منذ أيام تواصل الجماعة الحوثية الخائنة، حملة إعلامية شرسة لترهيب قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، حيث جرد إعلاميون أوغاد، وكُتاب صفيقون، وسياسيون حمقى ألسنتهم وأقلامهم للهجوم غير المبرر على قيادات وأعضاء الحزب، بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيسه.
تراهم مسعورين ينهشون في كل اتجاه، تملَّكهم الغضب بافتراءات صنعوها وصدقوها، وهي من نسج خيالاتهم، حتى زعموا أن الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الحزب، أمر لم يعهده الحزب من قبل، وأن الاحتفال في صنعاء يناغمه احتفال في الساحل الغربي.. إن هذا شرف لم تدعه قيادة المقاومة الوطنية، التي تحتفل عادة بانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 التي دعا إليها رئيس الجمهورية السابق مؤسس ورئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم العربي القومي علي عبد الله صالح، الذي كان على رأس مقاومي المشروع السلالي المتخلف.
لقد نعتته الجوقة الحوثية بما ليس منه، ولا فيه، وتحسب أن حملة الترهيب، وأن التضليل السياسي الإعلامي الذي تتقنه، يمكن أن يحجب خيانتها، أو على أقل تقدير أن لا يروا صورة علي عبد الله صالح ورفيقه عارف عوض الزوكا في قاعات الاحتفال بالذكرى السنوية للمؤتمر.
إن الخيانة خصلة شر ملازمة لكل حوثي أكان في الأعلى أم في القاع، وسواءً أكان من دهاقنة السياسة، أم من سفلة الكُتّاب والإعلاميين.. لم تغتَل الجماعة الحوثية الزعيم علي عبد الله صالح لأنه خائن، فحاشاه من الخيانة، بل اغتالته لأنها جماعة خائنة، جماعة تقدم للإيرانيين خدمات لا يقبل بها إلا من كان حوثياً، وقد كان اغتيال الزعيم إحدى هذه الخدمات- الخيانات.. هذه قضية لم تعد غامضة، فقد أجلاها الكاتب الإيراني آراش عزيزي، الذي كتب كتاب (قائد الظل)، الذي ضمَّنه سيرة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
سئل آراش عزيزي، في مؤسسة كارينجي: لقد كتبت أن سليماني أمر مباشرة بقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، فكيف علمت بذلك؟ فكان رده: لقد قال لي اثنان من فيلق القدس معنيان بوضع سياسة إيران تجاه اليمن هذا بشكل منفصل، بالإضافة إلى ذلك لقد قال لي مصدر في قيادة الحوثيين، إن هذا كان طلباً من قاسم سليماني، وقد وافق عليه الحوثيون أنفسهم، وبالفعل لقد دفعتني الظروف التي وصفوها لي إلى الاعتقاد بأن المعلومات ذات مصداقية، كما أنها تتوافق تماماً مع ما أعرفه عن سليماني وأسلوبه في اتخاذ القرار.
هذا كلام آراش عزيزي بالنص.. فما أنتم والعمل من أجل إيران ضد الشعب اليمني، إلا ورثة الخائن العربي أبي رغال الهذلي الذي اشتغل دلالاً لجيش أبرهة الأشرم، يدله إلى طريق مكة المكرمة كي يهدم كعبة العرب.. تخونون اليمن لمصلحة إيران، دمرتم وطناً وأفقرتم أمة، وجلبتم الأساطيل، وخربتم حضارة عمرانية شيدها علي عبد الله صالح في 33 عاماً.. وما زلتم تفعلون بإخلاص لمصلحة الفارسي، بينما لم يهدم الأشرم الحبشي كعبة العرب.
ستظلون رمزاً جديداً للعار والخيانة، ترمي أجيال اليمن قبوركم بالروث.. لقد صلب العرب أبا رغال على خشبة الخيانة التاريخية، وما زال كذلك إلى اليوم، فهو العربي الوحيد الذي قبل أن يعمل دلالاً لجيش أبرهة بعد أن رفض غيره، هذه المهمة الخيانية، فكانوا قبل الإسلام إذا حجوا مروا على قبره ليرجموه، حتى إن الشاعر الأموي جرير لما أراد هجاء منافسه الفرزدق بما عار قال فيه:
إذا مات الفرزدق فارجموه.. كرجم الناس قبر أبي رغال
وهكذا أنتم.