المؤتمريون أمام اختبار تاريخي

أن يتمسك أعضاء المؤتمر الشعبي العام بمؤتمرهم موقف يضعهم على الطريق الصحيح، بغض النظر عما مارسته قيادتهم من تعطيل للتعدد السياسي بتهشيم الأحزاب المدنية بتقديرات كانت فيها السلطة حاضرة بكثافة لم تسمح للديموقراطية أن تنشئ معادلاتها. 

المؤتمريون اليوم أمام اختبار تاريخي لا تنفع معها الكلمات الحماسية التي تخفي في جوفها خيبة الانقسامات.  

يتمثل هذا الاختبار في القدرة على إيجاد تسوية تبرر احتفاظ هذا المكون السياسي بهذا الكم الهائل من الأعضاء، ليرد على سؤال مهم، وهو ما إذا كان هذا الاحتفاظ هو بناء له دينامياته التي تتفاعل على متغيرات الحياة، أم أنه معادل للسلطة. 

لا شك أن الإجابة على هذه الإشكالية جديرة بسبر غور ما يعتمل في هذا المكون السياسي من اعتمالات وانفعالات، وهي التي ستحدد قدرة المؤتمريين على اجتياز الاختبار، وتجاوز التشظي والضياع الذي أصاب الأحزاب التي خلقت في رحم السلطة وأنظمة الحكم. 

أعضاء المؤتمر وحدهم هم القادرون على الإجابة من خلال الفعل الذي يضع حزبهم في خانة مختلفة، وفي المكان الذي لا يمكن أن تستقيم الحياة السياسية في اليمن إلا به، وهو التعدد السياسي الديمقراطي. 

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك 

Exit mobile version