تفاصيل جديدة حول جلسة الأمن الخاصة باليمن وحديث المبعوث الأممي للصحفيين وماذا قالت رئيسة المجلس؟

قالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي مندوبة إيرلندا في الأمم المتحدة، جيرالدين بيرن ناسون، إن “هجوم الحوثيين على مأرب غير مقبول ويجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار”. 

وشددت ناسون، على إنهاء القتال في اليمن وإنهاء الهجمات عبر الحدود على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية. 

كما تطرقت، في كلمة لها خلال جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، الجمعة، إلى العواقب الإنسانية جراء النزاع الذي طال أمده، وما خلفه من مجاعة. 

وأشارت، إلى عدم كفاية مرور الوقود عبر موانئ البحر الأحمر، ودفع الرواتب غير المنتظمة لموظفي الدولة. 

وكان المجلس قد استمع إلى الإحاطة الأولى للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس غروندبرغ. قال فيها إن “عملية السلام في اليمن متوقفة منذ فترة طويلة. ويتحتم على أطراف النزاع أن تنخرط في حوار سلمي مع بعضها البعض بتيسير من الأمم المتحدة بشأن بنود تسوية شاملة، بحسن نية ودون شروط مسبقة”. 

وفي حديثه للصحفيين، خلال اللقاء الصحفي، الذي عقده عقب جلسة مجلس الأمن، كشف غروندبرغ، عن لقاءات عقدها في نيويورك، مع العديد من ممثلي بعض الدول الأعضاء الأكثر نشاطًا فيما يتعلق باليمن. إضافة إلى اجتماعات داخلية عقدها في مقر الأمم المتحدة بما فيها اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة. 

وقال غروندبرغ: إنه أجرى “نقاشا مبدئيا جيدا للغاية مع مجلس الأمن، بشأن التحديات المعقدة المحيطة بالوضع في اليمن. وأنا ممتن للغاية للدعم الذي تلقيته من أعضاء المجلس وأتطلع إلى مواصلة المناقشات الصريحة والمفتوحة مع المجلس”. 

وأوضح المبعوث الأممي، أنه سوف يتوجه قريبا إلى مكتبه في العاصمة الأردنية عمّان والاجتماع بفريقه لمواصلة نقاشات هامة معهم بشأن كيفية المضي قدما. 

وأضاف: “أعتزم بعد ذلك القيام بجولة أولى من المشاورات مع حكومة اليمن ومع أنصار الله (مليشيا الحوثي). ومع جهات سياسية يمنية فاعلة أخرى. هناك حاجة لمناقشات جدية وصريحة بشأن مستقبل اليمن ينبغي أن تجري دون شروط مسبقة. وهذا أمر طال انتظاره”. 

وفي رده على أسئلة الصحفيين، قال: “أعتقد جميع الحاضرين هنا اليوم، على دراية بأن النزاع في اليمن طالت فترته كثيرًا. نحن ندخل الآن، السنة السابعة من عمر النزاع في اليمن، وهي فترة طويلة للغاية. 

وأضاف: “هناك حاجة، وهو ما أوضحته للمجلس أيضا، هناك حاجة لنستغل بداية مهمتي لإعادة تقييم المحاولات السابقة وفهم ما نجح منها وما لم ينجح في الجمع بين الأطراف من أجل الوصول لحل سلمي. 

وتابع: هذا أمر أنتوي أن أقوم به مع فريقي في عمّان، ومع الأطراف أيضًا. ولذا أريد أن تكون هناك تفاعلات صريحة وجادة وغير مشروطة مع الأطراف، وهو أمر مهم وقد أوضحته للمجلس أيضا. أعتقد أن هذا أمر ضروري في هذه اللحظة من أجل تمهيد طريق المضي قدمًا. 

وحول أزمة ناقلة النفط “صافر”، قال: “أنا، طبعا بصفتي السابقة كسفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن، تابعت بكثير من القلق موضوع صافر، فهو موضوع ليس بجديد عليّ. أنا على دراية بالتعقيدات. وأنا على دراية أيضًا بمستوى الإحباط من المجلس، وأيضًا من المجتمع الدولي ككل بخصوص عدم القدرة على حل هذا الأمر حتى الآن، وهو الأمر الذي سأنظر فيه”. 

وأضاف: “ولكن أعتقد أن محاولاتنا لحل هذا الأمر، أتمنى أن يتم بذلك بأكبر قدر ممكن من السلاسة. إلا أنه أمر معقد ويتطلب حل سريع”. 

وكان أعضاء مجلس الأمن، قد رحبوا، خلال الجلسة، بالمبعوث الأممي الجديد لليمن. كما اعتبروا تعيينه “فرصة للأطراف اليمنية لتجديد تعاونها مع مكتبه والعمل معه دون أي شروط مسبقة”. 

وفي الجلسة، أدانت مندوبة بريطانيا الدائمة في الأمم المتحدة باربرا وودوارد، الهجمات المتهورة الأخيرة عبر الحدود التي نفذها الحوثيون على السعودية. 

وقالت وودوارد: إن “الطبيعة العشوائية لهذه الأعمال هي الأكثر إثارة للقلق”. 

وإذ شددت المندوبة البريطانية على وجوب تنفيذ اتفاق الرياض بشكل عاجل وتسهيل عودة الحكومة إلى عدن. أعربت عن قلقها إزاء الوضع في الجنوب. 

وأضاف: أن “منع خطر المجاعة في اليمن يظل من الأولويات القصوى للأمم المتحدة وشركائها، حيث بلغ التضخم إلى مستويات جديدة مؤخرا، وجعل الغذاء والمواد الأساسية غير قابلة للوصول”. 

