26 سبتمبر أعظم ثورة في المنطقة العربية
حجم التحديات وطبيعة الجغرافيا والنظام السياسي السابق لثورة 26 سبتمبر، ودلالة أهدافها يجعل من ثورة 26 سبتمبر 1962 أعظم ثورة في المنطقة العربية…
من أرضية 26 سبتمبر كانت ثورة 14 أكتوبر، لقد تحركت في سياق المدلول الثوري السبتمبري، ومن عظمة سبتمبر كانت وحدة 22 مايو 1990…
لو أن للنكبات من فضائل فإن فضيلة النكبة الحوثية أنها جعلت الناس يعيدون تخليق المنطلقات السبتمبرية، كنقيض للانقلاب القروسطي…
تقسيم الناس إلى “سادة” و”أنصار” و”أحفاد بلال” جعل الناس يتعبدون بالهدف السبتمبري “إزالة الفوارق بين الطبقات”.
كنا بترف التفسير نظن أن علي عبد المغني أخطأ في استنساخ أهداف ثورة 23 يوليو، وحول “إذابة الفوارق” إلى “إزالة الفوارق”… لكن السنوات السبع الأخيرة جعلتنا ندرك عظمة علي عبد المغني والضباط الأحرار في اختيار دلالة “الإزالة” لا “الإذابة” فالكهنوت يواجه بالاجتثاث لا التعايش والاندماج معه…
باعتقادي أن قوى جمهورية 5 نوفمبر وما تداعى منها أسهمت بشكل جذري في الالتفاف على سبتمبر، واستهجانها في خطب المساجد، وفي المدارس والمعاهد والجامعات، بل واعتبارها وثنا ينبغي السخرية منه، لقد أرادوا إطفاء وهجها الإنسان…
تماما كما ناهضوا الوحدة، ثم عملوا على تجريفها.
لم يكن امتصاص العائدين من القوى الملكية، فيما عرف بالمصالحة الملكية الجمهورية، واستقطابهم وهضمهم لصالح تنظيم الإخوان المسلمين أمرا اعتباطيا، لقد كان دمجا لمناهضة سبتمر من الداخل.
استعادة لمشروع “الدولة الإسلامية” الذي دعا إليها بيان الطائف، الذي تبنته القوى الثالثة، التي تحركت سياسيا من مقررات مؤتمر خمر عام 1965.