اخبار الشرعيهالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتمحليات

التطرف الحوثي يضع أطفال اليمن على جبهات القتال “قنابل موقوتة”

كشف تقرير جديد عن قيام المتمردين الحوثيين بوضع الأطفال في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في اليمن. 

وذكر تقرير لصحيفة التايمز البريطانية أن الجماعة الحوثية تضع الأطفال على خط المواجهة؛ حيث أجبرت الآلاف من الأطفال اليمنيين، بعضهم لم يتجاوزوا سن العاشرة، على الالتحاق بصفوفها بعد فترات في معسكرات تدريب وحشية. 

ومن بين هؤلاء الأطفال محمد (13 عامًا) الذي شارك في الصف الخلفي مع فرقة مكونة من 30 مقاتلاً، عشرة منهم أولاد في نفس عمره. 

ونقل محمد في حديثه لصحيفة التايمز أجواء العنف والقتال التي يعيشها بشكل يومي تحت ضغوط الجماعة المتمردة. ويقول “بمجرد وصول الطائرات نغوص بحثًا عن ملجأ”. وتابع “لقد انفجر الصاروخ ورأيته قريبًا جدًا… رأيت الناس ينفجرون أمامي”. 

وتستخدم الجماعة الحوثية أساليب متعددة في تجنيد ذوي الفئات العمرية المختلفة من أبناء قبائل شمال اليمن، وذلك بالتجويع والترهيب، في أعقاب التنكيل باليمنيين والحرب التي أشعلتها منذ ما يقارب 7 سنوات. 

وبسبب حاجة الكثير من الأسر إلى المال، مع تردي الأوضاع المعيشية وتدني مستوى الدخل في البلاد، ومع استنزاف الحوثيين لمدخرات اليمن من العملة الصعبة، وعجزهم عن دفع رواتب الموظفين، ومع تحولهم إلى السوق السوداء لدعم عناصرهم، وإفقار وتجريف قطاعات العمل والتجارة، كل ذلك أجبر الكثير من الأسر على الدفع بأطفالها إلى ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالقتال مع الحوثيين، فيما ذهب الكثير من الأطفال إلى التجنيد قسراً بغير رضا أولياء أمورهم، ضماناً لإعاشتهم اليومية فحسب. 

ويعد تجنيد ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الأطفال للقتال في صفوفها أمرا ثابتا وموثّقا في تقارير منظمات دولية. وذكر تقرير منظمة “ميون” لحقوق الإنسان والتنمية أن الأطفال الضحايا الذين تم تجنيدهم وقتلوا خلال المعارك في الأشهر الستة الأخيرة تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، من بينهم 13 طفلا تم ضمهم إلى الجهاز الإعلامي الحربي وقد شيعوا في مواكب دفن علنية فضحت جرائم الحوثيين. 

وطالبت المنظمة ضمن توصياتها مجلس الأمن الدولي بإحالة ملف تجنيد الأطفال في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمة الحوثيين بارتكاب جرائم حرب بمثل هذا النشاط. كما دعت الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح إلى زيارة اليمن وإجراء تقييم مباشر لعملية تجنيد الحوثيين للأطفال في مناطق سيطرتهم. 

Thumbnail

وحثت المجتمع الدولي على ممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين من أجل كبح انتهاكاتهم لحقوق الأطفال في اليمن، موصية بفرض عقوبات على القيادات الحوثية المتورطة في مثل هذه الجرائم. 

وقدرت “ميون” عدد الأطفال الجرحى من بين المجندين خلال الأشهر الستة الأخيرة بـ340 طفلا، محذرة من “مذبحة مروعة تتعرض لها الطفولة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين”. 

وتضمن التقرير قائمة بأسماء 125 قياديا في جماعة الحوثي متورطا في جرائم استقطاب الأطفال وتجنيدهم، من أبرزهم “يحيى بدرالدين الحوثي ومحمد علي الحوثي ومحمد بدرالدين الحوثي وعبدالكريم أمير الدين الحوثي وعبدالمجيد الحوثي”، وطالبت بوضعهم في “قائمة سوداء” وفرض عقوبات عليهم. 

وتستمر جرائم الحوثيين في وقت تقود فيه الأمم المتحدة وواشنطن والرياض جهودا مكثفة لحلحلة الأزمة في اليمن، بينما تأتي انتهاكات الحوثيين متناقضة مع تلك الجهود، فيما تواصل الجماعة الانقلابية عملياتها العسكرية خاصة في مأرب آخر معاقل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. 

ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014 مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. 

وخلّف النزاع عشرات الآلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان إلى الاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك في نزوح الملايين من الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة. 

وما يزيد من تعقيدات الوضع في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تتمسك بالسلاح، وهو ما يشق جهود إرساء السلام. وقد ارتكب الحوثيون انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع الكثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. 

وفي سياق الوضع الإنساني الكارثي في اليمن قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” الأحد إن “8.1 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة بسبب الصراع في البلاد”، جاء ذلك في تغريدة نشرتها المنظمة الأممية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وأضافت “هذه زيادة ضخمة مقارنة بـ1.1 مليون طفل قبل الحرب”، مشددة بالقول “يجب أن تتوقف الحرب حتى يستطيع الأطفال عيش طفولتهم”. 

زر الذهاب إلى الأعلى