة المهمشين مطلع يوليو إلى منزل والده، بالقرب من مسجد الهدى في حي الشماسي، وأوهم أهلها بأنه يريد منها تنظيف المنزل لأهله، ثم قام بإغلاق الباب لدى وصولها وتهديدها واغتصابها، قبل أن تُلقي الأجهزة الأمنية القبض عليه بعد بلاغ تقدم به أهل الطفلة الضحية.
وقالت مصادر حقوقية إن الجاني يعمل سائق باص، ويستقوي بجنود في محور تعز العسكري، من بينهم جنود من اللواء 170 دفاع جوي، مضيفة أنهم قدِموا إلى منزل أسرة الطفلة جواهر، وهددوا أسرتها بالقتل في حال لم يتم التنازل عن القضية والإفراج عن المتهم قبل تحويله إلى النيابة.
وأفاد رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين “نعمان الحذيفي” بأن المتهم رهن الاحتجاز في قسم شرطة الأشبط وسط المدينة، ولكن قوات أمنية هدَّدت -وما زالت- أسرة الطفلة جواهر للتنازل عن القضية.
وتشهد تعز وتيرة عالية في جرائم الاغتصاب طالت عدداً من الفتيات خاصة من فئة المهمشين، وسط صمت وتجاهل السلطات الأمنية والقضائية، وكان من تلك الجرائم اغتصاب الطفلة “رسائل” من قِبل خمسة شباب في ريف تعز، وتم تمييع القضية بدعم مسؤولين أمنيين ومتنفذين قبَليين .