يمن الغد/ عبد الرب الفتاحي
ارتفعت اسعار ايجار المنازل بشكل كبير في محافظة تعز، في الاون الاخيرة..
وتفاقمت ازمة السكن في المدينة في ظل ارتفاع ايجارات المساكن واشتراطات مالكي المنازل تسليم ايجار ثلاثة شهور دفعة واحدة.
تكاليف متزايدة
تظافرت عوامل عدة في تعز هيأت الظروف التي فرضتها الحرب لارتفاع ايجارات المساكن منها محدودية المساحة المتبقية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية اذ صار هناك واقعا جديدا حددتها حاجة البعض ليعيش في ظل ظروف قاسية داخل المدينة.
يعلق محمد عبد العظيم (محامي) على الارتفاع الكبير في الايجار ويقول لـ”يمن الغد”: أن تعز لم تعد في الواقع مدينة كاملة والناس الذين يعيشون وفق رأيه مضطرون لذلك، وقد يكون الامر في تفضيلها مرتبط بعمل أو الاستقرار الدائم في ظل ظروف الحرب.
ويعتقد محمد أن تعز واختيارها للعيش، يكاد يكون صعب فالمدينة مزدحمة بشكل كبير، كما ان اختيار منزل في وسط المدينة، يحتاج لوقت طويل وراتب كبير، يستطيع فيه المواطن العيش واختيار المكان الذي يناسبه.
ارتفاع الايجارات..
يصف مروان علي الحاج الصعوبة التي يعيشها الكثير، عند المحاولة في استئجار منزل في تعز بانها تبدو صعبة وتخلق حالة من اليأس لدى المستأجرين.
وقال الحاج لـ”يمن الغد”: أن ذلك بات من المستحيلات فالطلب المتزايد على المنازل، خلق نوع من ارتفاع سعرها كما أن المؤجرين صاروا اكثر جشعا في وضع شروط كثيرة، والتزامات على من يريد استإجر منازلهم.
ووفق حديث مروان فإن الطلب المتزايد على المنازل خلق حالة من انعدام توفر المنازل، وارتفاع سعرها خاصة اذا كانت وسط المدينة.
وشدد على أن مشكلة ارتقاع الايجارات في تعز خاصة في مركز حركة المدينة سبيه الاستقرار النسبي الذي يتوفر في هذه المناطق، وقرب المستأجر من مركز المدينة دون أن يكلفه ذلك الكثير من الاموال للتنقل.
وقال ” كل المناطق في المدينة ذاتها تعاني من غياب الحركة والخوف من أي قصف حوثي ، خاصة تلك البارزة والمرتفعة أو المناطق التي تعيش في المناطق المتأخمة والقريبة من مركز الصراع، كما أن الكثير يفر من المناطق التي تنتشر فيها العصابات المسلحة.
الدلالون..
يرى شوقي أحمد الشرعبي ليقدم وجهة نظر، ان أحد الاسباب في الارتفاع الكبير للايجارات في تعز هم الدلالون.
ويفترض شوقي أن الدلالين هم من يسعون لرفع الايجارات، حتى يضمنوا لانفسهم الحصول على مبالغ كبيرة تحسب بإيجار شهر من المستأجر، حيث أن الدلال لو استطاع ايجاد منزل بمائة ألف ريال فعلى المستأجر أن يدفع له نفس القيمة.
وقال ” الدلال سيأخذ مبلغ يساوي المبلغ المحسوب وفق ماسيدفعه المستأجر للمؤج،ر والمحدد وفق الاتفاق بالايجار الشهري ولذلك المستفيد من ارتفاع تكاليف الايجار هم الدلالين، الذين يحصلون على اموال هائلة، وهم يتفقون ايضا مع المؤجر على البحث عن المستأجر الذي سيرضى بالسعر الكبير للايجار ويأخذون عمولة”.
وأضاف أن مايحدث في تعز من رفع كبير للايجار ،ورائه جشع اصحاب المنازل وبحث الدلالين عن وضع يناسبهم لفرض السعر.
جشع المؤجرين
يرى طه يحيى الذبحاني أن المستأجرين جزء من المشكلة، وهم سبب أساسي لبروز هذه الظاهرة، فالوضع القائم في المدينة ناتج عن رغبة المؤجرين في زيادة مستويات اسعار الايجار بشكل متتالي.
ويعتبر طه أن المؤجر يريد الحصول على اسعار خيالية، تناسب طمعه ومحاولاته فرض السعر الذي يناسبه دون أن يتقيد بواقع وظروف الأخريين.
ويقول طه لـ”يمن الغد”: في تعز الاستغلالية وغياب القيمة الاخلاقية هي وراء ارتفاع الايجار، بشكل متسارع وتعد المشكلة الاساسية وراء قواعد اللعبة الحاصلة، في زيادة الايجارات وفرض طريقة يطبقها المؤجر تفرض على المستأجر عليه أن يدفع ايجار ثلاثة أشهر.