أما المندوب الصيني جينج شوانغ، فأبدى تفاؤله في تواصل المبعوث الأممي بشكل مباشر مع الأطراف ويقنعهم بالعودة إلى مسار الحوار. 

وقال: “بعد سنوات من الصراع، هناك نقص خطير في الثقة بين الطرفين. والمبعوث الخاص يمكنه استخدام خطوات معينة كتبادل الأسرى وتسهيل الوصول إلى ناقلة النفط صافر، للمساعدة في بناء ثقة متبادلة وتهيئة الأطراف في نهاية الأمر إلى التوصل لحل سياسي”. 

ورأى مندوب روسيا الاتحادية فاسيلي نيبينزيا، أن الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة يمكن أن توفق بين الأطراف اليمنية. كما يمكن لدول المنطقة أن تلعب دورا كبيرا في التوصل إلى حل للصراع. 

كما أعتبر التعثر السياسي، سببا في تصعيد القتال على الجبهات في مأرب والضربات الجوية على السعودية. 

وأوضح المندوب الروسي، أنه لا يوجد أي بديل عن المفاوضات التي تأخذ في الحسبان جميع الأطراف. وأن على مجلس الأمن اتخاذ موقف متوازن بشأن الوضع في اليمن. 

كما دعا إلى الرفع الكامل لجميع أنواع الحصار جوا وبحرا، ورفع القيود المفروضة على تدفق المواد الغذائية والمشتقات النفطية. 

وقال المندوب الفرنسي نيكولاس دي ريفيير: “بعد سبع سنوات من الصراع، لا يوجد منظور للخروج من الأزمة في اليمن والخيار العسكري لا يقود إلى أي مكان”. 

وشدد ريفيير، على الأطراف اليمنية المتحاربة، على وقف إطلاق نار شامل وإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإيجاد حل سياسي. 

كما أكد على الحوثيين، ضرورة وقف أعمالهم غير المقبولة في مأرب وضد الأراضي السعودية. في إشارة إلى التصعيد الميداني والهجمات بالطائرات المسيرة. 

وإذ اعتبر أن “ابتزاز الحوثيين في موضوع الناقلة صافر للنفط أمر غير مقبول”، دعاهم إلى “السماح بالفحص الفوري دون شروط مسبقة”. 

أما مندوب الهند، تي إس تيرومورتي، فتطرق إلى ما خلفه الصراع في اليمن على مدى سبع سنوات، مشيرا إلى التدهور المريع للأوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية. 

ودعا المندوب الهندي، طرفي اتفاق الرياض إلى استئناف المشاورات الذي يسرته السعودية، ونبذ جميع الأطراف للأعمال العسكرية. 

كما لفت، إلى الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة عبر الحدود على السعودية. التي قال إنها “تهدد المنطقة وتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية”. 

وقال مندوب تونس علي الشريف، إنه لا بديل عن حل تفاوضي في اليمن، وعدم فرض مبدأ القوة، لأنه سيعرض الشعب اليمني بشكل أكبر ويدفع الأزمة الإنسانية. 

وحث جميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي واحترام المدنيين. كما أعرب عن قلقه إزاء تدهور الوضع الاقتصادي والتأخير في العمليات الإغاثية والإنسانية. 

وأبدى مندوب كينيا مايكل كيبوينو، خيبة أمل إزاء عدم إحراز تقدم سياسي وتصاعد القتال في اليمن، وتحديدا في محيط مأرب وهجوم الطائرات المسيرة على قاعدة العند. 

كما حذّر من خطر تنامي الجماعات الإرهابية وتوسعها، بسبب الفوضى على طول البلاد. 

وشدد مندوب المكسيك إنريكي خافيير، على جميع الأطراف اليمنية لممارسة أقصى درجات ضبط النفس. 

كما حث الحوثيين على الانخراط في حوار ييسره المبعوث الأممي الخاص دون شروط مسبقة. 

أما مندوب فيتنام دانغ دين كوي فشدد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض. مشيرا إلى التصعيد العسكري خلال الاسبوعين الماضيين وما خلفه من مقتل 200 شخص، لاسيما في مأرب. 

وقالت المندوبة النرويجية مونا جول، إن الحاجة ملحة لخفض التصعيد العسكري، والدفع بعملية السلام إلى الأمام، بمشاركة وقيادة كاملة ومتساوية للمرأة اليمنية. 

كما أشارت جول، إلى الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان المبلغ عنها في اليمن، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، مشددة على ضرورة محاسبة الجناة. 

أما مندوب النيجر نياندو أوجي، فقال: إن “من بين الأولويات القصوى، ينبغي علي أطراف الصراع التعامل بشكل عاجل وبناء مع المبعوث الخاص الجديد”. داعيا جميع الأطراف إلى تحمل مسؤوليتهم وإنهاء القتال. 

وقال نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، إن “الإجماع الدولي واضح فيما يخص اليمن. ويجب أن يتوقف العنف واستئناف عملية سياسية واسعة وشاملة، فنحن بحاجة إلى تخفيف الأزمة الإنسانية”. 

وتحدث ميلز عن ثلاثة جوانب للصراع في اليمن: هجمات الحوثيين التي تقوض جهود السلام، والاحتياجات الإنسانية الملحة للبلاد، ومعالجة الدوافع الاقتصادية الكامنة وراء الصراع”. 

واتهم الحوثيين بمواصلة تقويض الوضع، مستشهداً بضربة 29 أغسطس / آب على قاعدة العند.. التي قال إنها “حملت بصمات الحوثيين”. 

Exit mobile version