مأرب بين خذلان هادي ومصادرة الجنرال للقرار
يمن الغد/ تقرير – عبد الرب الفتاحي
تشتد المعارك بالقرب من مدينة مأرب، بعد أن نفذت جماعة الحوثي العديد من الهجمات على المدينة خلال العام الحالي، وصارت قواتهم تضيق الخناق على المدينة، التي طالما واجهت محاولات الحوثيين المتكررة.
وتمكنت الجماعة من بسط سيطرتها على عدد من المديريات اهمها حريب والعبدية والجوبة وواصلت زحفها باتجاه مركز المدينة.
ومنذ أربع سنوات، تحقق جماعة الحوثي انتصارات ميدانية فيما يتلاشى حضور الحكومة الشرعية على الواقع.
ويخطط الحوثيون لحسم المعركة بالسيطرة على مأرب بعد ان اطبقوا الكماشة على المحافظة من جهات مختلفة، مع سيطرتهم على بعض مديريات شبوة.
ويخوض رجال القبائل في مراد وفي اطراف العبدية والجوبة معارك هي الاعنف في ظل الزحف الحوثي المستمر،.
وكثفت جماعة الحوثي من هجماتها في محاولة منها لاضعاف رجال القبائل في الجوبة ،ومحيطها بينما القبائل تواجه الحوثيين بإسلحة محدودة ،بعد أن تم عزل تلك القبائل ومنعها من السلاح الثقيل وهم في موقف دفاعي بعد ان انكشفت حقيقة غياب اي دور الجيش الموالي للحكومة في مأرب.
وتكثف جماعة الحوثيين من هجماتها في ظل غياب الدور الفاعل لقيادة الجيش الموالي لبعض القوى السياسية.
التصعيد الحوثي الاخير في مأرب كشف عن قوى تورطت بتشكيل جيش وهمي في مأرب للاستيلاء على الاموال لصالح قيادات ومراكز قوى سياسية ،تتبع حزب الاصلاح ونائب الرئيس علي محسن الأحمر.
انتكاسة كبرى
عبد الواسع الديهمي محلل سياسي رأى أن الهزيمة في مأرب انتكاسة حقيقية، وفضيحة كبرى لبعض القوى السياسية و التي فشلت في انشاء جيش وطني، خلال السنوات السابقة وعملت على ايجاد عصابات فقط للاستحواذ والنهب .
وقال عبد الواسع لـ”يمن الغد”: ان دور حزب الاصلاح تحدد من خلال سعيه فقط للسيطرة على الجيش والسلطة المحلية ، والموارد وحدث ذلك مابعد اغتيال عبد الرب الشدادي ، حيث وضع حزب الاصلاح خطط واسعة ومنظمة لتفكيك القوات المسلحة، ووضع قياداته عليها ونسج نفوذه السياسي، التي تسبب في اعاقة أي عمل عسكري لاضعاف قدرات الحوثيين .
وأضاف “أن مشكلة مأرب تراكمت منذ أن حاول حزب الاصلاح تمزيق النسيج الاجتماعي، للمدينة واستبعاد قياداتها العسكرية وفرض قيادات من خارج المدينة، كانت في الواقع تتبع الحوثيين وهو ما أدى لاضعافها.
وقال ” أصبحت مأرب قاب قوسين أو أدنى من السقوط ،هناك تمهيد لهذه الهزيمة وفق حالة انتقام وعبث مارسها النائب علي محسن مع القيادات التابعة له في المدينة، وكذلك تواطو من حزب الاصلاح من خلال كونه الحاكم الفعلي لمأرب والذي تركها وحيده بعد ان أوجد جيش شكلي ،من دون الوية حقيقية وقيادات ذات كفاءة لمجرد السطو على الامكانيات المالية الضخمة. “
استغلال سياسي
وحيد عبد الله عثمان “محامي” تطرق إلى عملية افراغ مأرب من القوة لتكون مساحة سهلة للهجمات الحوثية، التي زادت وصارت كبيرة في الوقت نفسه، اذ أدرك الحوثيين عدم وجود أي قوة فعالية تواجه مشروعهم وتقف امام تصعيدهم .
