الحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرصنعاءمحلياتملفات خاصة

الانتحار كارثة تختمر بمناطق الحوثيين

يمن الغد/ تقرير – عبدالرب الفتاحي 

خلال الاعوام الثلاثة الماضية ارتفعت ظاهرة الانتحار في عدد من المناطق اليمنية بفعل الأوضاع التي خلفتها الحرب. 

وتزايدت حالات الانتحار في مناطق سيطرة الحوثيين مؤخرا بشكل يدعو للقلق. 

أوضاع صعبة.. 

مختصين اجتماعيين ونفسيين يعزون حالات الانتحار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة وتردي الوضع المعيشي الناتج عن فشل الحوثيين في معالجة الازمات بمناطق سيطرتهم.  

 
وفي السياق تحدثت أم صلاح عن ثلاث حوادث انتحار وقعت في صنعاء، شارع التحرير لشاب توفى بعد أن انتحر شنقا ثم تلته حالتا انتحار لرجل في عمر الخمسين عاما وفتاة.  

أم صلاح تتحدث ليمن الغد عن الظروف التي صار يعانيها الناس في مدينة صنعاء، بعد أن تردى وضعهم المعيشي والاقتصادي خلال الاعوام التي سيطرت فيها جماعة الحوثي. 

تتدهور حالة الناس الذين يعيشون تحت سيطرة جماعة الحوثيين، والتي اتجهت لفرض واقع اقتصادي مختلف بعد أن قطعت المرتبات،وعملت على زيادة الإتوات والضرائب بما يخدم مصلحة المنتمين للجماعة. 

إنهاك منظم.. 

تنعكس معظم السياسات سلبا على الناس الذين كانوا في فترة من الفترات موظفين! ولديهم وضعا مادي جيد خلال العقود التي مضت. 

 بعد هيمنة جماعة الحوثيين خلال السنوات السابقة، تراجع دخل الكثير وانقطعت أمامهم سبل العيش فيما تتعمد جماعة الحوثيين باستمرار قطع المرتبات، رغم المليارات التي تحصل عليها. 

وتسيطر جماعة الحوثي على أموال هائلة تقوم بجمعها لصالح الأسر الحاكمة والمشرفين، والقادة وتجار الجماعة الذي زاد نفوذهم على مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية.  

يرى هشام راشد مصلح خبير اقتصادي أن الانتحار هو انعكاس لحياة صعبة يعيشها الناس، الذين لم يعد لديهم أي أمل في تعزيز وجودهم والحصول على حاجاتهم وكذلك وزيادة الاعباء عليهم.  

 
ويركز هشام على ما احدثته جماعة الحوثي من متغيرات كارثية، أدت لمنع الناس من الحصول على طعامهم وغذائهم وسعت لفرض سياسة، تقوم على ترتيب وجودها بناء على تدمير حياة الطبقات الاجتماعية. 

وقال صلح ليمن الغد “الانهيار الكبير لواقع الناس مع الضغوطات المتراكمة عليهم وزيادة الاعباء، وعدم قدرتهم في الحصول على أي عمل وانقطاع المرتبات، وعدم توفر امكانية للتغلب على السياسات الطارئه التي تعزز وجود الجماعة راكم من اليأس والاحباط لدى معظم اليمنيين. 

وأضاف أن ما تقوم به جماعة الحوثيين من نهج منظم في اذلال الناس، وفرض سياسات القمع من خلال سيطرتها على الامكانيات الاقتصادية، والموارد هو من الاسباب الرئيسية في الانتحار. 

انهيار الفرد والمجتمع .. 

مجد احمد الذبحاني مختص نفسي يجد أن الانتحار كظاهرة، تتبلور من عدة عوامل يفتقدها الانسان ولايجد القوة والفرصة في تحقيقها، بل ويصل لحالة من الضعف في تحقيق أهدافه مما يؤثر على مصيره ككل.  

وقال مجد ليمن الغد “أن هيمنة حالة الاحباط وغياب الحلول، مع مجيئ جماعة الحوثي أوجد حالة من الفراغ الواسع في حياة الناس. 

وشدد على ان المجتمع لم يعد لديهم امكانية في توفير حياة كريمة، والوصول لما كانوا يحلمون به، وهذا جعل حياة البعض تتدهور مع تعاظم الازمات الداخلية، والقمع الذي فرضته الجماعة. 

وأضاف أن الحوثيين يريدون أن يحكمون دون أن يكون لهم  أي مسؤلية اخلاقية أو انسانية! مقابل ما تمارسه الجماعة من تحصيل للضرائب وقطع للمرتبات وتحكمها في السوق التجارية والاقتصادية ،وتغلغل مال الجماعة ليصبح مال مهيمن لصالح فرض الحوثيين لهذا الوضع لاذلال اليمنيين والتحكم بمصيرهم.  

طبقية القتل  

بسام عبد الكريم مختص اجتماعي اكد أن ظاهرة الانتحار لها أسبابها وهي ناتجة عن حالة من غياب القدرة على الاحساس بقيمة الحياة، ووصول الانسان لقناعة أن الموت هو الطريق الوحيد الكفيل بانهاء ارتباطه بما يعانيه ويتألم بسببه .  

وقال بسام ليمن الغد ” جماعة الحوثيين تقوم على تعزير الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ،لتقديس وجودها وفرض أجندتها التي تجدها مناسبة لتحقيق هيمنتها السياسية والاقتصادية” 

 واضاف أن الحوثيين طوروا من امكانياتهم وأعطوا فرص للمرتبطين بهم ليكونوا أكثر حصولا على حياة مادية راقية، بينما تنفذ الجماعة مخطط اذلال اليمنيين من هلال ممارسة الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا وضع الناس في حالة احباط كبير دفع الكثير لتفضيل واختيار الانتحار.  

ويعتقد بسام ان الجماعة من خلال مخطط افقار الناس ومنع مرتباتهم، تعمل على اعادة تنظيم وجودها الاجتماعي والسلالي وفق استثمار كل الامكانيات التي توفرت لها مابعد السيطرة على الدولة، لجعل كل المجالات الاقتصادية والسياسية تحت سيطرتها، وقطع كل امكانية لليمنيين من التحرر من استغلالها واحتكارها لكل تلك الامكانيات والموارد . 

زر الذهاب إلى الأعلى