الحديدةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرصنعاءمحلياتملفات خاصة

اعدام ابناء تهامة يكشف ارهاب من نوع آخر

يمن الغد/ عبد الرب الفتاحي 

أعدمت جماعة الحوثيين 9 مواطنين من محافظة الحديدة، اتهمتهم بتسهيل اغتيال رئيس مايسمى المجلس السياسي صالح الصماد، ونفذت جماعة الحوثيين الحكم دون أن يحصل المتهمين على حقهم في الدفاع على انفسهم وتمت محاكمتهم بطريقة سرية.

محاكمة فاقدة للعدالة 

رغم الاصرار الذي أبدته جماعة الحوثيين في واقع محاكمة المتهمين ال 9 والذين اتهمتم الجماعة بالتسبب بمقتل صالح الصماد، في ابريل 2018 بمحافظة الحديدة الا ان تلك المحاكمة وفق حقوقيين ورجال قانون، لم تتميز بالنزاهة وفقدت روح عدالتها مع ان الجماعة تعاطت معها كقضية سياسية. 

وكانت جماعة الحوثيين نفذت السبت الاعدام  بحق 9 أشخاص على خلفية اتهامهم بالمشاركة في اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد، الذي يعد أحد أكبر القادة السياسيين للجماعة.

وجاء في وكالة “سبأ” التابعة للجماعة: “نفذت النيابة العامة (التابعة للحوثيين) حكم القصاص بحق تسعة من المتورطين ،في جريمة اغتيال الرئيس صالح الصماد ومرافقيه”.

وقالت الوكالة: “تم تنفيذ حكم الإعدام رميًا بالرصاص بحق المدانين ،علي القوزي، وعبد الملك أحمد محمد حميد، ومحمد خالد علي الهيج ومحمد إبراهيم القوزي، “وبحق محمد يحيى محمد نوح، وإبراهيم محمد عاقل، ومحمد محمد المشخري،و عبد العزيز علي الأسود، ومعاذ عبد الرحمن عبد الله”.

عبث القضاء 

يتسأل النائب أحمد سيف حاشد عن الاسباب التي كان ينظر فيها الحوثيين في الماضي للمحكمة، التي كانت تحاكم اعضاء وقيادات لهم على أنها كانت استثنائية، وغير دستورية وغير قانونية وتصدر الأحكام السياسية ضدهم؟.

وتعجب أن المحكمة ذاتها صارت هي من تصدر الأحكام السياسية، لصالحهم وأكثر منه صارت اكثر إنتهاكا للدستور والقانون من الامس.

وقال:” غدا قد  ينقلب السحر على الساحر، وتحاكمهم نفس المحاكم في عهد أخر”.

وحاول عبد الوهاب قطران (محامي )الطلب من الحوثيين عدم التعجل في تنفيذ الحكم ،وحتى تكون هناك محاكمة تقتضي الالتزام بكل اشكال تحقيق الانصاف. 

واعتبر ذلك نصح منه ، بصدق وشجاعة وبراءة للذمة امام الله والناس..

وقال “لم نطلب منكم سوى التريث والتعقل، واعادة المحاكمة للمتهمين التسعة ،محاكمة عادلة منصفة ولكنكم مصرين على اهدار كل حقوقهم الشرعية،و الدستورية، والقانونية، التى كفلتها لهم شرائع الارض والسماء”.

عبث وقتل.. 

الرسام والناشط رشاد السامعي ،تطرق لاصرار جماعة الحوثيين على اعدام تسعة من ابناء محافظة  الحديدة،  بحسب قرار المحكمة في صنعاء بينهم طفل. 

وأشار إلى أن التهمة ارتبطت حسب ادعاء الحوثيين بتسهيل اغتيال الصماد، وزراعة شرائح ونقل احداثيات .

وقال رشاد “محامي الدفاع عبد المجيد صبرة يحذر من مجزرة ستحصل بحق هؤلاء التسعة ، ويطعن في نزاهة المحكمة ،واختراقها لقانون القضاء ، وطلب بإيقاف الحكم قبل تنفيذه “

وتهكم السامعي على ما يمارسه الحوثيين من دور، وكشف أن هناك العديد من حوادث  اغتيال جرت في صنعاء  لقيادات حوثية من الصف الأول، ولناشطين واعلاميين وضباط، ومشائخ ولم يتم تقديم متهم واحد في أي قضية .

ورأى أن الاعدام تم من خلال سلق قرار قضائي، بإعدام تسعة من ابناء الحديدة لم يأخذوا حقهم في الترافع والدفاع! عن انفسهم بحسب كلام المحامي واهالي المعتقلين ولا احد يعلم حتى الآن مكان اعتقالهم .

اخفاء للقاتل الحقيقي..

رامي سعيد العريقي حقوقي أتهم  الحوثيين من خلال تسرعهم  في اصدار الاحكام، على أنه دليل على وقوفهم وراء الجريمة، والتخلص من صالح الصماد لخلافات جرت معه في كثير من القضايا. 

وقال ” الحوثيين يريدون اقفال هذا الملف، لانهم يدركون أن بقاءه سيثير العديد الشكوك عن الظروف التي احاطت بالصماد ،والطرف الأكثر معرفة بتحركاته وتنقلاته، وكذلك الطرف المستفيد من عملية الاغتيال ذاتها. “

وأضاف أن المتهمين ابرياء لم ثثبت عليهم التهمة ،ولم يعترفون بها وأن طريقة التعذيب التي تعرضوا لها لم تكشف  الحقائق أوأي معلومات ،حول هذه القضية رغم انكار المتهمين لكل ما وضعته الجماعة في لائحة اتهامها لهم. 

واكد أن طبيعة المحاكمة كانت اخلال بواقع العدالة، كونها كانت تجسيد لطبيعة اصرار الحوثي في فرض الاحكام بعيد عن القرائن والادلة والاثباتات، ليحقق حكم سياسي الهدف منه تشتيت الانتباه عن القاتل الفعلي للصماد، الذي كان على خلاف كبير مع قياداتها ومعترضا على طريقة إدارتها للحكم  .

زر الذهاب إلى الأعلى