اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةجبهاتمأربمحليات

تصعيد عسكري في مأرب يراوح مكانه مكرّسا استحالة حسم المعركة ميدانيا.. فمادور التحالف؟

اقرأ في هذا المقال
  • التصعيد الملحوظ في معركة مأرب قد يكون بمثابة العاصفة الأخيرة قبل التهدئة التي قد تدفع بها الأمم المتحدة وقوى دولية خلال الفترة القادمة بعد أن تكون قاعدة اللاّغالب واللاّمغلوب قد تحولّت إلى حقيقة ماثلة أمام الشرعية اليمنية التي لا تبدو في وارد القدرة على عكس مسار الحرب، وأمام الحوثيين الذين بدأت المعركة تؤكّد لهم استحالة تحقيق أكثر مما حققوه من مكاسب ميدانية.

يمن الغد – مأرب  

تشهد المعارك الدائرة في محافظة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية والمتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران تصعيدا ملحوظا استبق بأيام قليلة تسلّم السويدي هانز غروندبرغ لمهامه مبعوثا أمميا إلى اليمن في ظل توقّعات بأن يفتتح بالتعاون مع المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ وبالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية أخرى مرحلة جديدة من مسار البحث عن مخرج سلمي للحرب اليمنية التي طال أمدها وخلّفت أفدح الخسائر البشرية والمادّية. 

وتتوقّع مصادر يمنية أن تكون فترة الأشهر الأربعة المتبقية من السنة الحالية حاسمة في إيجاد معادلة للسلام في اليمن، غير مستبعدين وجود إرادة أممية وأميركية لفرض التسوية على الأفرقاء اليمنيين عبر قرارات أممية ملزمة تتعهّد قوى دولية بمتابعة تطبيقها بعدّة طرق من ضمنها فرض عقوبات صارمة على الطرف المعطّل للسلام. 

ويخوض طرفا الصراع على مأرب هذه الجولة التي قد تكون الأخيرة من الحرب بهدفين متضادّين، حيث يبذل الحوثيون آخر محاولاتهم للسيطرة على المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز ليستكملوا بذلك رسم خارطة “دولتهم” القابلة للحياة وفرض أنفسهم كرقم صعب في المعادلة اليمنية وكمفاوض على الحلّ السلمي من موقع قوّة واقتدار، بينما تعمل القوات الحكومية بمساعدة الفصائل المساندة لها وبدعم نوعي من طيران التحالف على الصمود إلى أقصى حدّ ممكن والحفاظ على آخر معقل للشرعية في الشمال اليمني وبالتالي إحباط المخطّط الحوثي. 

ويعكس عدد القتلى الذين سقطوا خلال اليومين الأخيرين مستوى التصعيد الذي وصلت إليه معركة مأرب حيث قتل في المواجهات ما يزيد عن السبعين مقاتلا من القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. 

وتقول القوات الحكومية إنّها أحبطت هجوما كبيرا على مأرب وكبّدت الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بحسب ما ورد على لسان الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد ركن عبده مجلي الذي أكّد لوكالة سبوتنيك الروسية أنّ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحقّقان تقدما بإسناد من طيران التحالف بعد صدهما كل محاولات التسلل الحوثية. 

كما نفى مجلي ما تعلنه جماعة الحوثي من تقدّم على جبهة مأرب قائلا إنّ “المعارك على أشدها خاصة في مديرية رحبة والجيش الوطني يحقق المكاسب على الأرض وهناك عشرات القتلى والجرحى من ميليشيا الحوثي وأيضا تدمير عدد كبير من المدرعات والعربات القتالية واستعادة كمية من الأسلحة والذخائر”. 

ومن جهة قال مسؤول في القوات الحكومية اليمنية لوكالة فرانس برس إنّ اثنين وعشرين من المقاتلين الموالين للحكومة قتلوا وأصيب خمسون آخرون فيما قتل ثلاثة وأربعون متمردا حوثيا في الساعات الثماني والأربعين الماضية في مناطق تقع إلى الجنوب من مدينة مأرب. وأكّد مسؤولون عسكريون آخرون ومسعفون في المنطقة التي وقعت فيها المعارك تلك الحصيلة. 

ويقوم طيران التحالف بقيادة السعودية بدور مفصلي في معارك مأرب حيث يعتبر خبراء عسكريون أنّه وراء إحباط محاولات الحوثيين المستمرّة منذ أشهر لاقتحام مركز المحافظة وإنهاء وجود السلطة الشرعية هناك. 

قالت جماعة الحوثي اليمنية إن التحالف شن الأربعاء تسعا وثلاثين غارة جوية على مناطق في مأرب. ونقلت وكالة سبأ التابعة للحوثيين عن مصدر أمني بالجماعة قوله إنّ “طيران العدوان (يقصد التحالف) شن سبع عشرة غارة على مديرية صرواح غربي مدينة مأرب وأربع عشرة غارة على مديرية رحبة وثماني غارات على مديرية مدغل”. وأضاف أنّ القصف الذي وصفه بـ”الهستيري” خلف أضرارا كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، من دون تفاصيل. 

وصعّد الحوثيون منذ فبراير الماضي حملتهم العسكرية للتقدم نحو مدينة مأرب بهدف وضع يدهم على كامل الشمال اليمني رغم جهود الأمم المتحدة وواشنطن لوقف الحرب. 

وقُتل مئات من الطرفين في المعارك الدامية وسط سعي الحوثيين الحثيث للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة غنية بالنفط ما قد يعزز موقعهم في أي مفاوضات مستقبلية محتملة. 

وبحسب المسؤول العسكري فإنّ المعارك التي تراجعت حدّتها بشكل كبير في الأسابيع الاخيرة عادت لتستعر قبل يومين مع شن المتمردين المدعومين من إيران هجمات على مواقع للقوات الحكومية. 

وخلّف النزاع المسلّح الدائر في اليمن منذ العام 2014 عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ودفع نحو ثمانين في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح الملايين من الأشخاص وتركَ بلدا بأسره على شفا المجاعة. 

وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب يطالب المتمردون الحوثيون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل التحالف قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. 

زر الذهاب إلى الأعلى