مقالات

ميناء المخا.. ورسائل طارق صالح !

انقشعت الادخنة السوداء الناجمة عن احتراق مخازن ميناء المخا ، وعادت طيور النورس تحلق في سماء المدينة والحياة تدب، لكن وكما يقال : ( هناك  شيئ  يحدث وراء  الاكمة) .. فعقب الاعتداء الحوثي الارهابي على الميناء ، وفي الوقت الذي كانت القوات المشتركة تصطاد المسيرات الحوثية المفخخة  وتتهاوى قطعا ، ظهر العميد  طارق  صالح ، متحديا ذلك الارهاب بتفقده  للميناء واطمئنانه على صحة العاملين..  الميناء تجاري  مدني كل شيئ فيه واضح  ، كما لا توجد  (بدرومات) ولا كهوف في المخا . 

كانت زيارته  هادفة وليست عفوية ، ويكفي انه وجه صفعة قويه  لدجال مران وكل فلول الكهنوت الذين كانوا يحلمون بمشاهدة النيران وهي تلتهم  ميناء المخا  واجساد الناس ممزقه ،ولم يتوقعون اطلاقا ان يظهر العميد  طارق صالح ، ويفشل بزيارته الشجاعة  مخططهم الاجرامي ..ظهر طارق صالح وقت دوي الانفجارات ، فيما صمت تلك الاصوات المريضة  التي ظلت  تتباكى  كذبا على ايرادات ميناء المخا . 

حملت زيارتي قائد المقاومة الوطنية  للميناء تأكيد وتحدي واضح ان الميناء سيعمل ، وسيؤدي دوره الوطني في التخفيف من حدة الازمة الانسانية ، والقضاء على  سياسة التجويع التي تمارسها ميليشيات الحوثي ، على الشعب ، نتيجة تحكمها  بموانئ الحديدة ، اضافة الى اغلاق الطرق البرية ومنع  نقل البضائع والسلع من المحافظات المحررة ، بهدف مضاعفة معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها.  

كان يمكن للعميد طارق صالح ان يسقط الواجب بزيارة تفقدية واحدة للميناء ، ويتوارى عن الانظار ، لكنه   قائد يحمل مشروع  وطني ، يصنع التاريخ ولا ينتظر او يتحين الفرص ..ولهذا دائما نجده حيثما يستدعيه الواجب الوطني.  ان ميناء المخا امام  مرحلة  تطوير تاريخية ، وسيعود بالخير على المخا والساحل الغربي واليمن بشكل عام ، وما اقترفه الحوثة من جريمة لن تمر..  

يعرف الحوثة انه لا توجد خانة  تسمى ( طي النسيان ) في قاموس الساحل الغربي للتعامل مع اعتداءاتهم الاجرامية ، والا لكانوا قد رموا بالجميع في البحر او كبلوهم بالاغلال كما فعل الطاغية يحيى  بالثوار من ابناء الزرانيق قبل مائة عام ، ومع ذلك لقد تعمد الحوثي ان يستعرض عضلاته بقصف ميناء المخا.. استعراض وغطرسة ، واصرار على محاربة الناس في لقمة العيش  .. 

ان تكون اوهام ساورت الحوثي وايران  للسيطرة على باب المندب ،بضرب المخا اولا ،على وقع انسحاب امريكا من افغانستان ، او خيل له ان الميناء مباح ، وان الشرعية فتحت له الشهية بتناسيها لجريمة قصفه لمطار عدن ، فتشجع واستهدف ميناء المخا ..فذلك شأنه . ومن  الطبيعي جدا ان تفرض  هذه الجريمة ، خيارات اخرى نتيجة تصاعد الغضب الشعبي ،الذي يضغط ويطالب  بقلع مخالب وانياب الحوثي. 

لا اعتقد ان الساحل الغربي سيظل كما كان عليه  الوضع قبل 11 سبتمبر ، فصواريخ ومسيرات الحوثي تضع الجميع امام مفترق طرق .الناس فقدوا كل شيئ ولم يعد هناك ما يخافون عليه ، فمن حقهم مواجهة ارهاب  الحوثي  دفاعا  عن حريتهم وعن لقمة عيشهم ، وضمان العودة الى منازلهم. 

زر الذهاب إلى الأعلى