اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمأربمحلياتملفات خاصة

مأرب تتهاوى وقوى الشرعية تغادر المعركة الاخيرة

يمن الغد/ تقرير – خاص 

حقق الحوثيون تقدما عسكريا في جبهة مأرب خلال الاسبوع الماضي، ذلك بعد أن حشدوا مقاتليهم ونفذوا هجمات متتالية، اخترقوا فيها دفعات قوات الجيش التي تدافع عن المدينة، وبذلك تزايدات المخاوف من هجوم واسع قد تنفذه جماعة الحوثيين للسيطرة على مأرب.  
 

 تهاوي الشرعية 

في أقل من خمسة أشهر من هذا العام، أدت المعارك التي اندلعت محيط مأرب إلى خسارة العديد من المواقع والمناطق، لصالح الحوثيين بعد ان كانت تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا. 

 ووجهت قبائل مأرب للشرعية وبعض الاطراف السياسية والعسكرية بخذلان مأرب، وعدم القيام بالاستعداد لحماية المدينة والعمل على زيادة القوات والعتاد فيها، اذ أن هناك قوى سياسية كانت وراء سحب قوات كبيرة من مأرب إلى المناطق الجنوبية.  

وتتركز هجمات الحوثيين دائما في محاولة لفرض السيطرة على المدينة بشكل كامل، ويرى الحوثيون أن نجاحهم في ذلك يعني أن موازين القوى قد مالت لصالحهم، وأن هناك فرصة كبيرة في تعزيز قوتهم للبدأ بمهاجمة مدن على مقربة من مأرب. 

وفي حال تم السيطرة على مأرب فإن طبيعة المفاوضات والحلول سوف تتغير ولن تستطيع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي أن تقنع الكثير من الدول بالاستمرار بالاعتراف بها، وهو ما قد يغير توجه العديد من الحكومات الدولية، والتي قد تضغط نحو حلول لن تكون لصالح القوى، التي سهلت للحوثيين تحقيق انتصاراتهم عليها. 
 

سقوط الرحبة.. 

 خلال الاسبوع الفائت، أعلنت جماعة الحوثيين سيطرتها على مديرية رحبة، في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن. 

وذكرت الجماعة انها تمكنت من اسقاط الرحبة وجميع مناطق المديرية جنوب المحافظة، وأنها تمكنت من توسيع السيطرة على جميع مناطق المديرية، التي شهدت قتالا واسع مع قوات القبائل التي تقاتل الى جانب الجيش اليمني. 

شكيب عبد الرحمن اكاديمي رأى أن نجاح الحوثيين في السيطرة على المدينة، يعني أن هناك مرحلة جديدة بدأت سواء من حيث قدرة الحوثيين على فرض شروطهم في أي حل سياسي، أو مقدرتهم في هز واقع سلطات الرئيس هادي والتي تكون بالفعل قد قضت على وجودها.  

وقال ليمن الغد: “أن مأرب أخر الاوراق بالنسبة لسلطة هادي، التي أيدها العالم لكنها رفضت أن تتجاوز استهتارها، بكل خيارات الحرب واعتمدت على اطراف سياسية وعسكرية هي من تسببت بكل الهزائم”.  

وأضاف شكيب: ” هادي هو من تسبب بكل هذه الهزائم، والتحالف كان راضيا عن قيادات عسكرية خلقت الكثير من الفراغات ولم تدعم مأرب بالقوة والاسلحة، مما مكن الحوثي من التقدم وربما لو كان التحالف ضغط على هادي وقياداته، التي يعتمد عليها وذلك لتعيين قيادات حقيقية وعسكرية ومؤهلة لما حدثت هذه الهزائم”. 

هزائم متتالية 

في بداية شهر مايو الماضي، سيطرت جماعة الحوثي على مناطق مهمة في محافظة مأرب والغنية بالنفط والغاز والواقعة على بعد 170 كلم شرق صنعاء. 

وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء شينخوا الصينية وقتها، إن جماعة الحوثي سيطرت بشكل كلي على منطقة “المشجح” وهي منطقة جبلية استراتيجية في الجهة الشمالية الغربية من محافظة مأرب. 

وشن الحوثيين هجمات متعددة خلال الاشهر الأربعة الماضية لسيطروا كليا على منطقة “المشجح”، بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. 

كما أن الحوثيين تمكنوا في ذلك الوقت من توسيع وحودهم على منطقتي “الزبيري” و”البراء” وهي عبارة عن تلال جبلية، بعد المشجح باتجاه مدينة مأرب عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته. 

وكان الحوثيين قد اسقطوا في تلك الفترة منطقة “الكسارة” المهمة، بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية. 

ويعتمد الحوثيين في هجماتهم على مأرب خلال الفترات الماضية خطط عسكرية، تقوم على التجهيز لفترة تتحدد وفق عدة أشهر ثم القيام بهجمات كبيرة ومتعددة على جبهات مهمة في مأرب واختراقها. 

من جانبه قال الخبير العسكري محمد الحاتمي لـ”يمن الغد”: أن هناك نوع من التسليم للمدينة بشكل ما للحوثيين من قبل أطراف عسكرية وسياسية، وإن ظهر أن هناك حربا تدور في كل المناطق التي سقطت.  

وشدد أن سقوط مساحات كبيرة من مناطق مأرب، بينما هناك تقاعس وعدم جاهزية وغياب الاستعداد العسكري، يعني ان واقع الجيش الذي طالما وجد في المدينة لم يكن جيشا حقيقي، أو أن هناك من يتلاعب بالمعارك وهو من عمل على افراغ الجيش من قواته من أجل فرض هذه الهزائم. 
وأكد أن هادي وحكومته وحزب الاصلاح المهيمن الفعلي على الجيش، يتحملون استمرار هذه الهزائم ،لانه لايوجد مؤسسة جيش فعلية، وأن عدم تأمين مأرب والاستعداد لمواجهة الحوثيين يعتبر خيانه.  

وقال: ” الحوثيون يفرضون معركة ستغير موازين الصراع ،وهم يستعدون لمعركة حاسمة للسيطرة على مأرب بينما من نهب المدينة ،ووضعها  وفق مصالحه السياسية والعسكرية هم من يتنازل عنها ويتركها” 

وأضاف بأن من تنازل عن مأرب لايمكن أن يحمي مدينة أخرى، ومن سلم نهم للحوثيين والجوف هو من أضعف كل جبهات مأرب وعمل على خلق مجموعة من الهزائم والانسحابات. 

زر الذهاب إلى الأعلى