اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

“سبتمبر” الثورة التي أنقذت اليمنيين من الإئمة ومنحتهم الحرية والتعليم


يمن الغد/ عبد الرب الفتاحي

خلقت ثورة 26 من سبتمبر 1962 تحولا  مهم في تأريخ اليمنيين، ومكنتهم من التحرر من قيود الأمامة ،التي فرضت توجها استبدادي عليهم منذ 1918 ليتحول اليمنيين مجرد ضحايا للمشروع السلالي والعنصري.
* ملك يمين

كانت اليمن طيلة حكم الإئمة عليها، منذ خروج الأتراك في عام 1918.، تقبع تحت هيمنة اسرة بيت حميد الدين ،والتي تعاطت مع البلاد وكأنها ملك يمين وفرضت قيودا احتكرت كل مصالح اليمنيين، لتكون في اطار مايقرره الامام وما يضعه من اجراءات احادية، تقوم وفق طبيعة توجهات شخص يمثل النظام والحكم والقرار. 
يعتقد شوقي مهدي عبد الله مدرس تأربخ أن طريقة ادارة الائمة، أخرت كثير من حركة اليمن لتنظيم نفسها كدولة، حيث استخدام الامام اجراءات متخلفة وغير حديثة  لحكم اليمنيين .
وقال: ” كان الامام صاحب القرار والحكم والدولة والقانون، ولذلك اتجه لعزل اليمنيين وحرمانهم من التعليم واستخدم أساليب مروعة لقتلهم، ونهب أموالهم وأستخدامهم وفق نظرية متخلفة تفرض عليهم الخضوع له “.
ووضح أن اليمنيين كانوا أكثر الشعوب تأخرا في الحصول على نظام حكم حقيقي ،وأهتم الامام  فقط في اجبار اليمنيين للخضوع لنزوات حكمه، التي كانت تتحدد في ممارسة شكلا من التعسف والاضطهاد عليهم ،وجعلهم يعيشون أزمات اقتصادية أدت لموت الكثير منهم بالمجاعات والأمراض. 


* سبتمبر الحرية

 يجد محمد عبد الله ربيع “طالب جامعي”  أن ثورة 26 من سبتمبر اعادت لليمنيين حريتهم المفقودة، وجعلتهم يتعاطون مع الواقع بطريقة مختلفة وعبر مشاركة الجميع دون احتكار واستغلال. 
ويرى محمد عبد الله أن توجه اليمنيين في تحقيق الانتصار بالاطاحة بمنظومة الامامة، شكل الدافع القوي لاندحار الحكم الامامي وبفعل استبسال المناضلين الاحرار ادركت الامامة أنها لم تعد قادرة على مواجهة تعاطي اليمنيين مع الثورة وقتها ووقوفهم معها. 
وقال محمد عبد الله ” عودة الاماميين الجدد هو أكثر ما يحزن كل يمني يدرك خطورة منظومة حكم الائمة، اذ انه في حال تمكن الحوثيين من القضاء على مشروع اليمنيين،  في ثورة 26 سبتمبر هو بمثابة عودة لنظام العبودية والنهب الذي اتخذه الإئمة القدماء والجدد “.
وأشار الى أن المنظومة الجديدة من الإئمة وهم الحوثيين فرضوا  وجودهم على اليمنيين نتيجة للتخلف والتسيس الذي تسبب بتدمير المؤسسات خاصة في واقع التعليم الذي لم يتناول جرائم وظروف وجود مشروع الإئمة ومن يرتبطون به وهذا مهظ لهم الانقلاب على ثورة 26 سبتمبر وتدمير انجازاتها.


