مقالات

هل يمكن إنقاذ مأرب؟

استغرب حالة الصمت التي تسود الشرعية والمتحالفين معها بالمصالح عما حدث في شبوة من عملية مريبة لتسليم ثلاث مديريات للحوثي، ثم السكوت عما حدث في مأرب جراء هذا التسليم؟
أعرف ان الشرعية تحولت لشركة استثمار خاصة، وأن محافظ شبوة “بن عديو” تاجر يجيد توقيع عقود تأجير الموانئ، وكل همه شركات النفط، والعمل كخادم مطيع لرجال أعمال مثل أحمد العيسي الذي سلمه ميناء قنا، وانجال هادي الذين يتسلمون عائدات النفط تحت مبرر موازنات لألوية الحماية الرئاسية.
لم يكن ما حدث في شبوة خيانة لمأرب وشبوة فقط، بل للجمهورية واليمن، وليس من خيار أمام هذه الخيانة سوى إعادة إصلاح الشرعية، والتخلص من محافظ أصبح نكاية بالإنتقالي مستعدًا لفتح الباب للحوثيين للدخول إلى الجنوب، والتضحية بدماء رجال قبائل ومقاتلين عسكريين يذودون عن الجمهورية في مأرب.
ادعاء الوطنية الزائفة سهلة على “بن عديو” الذي اعتبر معركته في حقول نفط بلحاف، وعندما تلاشت مبرراته وأصبحت تحت يده راح يقدم للحوثي عسيلان والعين وبيحان، ويعود بعد مشهد ساخر إلى عتق ليعقد اجتماع قبلي كشف له كم لم يعد مقبولاً، وكيف فكك مجتمع شبوة وخلق فيه الصراعات والاحقاد .
ما حدث في شبوة هو خيانة لمأرب لكن الايدلوجيين يرفضون الاعتراف بذلك، وخيانة للجمهورية لكن هناك يتلذذ بتشوية المعركة وتعقيدها أمام السعودية.
ماحدث يحتاج لإيجاد إدارة جديدة قادرة على حمل البندقية ضد الحوثي، واستعادة ما تمت خسارته، وفك الحصار عن مأرب وحماية المناطق المحررة عمومًا.
لكن من يقنع رئيس في حالة موت سريري، ومن يقنع شرعية يتكسب رجالها بالحرب ويعتاش على وهنها رجال الفاسدون.
لتكن معركة اليمنيين واحدة ضد الحوثي، وليكن التقييم والنقد متحرر من الانتماءات ، ما لم فإن الحوثي يتسلل من نافذة التعصب والمكايدة، ويغتال الجمهورية من باب السكوت والتشفي.
إن آلاف من النازحين في العبدية ومن السكان يتعرضون للتنكيل، وقد باتت البوابة الغربية لمأرب مكشوفة بسبب ما حدث من خيانة في شبوة، وهي مشاهد تتكرر غالبًا لكنها لا تجد من يحاسب فاعلها، أو من يوقف خيانات من قاموا بها.
ومثلما كان مشهد الانسحاب من نهم وحتى تسليم الجوف خيانة مكتملة الأركان، يعد ما حدث في شبوة خيانة إضافية لليمن والتحالف، وليس لمأرب وشبوة فقط.
من يوقف هذا العبث ومن يحاسب من ارتكبوا الخيانات وخانوا قسم الجمهورية؟.
كل المشاهد تكشف أن هناك من يناور ضد السعودية تحديدًا، ويرسل لها الرسائل الابتزازية، وهي معروفة المصدر، إذ أنه كلما اقترب الحديث عن حل سياسي يكون ضمن بنوده اصلاحات في الشرعية وتغيير نائب الرئيس هب الفاسدون وتجار الحرب للانتقام، وفتح أبواب للجحيم.
لماذا يصرون على تشتيت الأنظار عن المعركة الرئيسية إلى معارك جانبية في سقطرى والمهرة وعدن وغيرها من المدن المحررة .
على التحالف أن يتخذ موقفًا تجاه ما يحدث لأن الانتظار لمدمني الخيانة لاستعادة الدولة نوع من الوهم ويحفر ألغام ومطبات في طريق الأمن القومي للسعودية والمنطقة.

*تغريدات جمعها محرر “يمن الغد” من صفحة الكاتب على تويتر

زر الذهاب إلى الأعلى