اخبار الشرعيهالإقتصاد والمالالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرصنعاءمحليات

عام دراسي جديد في اليمن تحاصره أهوال الحرب وغلاء المعيشة

الأهالي يواجهون صعوبات كبيرة في توفير متطلبات الدراسة لأطفالهم بسبب ظروفهم المادية الصعبة في خضم تدهور الأوضاع المعيشية..

ينطلق العام الدراسي الجديد في اليمن، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية بالغة الصعوبة ووسط تحديات كبيرة، أشد من الأعوام السابقة، بسبب التدهور الإنساني الأكبر جراء تراجع العملة المحلية لأدنى مستوى في تاريخها. 

وتجاوز سعر الدولار 1000 ريال يمني، في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، مقابل أقل من 800 ريال للدولار، في الفترة المماثلة من العام 2020. 

وأدى هذا التراجع للعملة المحلية إلى ارتفاع كبير للأسعار، بما في ذلك المستلزمات الدراسية التي تشمل الحقائب والدفاتر والأقلام، وكذلك رسوم الدراسة خصوصا في المدارس الأهلية. 

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن 8.1 ملايين طفل يمني بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة وشددت على ضرورة أن تتوقف الحرب حتى يستطيع الأطفال عيش طفولتهم. 

وتشكو”أم محمد” في الأربعينيات من العمر، نازحة بمدينة تعز جراء الحرب التي شهدتها قبل سنوات محافظتها الحديدة تشكو من تحديات تواجه أولادها خلال العام الدراسي الجديد. 

وقالت إن “العام الدراسي يأتي في ظل غلاء فاحش لم نشهده من قبل أبدا”. وتابعت “لدي خمسة أطفال أريد تسجيلهم في المدارس الحكومية، لكن هناك صعوبات كبيرة في توفير متطلبات الدراسة لهم من دفاتر وأقلام وحقائب”. 

وأردفت “ظروف المعيشة الصعبة أجبرتني على طلب حقائب مدرسية مستخدمة من جارتي التي ظروفها المادية جيدة”. 

ومضت قائلة “نحن هنا نازحون نواجه أوجاع الحرب التي ما زالت مشتعلة في تعز، فيما غلاء الأسعار يعد الهم الذي أشغلنا وأشغل الكثير من العائلات”. 

بدوره، يقول حسين عبد الله “لدي ستة أولاد جميعهم في المرحلة الدراسية، من الصف الرابع حتى الثالث الثانوي”. 

وأضاف : “يأتي هذا العام الدراسي ونحن نكافح بشدة من أجل توفير لقمة العيش لنا ولأولادنا ..أنا موظف حكومي، وأتسلم راتبا شهريا يقارب 50 ألف ريال يمني (نحو 50 دولار)، وهو لا يفي إلا ببعض متطلبات الأسرة نتيجة الغلاء الكبير”. 

واستدرك “هذا الأمر، دفعني للعمل على دراجة نارية لنقل الركاب، من أجل تلبية بقية متطلبات الحياة، بما في ذلك مستلزمات الدراسة لأولادي”. 

وأشار أنه لم يستطع توفير الزي المدرسي لأولاده بسبب الغلاء، ما يجعلهم يذهبون إلى المدرسة بأي لباس. 

ويقول أحمد البحيري، رئيس مركز الدراسات والإعلام التربوي إن” العام الدراسي الجديد يواجه تحديات على عدة مستويات، بينها استمرار الحرب وتدهور العملة الوطنية وعدم توفر ميزانية خاصة بالتعليم”. 

وأضاف أن “هذه الظروف ستؤدي هذا العام إلى عجز الإدارات التعليمية في توفير الكتاب المدرسي بشكل كاف، وضعف التزاماتها بدفع رواتب المعلمين”. 

وتابع “إضافة إلى هذه التحديات، هناك تحد يتمثل باستمرار تهديد وباء كورونا في ظل عدم قدرة الجهات الرسمية على توفير اللقاحات الكافية خاصة لمنتسبي التعليم”. 

وبين أن العام الدراسي الجديد قد يواجه تهديدات من قبل نقابة المعلمين، بالإضراب عن العمل، للمطالبة بتحسين المرتبات، خصوصا مع التراجع الكبير للعملة. 

وأشار إلى أن هناك أيضا تحديات الوضع الأمني الصعب، إضافة إلى تكريس الحوثيين للطائفية، من خلال المناهج والأنشطة التعليمية”. 

ويرى متابعون أن الحوثيين يهدفون من وراء مناهجهم التعليمية المحرفة إلى غسل عقول الأطفال وتزوير التاريخ وإجراء فرز سياسي ومذهبي للكادر التعليمي. 

زر الذهاب إلى الأعلى