“شرعيون” على ماذا؟!
عندما تناقش بعض المتثاقفين من أدعياء نصرة الشرعية اليمنية حول فشل هذه الشرعية في إدارة المناطق المحررة كما في مواجهة المشروع الحوثي واستعادة الدولة المخطوفة من أيادي الجماعة الحوثية، سرعان ما يهرب من الإجابة الدقيقة إلى الإجابات العائمة ليقول لك: إنها لعبة دولية تدخل فيها عدة قوى عالمية عظمى.
لا بأس إذن، لكن فهمونا نحن البسطاء هل القوى العالمية العظمى هذه تمنع وزير النفط والثروات المعدنية من التفكير في حل أزمة الوقود وكسر احتكار توزيع الوقود من قبل بعض الفاسدين وهوامير النهب والاستحواذ؟
وهل هي من يأمر ناهبي النفط المنتج في حقول حضرموت وشبوة ومأرب والمهرة لتوزيع عائداته في ما بينهم؟
وهل القوى العالمية العظمى تمنع وزير الكهرباء من البحث عن حلول لأزمة الكهرباء التي انهكت المواطنين وحولت حياتهم إلى جحيم؟
وما ينطبق على الوقود والكهرباء ينطبق على بقية الخدمات من مياه وخدمات البلدية والبيئة والخدمات الطبية والتعليمية، هل القوى العالمية هي من يمنع الحكومة الشرعية من القيام بواجبها تجاه مواطنيها؟
وهل هذه القوى العالمية هي من يأمر كبار موظفي الدولة بالبقاء خارج البلد وتلقي مرتباتهم بالدولار بدلا من مشاركة المواطنين المطحونين العيش في الأزمات والمعاناة؟
وهل هي القوى الدولية العظمى تأمر هوامير العبث بالمضاربة بالعملة الصعبة وتحويل المدخر منها إلى الخارج كمرتبات للوزراء ونوابهم ووكلائهم؟
وبمثل هذه الأسئلة يمكن التساؤل عن الهزائم المتلاحقة التي أنجزها “الجيش الوطني” حينما سلم المحافظات والمعسكرات لجماعة الحوثي.. هل ستقولون إن القوى الدولية العظمى هي من أمر نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع كي يسلموا الحوثيين فرضة نهم ومحافظة الجوف ومديريات البيضاء ومأرب بلا مواجهة أو حتى تقديم مبرر مقنع لذوي الشهداء وسكان تلك المحافظات والمديريات؟
أيها السادة الشرعيون.. إن كل من يمتلك مقدار ذرة من المعرفة والدراية يشعر بالقرف والغثيان من تبريراتكم بالحديث عن القوى العالمية العظمى التي تقولون إنها تقف وراء فسادكم وعبثكم واستهتاركم بالإرادة الشعبية وتدميركم لتطلعات المواطنين في الشمال والجنوب، بينما تواصلون تكديس المليارات من خلال الاستثمار في الحرب والحرص على إطالة أمدها لتحقيق المزيد من الأرباح والفوائد.
كل المواطنين يتساءلون باستنكار وقرف شديدين: على ماذا نسمي الشرعيين شرعيين؟، وماذا تبقى لديهم من أوراق توت ليغطوا بها على عدم أهليتهم للعب دور القادة الشرعيين فعلاً، بعد أن أبدوا إخفاقا لا نظير له في القيام بأبسط المهام، وتفوقوا في فشلهم على أكثر التلاميذ بلادةً وغباءً؟؟؟!!!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك