لم يدع المتربصون فرصةً إلا وينشرون تمنياتهم على شكل استنتاجات خرقاء يقولون فيها، إن المجلس الانتقالي في أزمة، إن المجلس الانتقالي جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل.
ألم تسمعوا ماذا قال المهندس حيدر العطاس: لقد قال إن على سالم البيض هو من قتل عبد الفتاح إسماعيل، إذن المجلس الانتقالي في أزمة، وهو جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل.
إن عدن بدون كهرباء ولا مياه ولا معالجة لأزمة البيئة، وهو ما يعني أن المجلس الانتقالي في أزمة، إذن هو جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل.
عدن تكتظ باللاجئين والنازحين والمجلس الانتقالي لا يستطيع استيعابهم وتلبية طلباتهم واستقرارهم، إذن المجلس الانتقالي في أزمة.
وزير الداخلية يؤكد انتشار الجريمة في عدن وهو ما يؤكد أن المجلس الانتقالي في أزمة.
فلان وعلان وغيرهما رفضوا تلبية المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الانتقالي، إذن المجلس الانتقالي في أزمة.
وآخر التقليعات هي أن ينشر البعض قصته مع المتسولة التي طلبت منه قيمة وجبة العشاء، أو مع العجوز الذي لم يجد قيمة الدواء، ليقنعنا بأن المجلس الانتقالي في أزمة.
رحم الله المفكر المصري الكبير فرج فودة الذي اغتالته إيادي المغسولة أدمغتهم من الحمقى حينما قال: أول شيء أفعله كل صباح هو تصفح الصحف والجرائد التي ينشر فيها خصومي كتاباتهم ضدي، فإن وجدت شيئا من الشتائم والسباب الموجه لي شعرت بالطمأنينة بأنني ما زلت على طريقي الذي ارتضيته لنفسي في نصرة الحقيقة والتصدي للأباطيل، أما إذا خلت تلك الصحف من اسمي أو مدحني أحدٌ ممن كانوا يكيلون لي سيول الشتائم والسباب، فإنني أراجع سلوكي في اليوم السابق فهناك خلل ما قد وقعت فيه لا بد من تعديله.
لا يحتاج هؤلاء إلى براهين ودلائل لإقناعهم بأن المجلس الانتقالي ليس من الملائكة وأنه يفعل ما تفعله أية منظمة يقودها ويشارك في نشاطها بنو البشر الخطاؤون، لكننا نقول لهؤلاء إن سبب كل ما تعانيه عدن وكل محافظات الجنوب وأهلها هو أن من يتولون زمام الأمور فيها مهاجرون، ولا يرغبون في ترك المهجر والعودة للحياة بين المواطنين ومشاركتهم سراءَهم وضراءَهم والبحث معهم عن حلول للمشاكل الحياتية التي صنعها هؤلاء المهاجرون ويحرصون على استبقائها إمعاناً في تعذيب الشعب الجنوبي وتركيعه وإجباره على الاستسلام لهم ليواصلوا من الداخل عبثهم الذي يمارسونه من الخارج.
نعرف أنهم لن يقتنعوا بهذا فهم يعتبرون مطالبة الموظفين بمرتباتهم جريمة يجب معاقبة من يمارسها، والمطالبة بالماء والكهرباء تعطيلاً لاتفاق الرياض، والمطالبة بتحسين الخدمات وحفظ التعليم من الانهيار مؤامرة ضد الشرعية..!
يا هؤلاء.. قلناها لكم مراراً ونعيد قولها:
المجلس الانتقالي ليس بديلا لوزارة المياه والبيئة، ولا بديلا لوزراة المالية، ولا هو شركة كهرباء أو مؤسسة خدمات طبية، المجلس الانتقالي أدى وما يزال يؤدي ما تعهد به في اتفاق الرياض، لكن من يعذبون الشعب الجنوبي بنسائه ورجاله وأطفاله وشبابه ومسنيه، ليس المجلس الانتقالي فهو لا يسيطر على الموارد ولا يبيع المنتجات النفطية عن طريق التهريب ثم يستولي على إيراداتها، ولا يحول الإيرادات الضئيلة إلى دولارات ليوزعها على منتدبيه في فنادق أرقى المدن ويترك الشعب ضحية للجوع والأوبئة والتعذيب المتعمد.
وختاما نكرر: لقد شب الشعب الجنوبي عن الطوق وهو يستطيع التمييز بين خصومه ومحبيه وبين من يتاجرون بآلامه ومن يبحث عن علاج لهذه الآلام، لكن الشعب الجنوبي إذا ما فاض به الكيل قد ينفجر ثورةً عارمةً ضد ما يُمارَس عليه من التعذيب والتنكيل ما لم يمارسه أقسى طغاة الأرض، وحينها ستتخذ ثورة الشعب الجنوبي مسارها الطبيعي وتوجه سهامها لمن تسببوا في ما يعانيه هذا الشعب العظيم.
وفي هذه الحالة لن يكون المجلس الانتقالي إلا مع الشعب ومع مطالبه المشروعة ولن يثنيه أحد عن هذا الخيار الذي اختاره منذ إعلانه في الرابع من مايو 2017م .
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك