الحشد الإخواني وحرف مسار المعركة نحو الساحل

لم يكن وصول الإخوان إلى مديرية مقبنة بحجة التحرير إلا لتضييق الكماشة ضد قوات الساحل الغربي وموازاة لتواجدهم في المقابل بمديريات الحجرية.  

 ولم تكن مطالباتهم بفتح طريق الكدحة المخا إلا لتكون تعزيزا لطريق الزريقة رأس العارة التي يعملون فيها لأشهر وبتبرعات خيالية من أسماء مخفية بعشرات ومئات الملايين، وهي بالأصح عن طريق حمود سعيد المخلافي لتضييق الكماشة ضد المخا. 

وأنت بطريق جبل راسن الوعر، المشرف على الوازعية وذي المكان المهم، تلحظ أنه كاد أن يكتمل تعبيده، رغم صعوبته، وتكلفته الكبيرة، فمن يا ترى والناس يموتون من الجوع، يتكفل بتلك الطرقات وما هي نية الحشد الحقيقية؟. 

الطرقات أولى سبل الحرب، يعبد الحشد الشعبي، الذي يموله حمود، من صناديق مموليه كل الطرقات المؤدية إلى الساحل الغربي، بل ويتم استقطاب العشرات من أبناء الساحل إلى مدينة تعز والحجرية لتلقي التدريبات لمعركة قادمة يرسمها الحشد الشعبي ضد القوات المشتركة. 

أيضا، يحاولون تأليب الصبيحة ضد القوات المشتركة، بشقيها، حراس وعمالقة، في العارة إكمالا لمخطط الطريق التي تشق هناك ولفصل الساحل عن عدن إذا توجبت المعركة ذات يوم. 

وفي الجمعة، والنجيبة، يتواجد اللواء 11 عمالقة، وغالبيته من الإخوان ويحشد حاليا من الإخوان كقوة إضافية وتلك الجغرافية مهمة جدا وسوف تكون طعنة في الخاصرة وتمتد ناحية الزهاري، حيث يتكاثف الإخوان بمقربة من الخوخة على أمل فصل القوات التي في الحديدة عن القوات التي في مديريات ساحل تعز وبتزامن الفصل من رأس العارة والزهاري سوف تنحصر القوات المشتركة براحة الحشد.  

بحجة النفير التعزي انتقلت كتائب كثيرة من معسكرات حمود سعيد إلى مقبنة، وفي التربة تتواجد معسكرات كثيرة للحشد إضافة إلى العنصر المتواجد خفية في الساحل الغربي منذ مدة وبمقربة من الحوثي في جحزر وإسناده. 

سيناريو المعركة سوف يكون على جبهتي الوازعية ومقبنة، وبتشتيت لقوات المشتركة وبمساعدة من الخط الذي يصل الجمعة في ريف المخا من حدود شمير إلى الخوخة في عمق تواجد قوات الكوكباني عبر الصحراء. 

هذا الصمت المطبق، مخيف، عندما يسكتون وتلين لغتهم وجهة الخصم هم في طور ترتيب معركة قادمة، يرمون الفخ بأيدي غيرهم، في تعز يحاولون كسر اسم الجيش الذي أصلا لا وجود له وإنما صنعوه بمرحلة ما من أجل أن يحكموا المدينة والآن يهدمونه لنقل العصابات إلى سلطة الحشد، في معركة الساحل القادمة. 

المكينة الإعلامية في تعز التي تتبع حزب الإصلاح تسيئ للجيش، تعترف بأنه لا جيش كي يتبرأوا من المعركة القادمة، ويقولوا إن هذا الجيش الذي قد قتل أبناء المدينة ليس جيشاً، وقد قلناها من قبل، وحادثة “الأعرج” في المجمل فخ تمهد لهم المعركة القادمة، يبدو أن هناك من قام بقتلهم جميعا، الأعرج والحرق. 

لنعد وبلا عواطف، كيف حدثت الحادثة؟، وأين؟ ونريد الكاميرات، فتعز مكتملة بكاميرات تسجل كل شيء، وما هو الجزء الأول من الإشكال؟ ولم ندر إلا وهناك ضحايا. 

 من هنا وهناك، ستدركون إذا دققنا الأمر أن خلف هذه الحادثة شيئا كبيرا في الكواليس، الأعرج والحرق، وتقاعس الأمن وخلايا الحشيش، والشميري المقتول بسجن الشرطة العسكرية، ما تهمته، وماذا عن شمير؟ 

بيوم واحد، شميري مقتول في الشرطة، ثم الأعرج والحرق، وقتيل في المسبح، وبالغلط قتيل بوادي المعسل في عرس، والزغروري في قضية الحشيش، وأحدهم أصاب أربعة في المدينة القديمة على أسطوانة غاز، وتفركش السكون التعزي فجأة، وكل الأنظار تتجه إلى تعز. 

 فماذا يحدث يا ترى في أطراف تعز الغربية؟ 

ورغم ذلك، والأنظار كلها تتجه نحو العدالة التعزية، والإصلاح في المحك، لم يقم الجيش الإصلاحي بتسليم القتلة، ولا بالحديث عنهم ويكتفي بالقبض على أشخاص لا صلة لهم وإنزال في أخبار الحملة الأمنية رموزا لأسماء وكذلك قناة بلقيس تصدرها للإساءة للجيش وإظهار قضية الحرق، وقبلها برامج القناة في إسقاط رمزية الجيش التي صنعتها القناة من قبل، ببرامج ساخرة، تؤدي إلى تساؤل واحد.. ماذا يجري وسيجري في تعز؟ 

يجري التنصل من أي شيء، من الجيش، والاعتراف بالحقيقة، كمقدمة لتحييز كتائب العصابات لصالح الحشد الشعبي وإجبار رجال العصابات وقيادات العصابات على السير وفق مسيرة الحرب في الساحل أو المحاكمة على الجرائم، وسيفضلون المشاركة في الحرب، بل وإيقاف العمل في الأراضي البيضاء لوعد في أراضي الساحل الغربي الكثيرة والفسيحة وهي سوف تكون الغنيمة، ساحل وبحر كبير. 

Exit mobile version