* ثورة الخلاص

يتطرق فؤاد صالح الديهمي “اكاديمي” الى ما تحمله ثورة 26 سبتمبر من اطار جامع اليمنيين، اذ هي من أسست لثقافة الاعتماد على الدولة والقانون وبفضل الثورة لم يعد اليمنيين مجرد شعب بلا هوية أو تأريخ. 
وأعتبر أن مفهوم حكم الائمة في اليمن كمصطلاح سياسي هو مرتبط بواقع البؤس والعبودية والمجاعة التي كانت تجسيد لروح من السيطرة المطلقة البعيدة عن اعتمد الحاكم لمنظومة حديثة ورؤية متقدمة. 
وقال ” اليمنيين لايدركون خطورة الحوثيين على اليمن، هم جزء من مشروع العبث بمقدرات هذا البلد  ،وهم لايختلفون عن منظومة الحكم التي اقامها يحيى حميد الدين، لديهم مشروع بني على أحقية أسرة  ترى أن لها الحق المطلق في الحكم وجعل اليمنيين خاضعون لطبيعة معاييرها ودوافعها في جعلهم من دون أدمية أو كرامة”
وأضاف أن ثورة 26 سبتمبر أعطت اليمنيين كل الحق في أن يمثلوا تأريخهم وأن يحتفظوا بخياراتهم  دون أن يتحولوا أدوات رخيصة يمتزج واقعهم في اطار ماتريده أدوات الجهل والتخلف. 


 * أعداء سبتمبر

قبل ثمانية وخمسون عام شارك اليمنيون في تحقيق ثورة 26 سبتمبر، والتي اتاحت لهم ان يحددوا مصيرهم بأنفسهم وعمت الفرحة حينها ارحاء البلاد ،وشعر الكثير أن الحياة ستتغير فهم لن يكونوا معزلون في وطنهم، ولن يكون عليهم أن يخضعون لمزاج ورغبة امام كان هو فقط من يقوم بكل المهام ،ولم يحدث اي تطور في بلاد وزع فيها الفقر والبؤس والمرض. 
كانت مصر أول من أعترف بالثورة اليمنية وقدمت كل الدعم والمساندة لها وبعد التطورات التي هددت الثورة أرسلت مصر جنودها ليكونوا مدافعين عن حق اليمنيين في تقرير مصيرهم. 
بعد 51 استطاع الحوثيين في عام 2014 أن يعيدوا نظام حكم الائمة وفي الشهر نفسه، واتخذوا  من 21 سبتمبر مناسبة للإحتفال بالقضاء على الدولة اليمنية، واستعادة منظومة حكمهم، التي ترى أنه لادولة إلا من خلال فرض سلطتهم ،ولا حق ليمني في الحكم وابدأ الرأي وتمثيل وجوده، دون أن ترتبط اليمن بهم وبوجودهم كواقع يمثل حقيقة دوافعهم الاساسية في تخطي حق اليمنيين ليفرضوا ظروف التهميش والاذلال لليمنيين بشكل عام. 
يرجع سمير مصلح علي وهو سياسي، السبب إلى اشكالية اضعاف ثورة 26 سبتمبر لتصحيح وجودها وتعزيز أهدافها وتعاطي غير محسوب العواقب من بعض الذين تولوا الحكم في الاعتقاد أن الامامية انتهت وأن وجودها لم يعد خطرا. 
وقال ” الاماميون اخترقوا مؤسسة الدولة في الجيش والأمن والتعليم والاقتصاد، بعد فشلهم في استعادة منظومة حكمهم بعد ثورة 26 سبتمبر ،وحددوا أهدافهم بدقة وكانوا يمثلون دولة عميقة ،مثلها مثل الجناح القبلي الذي كان يمثله عبد الله بن حسين الاحمر والذي تسبب بإزهاق روح الثورة بعد مؤتمر خمر.
وأضاف ان وجود تعليم سياسي وسيطرة الاخوان المسلمين عليه، تسبب بضعف التوعية لمخاطر الامامة، حيث عمل الاخوان إلى استثمار الواقع التعليمي لتحقيق اهدافهم السياسية والمادية، وتوظيف اعضاءهم والمنتمين لهم لفرض رؤيتهم ومشروعهم. 
وأشار الى أن الحزبية في اليمن فككت الاطار المؤسسي للدولة، وأضعفت واقع المجتمع كما ان النظام السابق اعاد الروح للإئمة، في اعادة نشاطهم السياسي وهذا وفر لهم الانقضاض على الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى