باحثون وسياسيون: معركة مأرب تغيير لمسار الحرب ومستقبل اليمن والنازحون سيدفعون ثمنا باهظا

قال محللون، إن المعركة الدائرة في مأرب، بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي، ستغير مسار الحرب، كما إنها ستحدد مستقبل اليمن ككل.
وخلال الأشهر الأخيرة، صعدت مليشيا الحوثي من هجماتها العنيفة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز والمكتظة بالنازحين، الذين قد يشكل تقدم الحوثيين خطرا محدقا عليهم.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن الباحث الأول في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عبد الغني الإرياني، قوله: إن “معركة مأرب ستحدد مستقبل اليمن. حيث يسيطر الحوثيون على معظم المحافظة ويضيقون على المدينة”.
وسيؤدي سيطرة المتمردين على المدينة إلى خسارة الحكومة آخر معاقلها في الشمال. وفي الوقت نفسه إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا.. وفق الوكالة الفرنسية.
وترى الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال أنّ “خسارة مأرب لصالح الحوثيين ستغيّر مسار الحرب”.
وتوضح كيندال، أن خسارة مأرب ستكون “مسمارا آخر في نعش مطالبة الحكومة بالسلطة في اليمن، في المقابل، ستعزّز موقف الحوثيين في أي محادثات سلام مرتقبة”.
ويرى الإرياني أنه ما زالت هناك إمكانية أن تقبل القبائل المحلية والأحزاب التي تقاتل في صفوف القوات الموالية للحكومة عرضا من المتمردين لتجنيب المدينة الدمار.
كما يستبعد “أن يدخل الحوثيون المدينة بالقوة”، قائلا “على الأغلب سيتوصلون إلى اتفاق. لا يرغب أي من الطرفين بالانخراط في معركة دامية” في المدينة.
وبحسب الإرياني، “ينص العرض على أن تتنصّل السلطات المحلية من التحالف (بقيادة السعودية). وتعلن الحياد وتقاسم موارد المحافظة (مع المتمردين) في صنعاء. في المقابل، يترك الحوثيون المدينة ويعترفون بسلطتها المحلية”.
أما الباحث أحمد ناجي من مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط، فيرى أن “السيطرة على مأرب لن تدفع المتمردين الحوثيين للقبول بوساطة السلام أو حتى الالتزام به لو تم القبول به”.
ويضيف: “على العكس، فإن هذا سيشجع الحوثيين على الإنتقال إلى الأجزاء الجنوبية لضمان سيطرتهم الكاملة على كل اليمن”.
فيما أن، المعركة على تخوم مأرب تؤثر بشكل مباشر على مئات الآلاف من النازحين الذين هربوا من جحيم مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها. يرجّح الإرياني “أن يدفع النازحون الثمن الباهظ لهذه الحرب المدمرة”.
وكان عدد سكان مأرب يترواح بين 20 و30 ألف شخص قبل اندلاع النزاع في 2014، لكنه ارتفع الى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من مناطق عدة في اليمن.
كما تشير الحكومة إلى وجود نحو 139 مخيما في مدينة مأرب والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وقد استقبلت نحو 2,2 مليون نازح.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال تعريض مئات آلاف المدنيين للخطر جراء التصعيد العسكري الذي أجبر العديد من العائلات على الفرار نحو مخيمات جديدة كلما اقترب القتال منها.
ويقول الإرياني، وفق فرانس برس، “مع تفرق (النازحين)، سيكون أصعب عليهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية. ومع شبح المجاعة الذي يلوح في الأفق في اليمن، فإن معركة مأرب ستجعله وشيكا أكثر”.
كما ترى كيندال أن “تأثير سيطرة المتمردين المحتملة على مأرب على الوضع الانساني سيكون رهيبا”، في حين يعتقد ناجي، أن اليمن سيشهد كارثة إنسانية “ضخمة” حال حدوث ذلك.
و تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، في حين يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.

Exit mobile version