بعث مغترب يمني برسالة شكر وعتاب للسعودية والشعب السعودي نشرها على صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي قبل دقائق من ترحيله وحققت انتشار واسع ونالت اعجاب الملاييين.
“يمن الغد” يعيد نشر الرسالة كما تم تناقلها في شبكات التواصل الاجتماعي:
أيها الشعب السعودي الشقيق:
جزاكم الله عنا كل خير على مدى سنوات من استضافتكم لنا لقد ابتلاكم الله بنا وابتلانا بمن كان حجر عثرة على طريق رزقنا الذي كان مفترض ان يأتينا الى بلادنا.
لقد اختار الله بلادكم كي تكون مهبط رزقنا واختاركم كي تكونوا أنتم الامناء على مستحقاتنا من ربنا وما كان ذلك الا عندما علم الله طيب نفوسكم وسماحة خلقكم .
أخواني ياشعب(السعوديه) الكرام ، نقسم لكم بالله العظيم أن ما نأخذه نحن من رزق أو نكنزه من مال حلال ليس الا رزقنا المقسوم لنا من رب العالمين ولم نأخذ من رزقكم شيئا يسيرا ولا كثيرا . بل إن كثيرا منكم قد استفاد منا بقدر ما استفدنا نحن منه وتلك سنة الحياة .
ايها الاشقاء الاكارم :
إنني أود أن أذكركم فقط ان قصة اصحاب الجنة التي ورد ذكرها في القرآن قد جرت أحداثها في اليمن وأن أصحابها كانوا يتعاهدون الفقراء والمساكين ويرزقوهم منها فكان الفقراء يعيشون منها وأصحاب الجنة أيضا يتنعمون بمحصولها.
فلما غيروا نياتهم وظنوا ان الفقراء يأكلون حقهم ويقاسمونهم رزقهم قرروا أن يمنعوا عنها الفقراء ويستحوذوا هم بخيرها وغلاّتها لأنفسهم فقط ، ناسين أنهم إنما كانوا يأكلون ويتنعمون بفضل رزق الفقراء والمساكين الذي كانوا هم سببا وطريقا له ليس أكثر . فماذا جرى عندما قرروا أن يحرموا المساكين من حقهم ؟ .
ايها الشعب( السعودي) العظيم إن أرض الجنتين المذكورة في القرآن إنما هي أرضنا وقد استحالت جحيما بعد أن كانت جنة ونعيما .وتلك قصة الايام .
إخواننا وأشقاءنا هذا قدرنا معكم وقدرنا مع أنفسنا ونحن به راضون ، سنغادر أرضكم مطرودين وكلنا ثقة أن الله لن يضيعنا وسيأتي برزقنا الى حيث يصلنا ونصل إليه ونرجو أن يكون هذه المرة رزقنا في أرضنا. وما يدريكم ؟!.إننا نحبكم ونقدر ظروفكم ونحفظ لكم سالفة كرمكم .ونرجو أن لا نجدكم كأصحاب الجنة قد بدل الله عنكم ما أنتم فيه مثلما بدلتم نياتكم تجاهنا .
سنسامحكم وربما يوما سنشكركم على مافعلتم عندما صرفتمونا لنجد رزقنا ينتظرنا في بلادنا وبين أهلنا وأزواجنا واطفالنا .ربما أنتم لاتدركون حقيقة الكلمات الأخيرة تحديدا من كلامي السابق ،لأن بعضكم إن لم يكن معظمكم لايدرك قسوة الغربة.تخيلوا حينما يصل خبر لحظة فراق امك او ابيك من هذه الحياة الدنيا ولم تتشرف بسماع كلمة وداع او سماح أو حتى قبلة على خد أعز إنسان عليك .
أنتم لاتدركون معنى ان يرزقك الله البكر من أولادك وأنت عنه بعيد ولاتراه الا وهو يستقبلك قد بلغ من العمر سنين .انتم لاتدركون قيمة ان تتزوج ولاتمكث مع اهلك غير شهر أو شهرين ثم تغادر وقدماك لاتكاد تحملانك . إنكم لاتدركون اشياء كثيرة كنا نعانيها وسفاهات كنا نصطلي بنيرانها ، وجور كنا نتجرع مرارته فوق كل ماسبق .
نستودعكم الله ونحن مطرودين لكننا نقول :يا أهلا بكم في أي وقت إن ضاقت بكم أرضكم يوما ما وجرت عليكم سنة الحياة التي جرت علينا حينها سنقاسمكم رغيف خبز أولادنا غير كافلين ولا مكفولين في بلاد الاسلام والمسلمين .
أرجوا أن لاتندموا عندما تفتقدوننا بينكم او تتمنون أنكم لم تفعلوا ، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري لله.”وفِي السماء رزقكم وما توعدون