وأتهم جهات منها حزب الاصلاح الموالي للاخوان المسلمين بخذلان مأرب وتركها، لتكون ضحية من ضحايا الاستغلال السياسي .
وأرجع محاولة ما يعتمل في مأرب في هذا التوقيت لغرض التضحية بها، لاعتبارات ترتبط بواقع التحالفات والخطط، التي سعى الحوثيين والاصلاح لتبنيها وفق عوامل مشتركة عديدة، في ظل ادراك الجماعات انهما صارتا تمثلان نقطة الصراع، ولعلها أكثر القوى استفادة من الحرب طوال السنوات الماضية.
وقال وحيد لـ”يمن الغد”: حزب الاصلاح لعب دور سلبي في المدينة، من خلال اعتماده على تحالفاته السياسية مع تنظيمات أخرى دون أن يكون لها واقع التأثير، وكان المسألة تمتد لتكون فقط شرعنة وغطاء للتدمير والفساد، الذي تحقق في عهد الاصلاح وأكتوت به مدينة مأرب. “
وأضاف أن سقوط مأرب سيمثل ضربة قاسية على مجرى المعركة برمتها! لتكون المعركة بعدها قد حسمت وتمكن الحوثي من انتزاع انتصار سيفتح له مجال اخر لتنفيذ معاركه بسهولة، دون أي جهد لان هناك طرف يعمل من داخل الطرف المتحالف معه له هو من يخدمه ويعزز حضوره وهذا الطرف هو حزب الاصلاح ، وهناك اجندة ترتبط بانكشافه وعدم الثقة به من قبل العديد من الدول واحتراق شعبيته لدى اليمنيين.
منظومة فاشلة
محمد الحربي احد القيادات الناصرية في تعز، وصف مايحدث في مأرب بأنه تصفية حسابات .
وقال ” عندما تترك مديرية العبدية معقل قبيلة مراد الأبية ٢٥ يوم محاصرة، وكل الجبهات في سكون تام في الكسارة والمشجح وشبوة وبقية المحافظات، لم يكن ذلك سوى تصفية حسابات وهمية”.
وقال الحربي لـ”يمن الغد”: أن الاطراف المسيطرة على قرار الشرعية، أرادوا كسر شموخ قبيلة مراد الأبية، لكنهم بالعكس اعطوها مساحة لتثبت صمودها الاسطوري وشجاعتها .
لكن الصحفي محمد سعيد الشرعبي سخر من مسمى جيش تشكل في حضن الشرعية، والذي كان محدد في كشوفات المرتبات ونهب المكرمات ،ومنصات التواصل الإجتماعي فقط.
وأضاف أن من يحارب في مأرب هم رجال قبائل، وهؤلاء يحترفون كتابة النهايات ،حين يتطلب الأمر منهم الخروج بماء الوجه، والحفاظ على الأرواح.
عبدالوهاب بحيبح أحد الكتاب والناشطين في محافظة مأرب، أعتبر احتكار السيطرة على الشرعية ومصادرة القرار من قبل طرف بعينه ” ويقصد حزب الاصلاح” والدور الذي لعبه في محاربة فصيل فاعل ،في التحالف كان له دور كبير في تحرير السد والبلق، وصرواح ونهم وغيرها.
وأرجع بحييح الاصطفاف خلف مشاريع دول إقليمية، ومصادرة القرار العسكري من قبل منظومة الجنرال علي محسن، سبب في قدرة الحوثيين في الوصول لمأرب ومحاصرتها.
وقال “أبناء مأرب ليس لهم من الأمر شيء ،بل ضحايا لهؤلاء الفشلة ولن يصلح الوضع إلا بابعاد هذه المنظومة الحالية، وإعادة بناء التحالفات على أسس وطنية جامعة، عمودها الكفاءة والنزاهة وتتواجد على أرض اليمن”.