انتهاكات جديدة للحوثيين بإخفاء صحافيين معتقلين بعد تعذيبهم ومناشدات عاجلة للمبعوث الجديد

حذرت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين “صدى” من أن الميليشيات تخفي قسرا صحافييْن من أصل أربعة مختطفين لديها منذ شهرين. 

وأفادت المنظمة في بيان لها بأنها تلقت بلاغا من أسر الصحافيين المختطفين، يفيد بأن الحوثيين يخفون قسرا الصحافيين عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري منذ شهرين، مؤكدة تعرض الأخير للضرب والتعذيب قبل إخفائه. 

وأضافت أن الصحافيين الأربعة توفيق المنصوري، وعبدالخالق عمران، وحارث حميد، وأكرم الوليدي تلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل الحوثيين. 

وأكدت أن الصحافيين يتعرضون لمعاملة سيئة في السجون الحوثية، وتمنع عنهم الزيارة منذ صفقة التبادل أواخر عام 2020. 

واعتبرت هذه الانتهاكات بحق الصحافيين المختطفين جرائم خطيرة  تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، التي تجرم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب وتضمن حرية التعبير والعمل الصحافي. 

وحمّلت المنظمة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة جميع الصحافيين المختطفين والمخفيين في سجونها. ودعت المبعوث الأممي لليمن السيد هانس غروندبرغ إلى إيلاء قضية الصحافيين المختطفين أهمية بالغة، والضغط على ميليشيات الحوثي للإفراج عن المختطفين والمخفيين قسرا. 

والحادثة ليست جديدة على الحوثيين الذين يمارسون انتهاكات ممنهجة ضد الصحافيين داخل السجون وخارجها، حيث قالت نقابة الصحافيين اليمنيين في أغسطس الماضي إنها تلقت بلاغا من أسرة الصحافي يونس عبدالسلام يفيد باختفائه بالعاصمة صنعاء منذ الثالث من أغسطس في ظروف غامضة. 

وبحسب البلاغ، فإن الصحافي عبدالسلام “يعاني من وضع نفسي صعب منذ اعتقاله العام الفائت في عدن”. 

وعبرت النقابة “عن قلقها البالغ لوضع الصحافي عبدالسلام وطالبت سلطات الأمر الواقع بصنعاء بالتحقيق في الواقعة والبحث عنه والكشف عن مصيره”. 

وجددت النقابة مطالبتها بعدم الزج بالصحافيين في الصراعات أو التعامل معهم بعدائية بسبب هويتهم المهنية. 

وقضت محكمة تابعة للحوثيين بإعدام أربعة صحافيين مختطفين، بينهم المنصوري، اختطفوهم من أحد فنادق صنعاء في يونيو 2015. 

ويوجد عشرة صحافيين على الأقل معتقلين في سجون الحوثي، بينهم وحيد الصوفي وتوفيق المنصوري وحارث حميد وعبدالخالق عمران وأكرم الوليدي ووديع الشرجبي دكتور الإعلام بجامعة الحديدة ونبيل السداوي ومحمد الصلاحي وعادل الحكيم. 

وكشف عدد من الصحافيين المفرج عنهم من سجون الحوثيين في صفقة تبادل مع الحكومة المعترف بها دوليا، تفاصيل ما عاشوه في سجون الحوثيين طيلة خمسة أعوام، وهول ما عانوه من تعذيب وحرمان في تلك الفترة، خلال ندوة أقيمت عبر منصة زوم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو الماضي. 

وقال الصحافي حسن عناب في مداخلته “عند دخول الميليشيات الحوثية إلى صنعاء لم يقتحموا أي مركز حكومي، وإنما اقتحموا مراكز الإعلام ابتداء من قناة اليمن الرسمية، حتى لا يكون هناك أي صوت آخر يعارض صوتهم، وفي السجن تفاجأت بوجود سجناء بتهمة كتابة منشور فقط ونشره على فيسبوك”. 

وأشار إلى حديث الحوثيين في إعلامهم عن أن “الصحافيين والإعلاميين هم أخطر عليهم ممن يواجهونهم في الجبهات ويحملون السلاح، كما حصل لزميلينا عبدالله قابيل ويوسف العيزري عندما وضعا كدروع بشرية للطيران، وكذلك الصحافي أنور الركن الذي اعتقلته الميليشيا ولم تفرج عنه إلا وقد أصبح جلدا على عظم ومات متأثر من الجوع والتعذيب”. 

وأكد عناب أن جماعة الحوثي لا تحترم الأشخاص ولا المنظمات، فهي لا تقف عند أي بيانات إدانة من قبل منظمات دولية، كما أنها غير مبالية بأي قوانين ولا أي أعراف، وكل ما يهمها أن تنهي كل من يعارضها. 

وكشف عناب عن تلقيه تهديدات من ميليشيات الحوثي بعد الإفراج عنه، عبر رسائل إلكترونية بالتصفية الجسدية والانتقام منه، على خلفية ظهوره في وسائل الإعلام والتحدث عما حصل له داخل سجون الجماعة. 

وكانت نقابة الصحافيين اليمنيين كشفت في وقت سابق أن ميليشيات الحوثي تسببت في مقتل 46 صحافيا ومصورا، وتشريد ألف آخرين من أعمالهم خلال الفترة من 2015 وحتى يونيو 2021. 

وقال عضو مجلس النقابة نبيل الأسيدي إن الصحافيين في صنعاء تحت الإقامة الجبرية، مطالبا بممارسة المزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية لوقف انتهاكاتها ضد الصحافيين. 

Exit mobile version