مقالات

حراك تعز وإرباك مخطط الإصلاح

أجمل وأنضج وأفعل درس مُستخلص من السبت العظيم، أن ليس كل تعز كما هو الحال في كل مواقع سيطرتهم، إصلاحية كما يوهمون أنفسهم، وأنهم أينما وجِدوا، مجرد أقلية تملك الصخب والإرهاب، ولا تملك الشارع.  

يمكن بحراك مستمر وبلا خوف إسقاطهم. 

*  *  * 

لا بأس، تقديم الأضاحي يقع ضمن التكييف الفقهي لقيادة الإصلاح، حتى لا يفلت الزمام من يد سلطتها في تعز، وتتحول من التمترس خلف حماية مجموعة قيادات عسكرية محسوبة عليها، إلى فقدان كل شيء.  

المؤشرات بعد الحراك العظيم يوم السبت، تقول إن مشاورات تجري بين قيادات الإصلاح، والذراع العسكري علي محسن، لتدارس البدائل في حال تجذرت المطالب، وتحولت من تغييرات محددة إلى اجتثاث سلطة الإصلاح بكل تراكيبه وهيمنته، على مفاصل المؤسسات العسكرية والمدنية.  

من هذه البدائل تغييرات من ذات البيت الإصلاحي، تشمل القيادات الأمنية والعسكرية، وإحلال قيادات الظل الإصلاحية المتوارية، محل الوجوه والكروت المحروقة، للتساوق مع غضب الشارع، والالتفاف على مطالبه، باعتماد إصلاحات شكلية محسوبة عوائد نتائجها على ذات التيار، واعتماد سياسة الباب الدوار، بإخراج قيادات لم تعد ذات نفع، بل عبء على الإصلاح، وإدخال أُخرى من ذات اللون الحزبي الواحد.  

حراك السبت العظيم أتى بأولى نتائجه، وهو إرباك مخطط الإصلاح، الآن مطلوب بحث وإقرار برنامج تصعيد مدني بأهداف جديدة، ذات طابع أكثر جذرية.    

استمرارية الحراك وحده من سيقلب الطاولة، ويعيد ترتيب الاصطفاف على قاعدة قوى دولة مدنية، في مواجهة مشروع دولة دينية قمعية تكفيرية متخلفة. 

تعز شباك أمل للخروج من حالة الإحباط السياسي والأفق المسدود، وإعادة صياغة موازين قوى جديدة، تغير مشهد الصراع في كل اليمن. 

*  *  * 

من طرف خفي إصلاح تعز سيفجر قضايا فرعية، مظلوميات مفبركة كاذبة، ليحشد حولها الطيبين ثم لينسفها، ويثبت أنها باطلة مثل شعارات الحراك، ويدفع الناس للاستنتاج أن كل القضايا الجرمية التنكيلية والإبادة، هي الأُخرى مجرد مناكفات حزبية، وأن السلطة الإخوانية براء من كل جريمة واغتيال، وتعذيب وإخفاء قسري وذبح وقتل.  

لا تسمحوا لهم جركم إلى الثانويات، لا تمنحوهم فرصة لإغراقكم بالتفاصيل السخيفة العابرة.  

عليكم التمييز بين المعارك الصغيرة المفتعلة، وبين المعركة الكبرى، معركة كل الناس: 

اجتثاث الفساد الدموي من كل تعز، ونصرة الحقوق لكل أبناء تعز. 

*  *  * 

سيعلقون رأس الوكيل الأول للمحافظة، وبعض القيادات الأمنية العسكرية على سنارة الإصلاح، وسيرمون بها نحو القوى السياسية وجماهير الحراك، لتفادي الخطر الأكبر اقتلاع سلطة الإصلاح، وتمزيق مظلته السياسية الحزبية التحالفية التي يحتمي تحتها.  

لن تبتلع الجماهير الطُعم، الآن أصبح وقت مثل هذه الرشى متأخراً، يجب تحديد وترسيم الأهداف، بين مطالب ما قبل السبت العظيم وما بعده.  

*  *  * 

بهبة شعبية سرقها رجال الدين، سقط الشاه وهو معمد من أمريكا، كشرطي للخليج.  

بانتفاضة إبريل سقط النميري وهو في جيب واشنطن، وإسرائيل بعد الفلاشا.  

سقطت ديكتاتوريات ملحقة بدول عظمى بثورات برتقالية وربيع أخضر.  

في اليمن أنتم مجرد عملاء فكة، وكلاء موت، يستطيع الفقراء أن يسقطوا أمراء الحرب في كل جنبات الخارطة.  

لا أحد أقوى من الشعب حين يبلغ الصبر على الإقصاء والتجويع والظلم منتهاه. 

زر الذهاب إلى الأعلى