اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةجبهاتمأربمحليات

تركيز الحوثي يؤكد أهمية مأرب كورقة بيد المنتصر “حشد السلاح لمعركة مفصلية بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن حول اليمن”

يدفع الحوثيون بقواتهم على عدة محاور منذ السبت الماضي في محاولة مستميتة للسيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط، لاستخدامها ورقة مساومة في مفاوضات السلام المؤمل أن تنطلق مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، المؤمل تقديم إحاطته الأولى أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي غدا الجمعة. 

ويأتي التصعيد العسكري على جبهة مأرب بالتزامن مع تصعيد سياسي وإعلامي، عبر تصريحات مسؤولين في الحكومة والحوثيين، تكشف بأن ثمة فجوة كبيرة في وجهات النظر، ما قد يُعَقِّد عملية إيجاد أرضية خصبة لتوافق محتمل. 

وقال عبدالملك بدر الدين الحوثي زعيم الحوثيين الأسبوع الماضي، إن جماعته حسمت خيارها بالسيطرة على أراضي اليمن بالكامل. 

وجاء تصريح الحوثي بالتزامن مع هجوم على عدة محاور للسيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية في شمال اليمن. وقتل 78 مقاتلا من القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في معارك جديدة حول المدينة، حسبما أفادت الأربعاء مصادر عسكرية. 

وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية “أسفرت المعارك بين الطرفين عن مقتل أكثر من ستين من المتمردين الحوثيين في غارات جوية شنت غالبيتها في 24 ساعة الماضية، وسقوط ثمانية عشر قتيلا من القوات الحكومية وجرح العشرات خلال 48 ساعة الماضية”. 

ونادراً ما يعلن المتمردون الحوثيون عن الخسائر في صفوفهم. إلا أنهم ذكروا عبر قناة “المسيرة” التابعة لهم عن شن القوات السعودية ثلاثين غارة جوية في محافظة مأرب الثلاثاء. 

وأذاعت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بيان تشييع ثمانية ضباط في موكب جنائزي بصنعاء، على رأسهم العميد نايف محمد العوسجي، قائد اللواء 413 التابع للحوثيين. 

وأوضح المصدر أن المتمردين الحوثيين “شنوا هجمات متزامنة أمس واستمرت حتى فجر الأربعاء”، مشيرا إلى أن القوات الموالية للحكومة اليمنية تمكنت من صد هذه الهجمات. 

وأعلن الجيش اليمني أن المعارك الدائرة في جبهة الكسارة في مأرب منذ فجر الثلاثاء أثمرت عن دحر ميليشيا الحوثي من مواقع مهمة. 

وقال رئيس هيئة الأركان، صُغير بن عزيز، إن المعارك الأخيرة في جبهات مأرب ألحقت بالحوثيين “هزيمة معنوية ومادية كبيرة”، لافتاً إلى أن نتائج تلك الضربات ظهرت في الميدان خلال الانكسارات التي مُنيت بها الجماعة. 

وصعّد المتمردون الموالون لإيران من حملتهم المستمرة منذ فبراير للتقدم نحو مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة المعترف بها دوليا في شمال البلد الغارق في الحرب، بهدف وضع يدهم على كامل الشمال اليمني رغم جهود الأمم المتحدة وواشنطن لوقف الحرب. 

وتمثل مأرب الموزعة مناطقها بين القوات الحكومية والحوثيين ورقة في غاية الأهمية الجغرافية، وعند السيطرة عليها بالكامل ستكون بمثابة ورقة بيد المنتصر في أي مفاوضات مستقبلية محتملة. 

ويضم مركز المحافظة الغنية بالنفط مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية، وتمثل السيطرة عليها أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن. 

وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. 

وأكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة، أن تصعيد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لوتيرة عملياتها العسكرية في محافظة مأرب، بالتزامن مع تسلم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ مهامه، رسائل واضحة عن موقفها من الجهود الدولية للتهدئة وإحلال السلام‏. 

واعتبر الإرياني بأن هذا التصعيد الخطير يؤكد من جديد تحدي ميليشيا الحوثي لإرادة المجتمع الدولي، وانقيادها الأعمى خلف الأجندة الإيرانية الرامية لتقويض جهود التهدئة ورفع وتيرة الصراع في اليمن والمنطقة، وعدم اكتراثها بالكلفة الباهظة لاستمرار الحرب والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين‏. 

وتجمع غالبية القراءات السياسية والعسكرية على صعوبة سيطرة أحد طرفي النزاع على مأرب، فالقوات السعودية الجوية تستمر في قصف أي تحرك حوثي للسيطرة بالكامل على المدينة، فيما لا تمتلك القوات الحكومية على الأرض القدرة على استعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في ضواحي مأرب. 

وقال المحلل السياسي عبدالسلام قائد، إن “الأوضاع في اليمن ما تزال غير مهيأة لإنهاء الحرب وإحلال السلام”. 

وأضاف أن “مهمة المبعوث الأممي الجديد تبدأ وسط استمرار التصعيد العسكري للجماعة المسيطرة على مناطق الكثافة السكانية في اليمن، واستحالة تفريطها بما حققته من مكاسب عسكرية ميدانية نتيجة تخاذل الأطراف الأخرى”. 

ورأى أن “إحلال السلام في اليمن يتطلب أولا عودة الحكومة الشرعية إلى البلاد، وتفعيل مؤسسات الدولة، ثم مصادرة سلاح الميليشيات التي لا تحتكم للحكومة وتسليمه للدولة”. 

ورجح الكاتب يعقوب العتواني، أن يكون اليمن مقبلا على تصعيد عسكري أكبر، وأن خيار السلام يبدو مستبعدا خلال الفترة المقبلة. 

وأضاف العتواني أن “الأيام الماضية شهدت تصعيدا كبيرا من قبل الحوثيين، الذين يودون أن يظهروا للعالم أنهم أكثر قوة، وأن صواريخهم باتت تصل إلى مسافات بعيدة في السعودية”. واستطرد “لا توجد أي مؤشرات فعلية تنبئ بأن طريق السلام بات مواتيا، الواقع يتجه إلى المزيد من التصعيد العسكري”. 

زر الذهاب إلى الأعلى