تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية ضد أهداف مدنية سعودية، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، مردُّه خسائرها الميدانية الكبيرة.
فالقبض على القيادي الحوثي، حسن العماد، المنسق بين إيران وبين مليشيا الحوثي، أصاب الجماعة المتطرفة في مقتل، فالقوات اليمنية الخاصة تمكنت من استدراج العنصر الإرهابي في أثناء عودته من إيران متنكرا، عبر المنفذ البري بمنطقة شحن بمحافظة المهرة اليمنية.
و”العماد” شخصية يمنية معروفة بقربها من نظام طهران، وتقلد أدواراً كثيرة، محورها قائم على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وفي بلاده، اليمن، وقد كرمه حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، العام الماضي.
من ناحية أخرى، يمثل تقارب الحكومة العراقية مع محيطها العربي، لا سيما المملكة العربية السعودية، حجر عثرة في وجه المشروعات المليشياوية الهادفة لأخذ مصير العراق وسوريا واليمن ولبنان نحو المجهول.
والتصعيد الإرهابي الحوثي يتوجب أن يوضع في سياقه الطبيعي، ويجب أن يُعرف السبب كي يبطل العجب، فهذه المحاولات الحوثية تبرهن على حقيقة الهزائم والخسائر التي تكبدها مرتزقة الحوثي كل يوم، نتيجة وقفة الرياض إلى جانب اليمن، بغية إحلال السلام والاستقرار ونبذ العنف ومكافحة الإرهاب.
وسواءٌ كان العدوان من مليشيات الحوثي في اليمن أو المليشيات الطائفية في العراق، فكلاهما إرهاب إيراني مصدره واحد ومعروفٌ من يقرره، والحقيقة الثابتة أن أبطال الدفاع الجوي الملكي السعودي هم الحصن الحصين والدرع المتين، الذي كان دوماً بالمرصاد لكل عدوان.
وبينما كانت قوات الدفاع الجوي السعودي تعترض بنجاح باهر 4 صواريخ حوثية بالستية في آنٍ ودون أي أضرار في كل من الدمام وجيزان ونجران، كان الشعب السعودي يعيش يومه دون أن يشعر مواطنوه بأدنى ذعر، بل لم يعلم كثيرون بالأمر إلا من الأخبار بُعيد إعلان التحالف وصدور بيانه.
وفيما يبدأ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مهام عمله، تتقاذفه خيارات قليلة في مواجهة مزاج تصعيدي خطير من ميليشا الحوثي الإرهابية، والتي تستعد لاستقباله في صنعاء بعد أسبوع.
ومن المنتظر أن يحرك الدبلوماسي السويدي المخضرم مياه الركود غير المبرر، والتي طغت على المشهد اليمني منذ رحيل مارتن غريفيث إلى وكالة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بنيويورك، بل حتى قبل رحيله بأشهر.
وبما أن المنطقة تعيش مرحلة من الحوار والتلاقي والمفاوضات، فإن مثل هذه التصرفات الحوثية الإرهابية تمنح الشر تجاه البشر مزيداً من الوقت كي يجهز على فرائسه، والخاسر بالتالي هو الإنسان اليمني المنكوب، الذي فقد أي أمل في إصلاح أوضاع بلده، نتيجة تسلط عملاء بالداخل يريدون إعادة اليمن إلى العصور الحجرية.