شابة يمنية توثق حكايات بلادها بعيون كاميراتها

 تواصل الشابة اليمنية يسرى إسحاق هوايتها في إنتاج الأفلام التي توثق تفاصيل مهمة في البلد العربي الفقير الذي يعاني واحدة من أسوأ الأزمات عالميا. 

واستطاعت إسحاق خلال سنوات، إنتاج عدد من الأفلام القصيرة، معظمها وثائقية، قبل أن تنجح في تأسيس أكاديمية تدريب لإنتاج الأفلام في العاصمة صنعاء، أكبر مدن اليمن. 

وتقول إسحاق إن “لديها إيمانا بأن إنتاج الأفلام وخاصة الوثائقية، هي من أهم الأدوات التي نحتاجها لنوصل صوت قضية أو قصة، أو التعبير عن حالة مثلما نمر فيه كيمنيين”. 

وأضافت “بطبيعتي أحب رواية القصص في حياتي اليومية، حتى لو كان موقفا بسيطا، فسرد تلك التفاصيل تجعلني في قمة السعادة.. هذه الخصلة هي التي جعلتني أحب أن أروي قصصا حقيقية عن طريق ترجمتها بصريا”. 

وحول عدد الأفلام التي قامت بإنجازها تفيد “بأنها كثيرة، ومعظمها أفلام وثائقية تتحدث عن اليمن، وعن تفاصيل حياة اليمنيين، التي يجب أن تصل للعالم، عن طريقنا نحن، منتجو الأفلام”. 

وفي بلد يعيش معظم سكانه على المساعدات، فيما الملايين من السكان باتوا على حافة المجاعة، ركز الكثير من الإعلاميين ومنتجي الأفلام على القضايا الإنسانية التي كانت الحرب سببا رئيسا في بروزها. 

وأوضحت الشابة اليمنية “القضايا الإنسانية هي ما نسعى لتناوله في أفلامنا، وعن نفسي أبحث عنها دائما، في أفلامنا ومشاريعنا، وأحفز الشباب من منتجي الأفلام حولي أن ينتجوا أفلاما هادفة، سامية، فيها رسالة ملهمة تتحدث عن قصة إنسان، حتى لو كان إنسانا عاديا، فكل شخص يعيش في ظروف مثل ظروفنا، حكايته يجب أن تُروى”. 

ونتيجة هوايتها ورغبتها بإنتاج الأفلام، جاءت فكرة إسحاق في العمل على إنشاء مرفق تعليمي يكون له إسهام فعال في هذا المجال باليمن. 

وتقول إسحاق إن “شركة قُمرة لإنتاج الأفلام بدأت في 2017، وبسبب نجاح نشاط التدريبات، تم إنشاء أكاديمية خاصة ليكون نشاطها الرئيسي هو التدريب ومنفصلا عن العمل التجاري الذي تقوم به أفلام قُمرة”. 

وتشير إلى أن شريكتها في العمل هي سارة إسحاق التي قامت بتأسيس الشركة والأكاديمية معها في العاصمة صنعاء، مؤكدة “كنت مع سارة نخطو معا حتى حققنا النجاح الذي وصلنا إليه الآن”. 

واشتهرت سارة بشكل أكبر، عندما أنتجت فيلما قصيرا تحت اسم “ليس للكرامة جدران” الذي وصل إلى المنافسة على جائزة الأوسكار العالمية عام 2014. 

وتعد مهمة التصوير في اليمن من أصعب الأعمال التي تواجه الصحافيين والإعلاميين والهواة، حيث سبق أن تم رصد اعتقالات من قبل أطراف النزاع بسبب التصوير. 

ولفتت يسرى إلى أن “حمل الكاميرا ينظر إليه بأنه هو أشد خطرا من حمل السلاح في اليمن، فهناك صعوبة في التحرك بالكاميرا، ولا يتم إلا بتصاريح قد تحد من قدرتنا على إنتاج الفيديوهات والأعمال التي نطمح أن نصل إليها”.وأضافت “نحن الآن بصدد بناء مشروع هو بناء الذاكرة اليمنية عن طريق إنتاج الأفلام والتوثيق”. 

وتابعت “التدريبات التي قمنا بعملها في السابق هي بمثابة وضع حجر الأساس لهذا المشروع، وتحفيز الشباب على توثيق كل ما يستحق توثيقه لنقوم ببناء ذاكرة اليمن الحالية التي ستكون مرجعا بصريا للأجيال القادمة”. 

وحول تقييمها العام لإنتاج الأفلام في اليمن، تقول “منتجو الأفلام في بلدي يجب عليهم أن يقوموا بمعرفة أساسيات إنتاج الأفلام.. هناك مشوار طويل جدا لكي تبدأ بتصوير فيلم، وهي مرحله البحث وتطوير الفكرة”. 

وتلفت إسحاق إلى أن “ثقافة توزيع الأفلام ومشاركتها في مهرجانات عالمية، قد تكون في بدايتها باليمن، ونحن نسعى كأكاديمية أن نغذي عقول الشباب بأهمية هذه المرحلة أيضا”. 

وأضافت “نمر بمرحلة مهمة في تاريخ اليمن، يجب علينا أن نوثق تجاربنا، لتصبح هذه الفترة معروفة، غير قابله للتحريف، والافتراء.. سوف أستخدم إنتاج الأفلام لتحقيق هذا الشيء”. 

Exit mobile version