غير مصنف

تهجير قسري لمئات الأسر من قرية الجريبة غرب اليمن هربا من قذائف الحوثيين


لم يحمِ اتفاق ستكهولم، الذي رعت الأمم المتحدة توقيعه، سكان بلدة الجريبة الساحلية في الحديدة اليمنية البالغ عددهم نحو 250 أسرة.
فقد وجد السكان أنفسهم تحت رحمة حمم الموت الحوثية التي تطلقها عليهم ليل نهار.

وعلى امتداد السنوات التي أعقبت توقيع اتفاق السويد تعرضت قرية الجريبة بمديرية الدريهمي جنوب الحديدة اليمنية، لقصف حوثي مكثف، وكان ذلك القصف جزءا مما تتعرض له قرى وبلدات ريفية أخرى تقع جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر.
كما عمدت مليشيا الحوثي من خلال التسلل ليلا لزراعة الألغام المتنوعة في الحقول الزراعية والطرقات التي يسلكها المدنيون، وكانت سببا آخر لإزهاق أرواح العديد منهم.
يقول مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في الدريهمي خالد بجلي إن مليشيات الحوثي زرعت الموت في كل أراضي تلك القرية فأصبح الموت أمرا واقعيا.
ويضيف أن الألغام التي زرعتها المليشيات أودت بحياة العشرات من أطفال ونساء ورجال في قرية الجريبة وقرى الساحل التهامي، وما زال مسلسل الإجرام الحوثي يوزع الموت والمآسي على ساكني تلك القرى، إذ خلفت الألغام وراءها عشرات القتلى والمعاقين إعاقات جسدية، تمثلت ببتر أطراف كثير من الأطفال والنساء.

وأمام وطأة الجرائم الحوثية، لم يكن أمام سكان قرية الجريبة سوى خيار وحيد من أجل النجاة بأنفسهم، وهو النزوح إلى مناطق أكثر أمنا، تاركين خلفهم منازلهم، وكل ما يملكون، ليبدأوا حياة التشرد والحرمان.
يقول مدير مديرية الدريهمي فؤاد مكي، إن القصف الحوثي على الجريبة بدأ في 2018 واستمر طوال السنوات اللاحقة بشكل أعنف، ما دفعهم إلى الفرار قبل نحو شهرين ليتوزعوا بين مخيمات عدة بالمديرية التي تأوي آلاف النازحين.
يصف مكي الأوضاع التي يعيشها نازحو “الجريبة” بالمأساوية، بعدما فقدوا مصادر رزقهم، وهو وضع لا يختلف كثيرا عن أوضاع النازحين الآخرين في المناطق المحررة جنوب الحديدة.
يضيف أن النازحين في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية المستمرة، بعدما انتقلوا من حياة الاستقرار التي كانوا عليها قبل سنوات إلى حياة أكثر بؤسا، فقدوا خلالها مصدر الدخل والأراضي الزراعية التي كانوا يعتاشون منها.

ويعد نزوح الأهالي جنوب الحديدة وإعادة توطينهم في مناطق أخرى من أكبر الأزمات الإنسانية التي تواجهها السلطات المحلية ذات الموارد الضئيلة، والتي تفتقد للدعم الحكومي ما يمنعها من الوفاء بمتطلبات الأسر النازحة.
ويرى “بجلي” أن فقدان الأسرة مصدر دخلها الثابت يجعلها تتحول إلى أسرة فقيرة معدمة تفتقر إلى كل شيء، بداية من الطعام وحتى الدواء، ومع وجود آلاف النازحين يصعب توفير كامل احتياجاتهم.
ويضيف أن النازحين عادة ما يسألون عن الوقت المتبقي للعودة إلى منازلهم، والوقت الذي سيعيشونه هنا في انتظار العودة إلى ديارهم.
وتتخذ الأسر النازحة من الأشجار الكبيرة سكنا لها، والبعض يضع أقمشة خفيفة للمكوث بداخلها، غير أن الحرارة العالية لمناطق الساحل الغربي تضاعف من معاناة الفارين من سعير الإجرام الحوثي.

زر الذهاب إلى الأعلى