كشفت مصادر ميدانية عن متغيرات مفاجئة شهدتها محافظة البيضاء، وسط اليمن، التي كانت على موعد مع التحرير، وتمكن رجال المقاومة مؤخرا من تشديد الخناق على المليشيات الحوثية وتحرير عدد من المواقع، لتنقلب الطاولة فجأة وتسلمت مليشيات الحوثي زمام الأمور، وأعادت كل تلك المناطق التي خسرتها، بل وسيطرت على مناطق لم تدخلها من قبل حتى عند دخولها المحافظة قبل سنوات وبصورة مفاجئة وسط ذهول المواطنين والمراقبين من ما حصل.
وقالت المصادر “أن المليشيات تمكنت أمس الاربعاء من الوصول إلى أعلى عقبة “الحلحل”، وهي التي لم تصلها طوال السنوات الماضية عقب انهيار لجبهات القوات المشتركة.
وأشارت مصادر في القوات السلفية إلى تعرضها للخيانة، صباح الأربعاء، وهو ما تسبب بالسقوط السريع للجبهة.
وتتمركز قوات سلفية وأخرى تابعة للواء الشاجري في منطقة الحازمية وهي جبهة متقدمة تتبع مديرية الصومعة، في حين تسيطر قوات تابعة لحزب الإصلاح، فرع جماعة الإخوان في اليمن، على مدينة الصومعة.
مصدر في قوات الشاجري كشف عن خيانة تعرض لها مقاتلو اللواء والقوات السلفية تسببت بسقوط الجبهة وخسارة الكثير من المقاتلين بين شهيد وجريح.
وبين المصدر أن المليشيات الحوثية نفذت التفافاً على الجبهة بحيث دخلت قواتها من جبهة اليمين نحو مدينة الصومعة التي انسحبت منها القوات الإخوانية ليلة الثلاثاء إلى محافظة شبوة.
وعقب دخول المليشيات الحوثية مدينة الصومعة كانت جبهة الحازمية تحت الحصار الكامل، وقاوم الكثير من أفرادها، في حين ذكرت مصادر أسر عدد كبير من أفراد الجبهة عقب تعرضهم للخيانة.
وأشار المصدر إلى استشهاد أركان اللواء “أحمد الدماني” عقب محاصرته في الحازمية وعدد من الجنود الذين خاضوا معركة لساعات عقب الحصار انتهت باستشهادهم جميعاً، في حين تحدثت مصادر عن تسليم عدد من الأفراد لأنفسهم بعد أن نفدت كل الحلول.
وأشار المصدر إلى أنه عقب سقوط الجبهة كانت الطريق سالكلة للمليشيات بحيث لم يعد أمامها سوى عدد من النقاط الأمنية، وهو ما أوصلها خلال وقت قصير إلى أعلى قمة جبل الحلحل المطل على مدينة لودر.
واحتشد مقاتلو المقاومة أسفل جبل الحلحل للدفاع عن المدينة وتوافدت أعداد كبيرة من أبناء القبائل عقب السقوط الكبير للجبهة والتهديد الحوثي الجديد والجدي لمدينة لودر.
مصادر في المقاومة قالت إنها رصدت قيام المليشيات بحفر خنادق وبناء متاريس، وإنها توقفت أعلى الجبل ولا تبدو هناك استعدادات واضحة للمليشيات للهجوم على مدينة لودر وفقا للمصادر.
وقصفت المليشيات، ظهر الخميس، مقر اللواء 115 الذي يقع غرب مدينة لودر بقذائف الكاتيوشا، فيما قالت مصادر ان القصف تم بصاروخ باليستي ولم يخلف القصف ضحايا.
وهناك تخوف كبير لدى المواطنين في مدينة لودر من تقدم المليشيات إلى المدينة أو تعرضها للقصف.
وتقف قوات الشرعية (الإخوان) في أبين موقف المتفرج وأرسلت عدداً من الأطقم التابعة للقوات الخاصة واللواء الثالث حماية رئاسية لا تتجاوز العشرين طقماً لا تحمل أسلحة ثقيلة وبأعداد قليلة من الجنود.
ودعا ناشطون في لودر قيادة التحالف العربي إلى تحريك الألوية التي تتواجد في شقرة والعرقوب للدفاع عن المدينة أو فتح المجال لقوات الحزام الأمني وألوية العمالقة قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه.