اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالإقتصاد والمالالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

اليمن.. موظفون عالقون بالالتزامات أمام مرتبات ضئيلة ومنقطعة

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

يضطر الموظفون في القطاع العام في اليمن للتأقلم مع مرتباتهم المتدنية، بشكل أثر عليهم ووضعهم أمام أسوأ الفترات التي يمرون بها في ظل انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

كارثة بتساهل حكومي

الموظفون يتهمون الحكومة بتجاهل وضعهم، وخلق العديد من الأزمات التي تضاعفت واصبحت تهدد استقرار معيشتهم.
كان الراتب رغم انخفاضه يشكل أهم الوسائل التي صار يعتمد عليها الموظف للايفاء ببعض الالتزامات، لكن مع واقع الحرب وانعكاساته على اليمنيين لم يعد الراتب يحمل أي أهمية، أو لم يعد يحقق للموظف الاكتفاء للايفاء بالالتزامات بما يحمله من تدني وانخفاض في ظل ظروف صعبة باتت تهدد حياته وحياة أولاده وأسرته.
مطهر عثمان العريقي موظف في التأمينات يقول لـ”يمن الغد”: أن الرواتب لم تعد تكفي ،وأن حالة الموظف مع هذه الرواتب المتدنية فالراتب لم يعد يحقق لهم أبسط متطلباته .
ويعتبر مطهر أن بقاء الرواتب في المستوى المتدني، حالة كارثة وجريمة في ظل غياب أي دور حكومي لدراسة ومعالجة ظروف الموظفين المدنيين في مختلف الوزارات والقطاعات الحكومية.
وينظر مطهر الى واقع الحرب ووجود حكومات شكلية، ترتبط بإجندة محددة ووظيفة تقتصر على مهام بعيدة عن مشاكل الناس ، دون أن تكون هناك خيارات حكومية لانقاذ الموظفين، جعل الموظف يتحمل اقسى النتائج مع غياب المعالجات والحلول.
وقال ” الراتب لم يعد يكفي لكي يطعم الموظف أولاده، ولم يعد الراتب كافيا لدفع ايجار المنزل للموظف ،حيث ارتفعت ايجار المساكن إلى الضعف ووصل ايجار المنازل إلى 80 ألف بينما راتب الموظف 50 ألف ، و مع ارتفاع اسعار السلع الاساسية أصبح الموظف يعيش حالة غياب الاستقرار النفسي والاجتماعي والمالي، لانه يحاول ايجاد حلول مع كل هذه الازمات فيما الحكومة تخلت عن مهامها ومسؤلياتها”.

تدني الدخل

يرتبط الموظف بظروف متعددة جائت مع انعكاس حالة الحرب المستمرة منذ سبع سنوات ،والتي خلقت فجوة كبيرة بين ما يحتاجه الموظف وبين ماصار يعرف بضعف ومحدودية الراتب، وهذا جعل الموظف يفقد القدرة في تحقيق حاجاته ومتطلباته الذاتية والاسرية ، خاصة مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية وما تسببته الحرب من تدمير لواقع الاقتصاد وتدمير امكانيات البلد.
ضعفت القوة الشرائية المرتبطة بالراتب امام التحولات المتعددة التي جعلت من العملة الوطنية شبة ضعيفة، أمام العملات الاجنبية وهذا مافرض نوع من الانخفاض الكبير لقيمة الريال اليمني ليكون في أدنى مستويات، ويخسر مايقارب 400% من قيمته في ظل انعدام معطيات التنمية في اليمن وغياب تصدير النفط والمنتجات المحلية وتوسع الفساد ،فيما تذهب ايرادات المحافظات لصالح اطراف عسكرية ومحلية والمليشيات والتي أصبحت تمارس حالة من النهب، للمليارات لصالح سيطرتها وقياداتها على مساحة كبيرة من البلاد.
ومع زيادة التضخم وطبع المزيد من الاوراق النقدية من دون وجود اي غطاء، وانقسام البنك المركزي بين صنعاء وعدن ومحاولات قوى متعددة، لايجاد نوع من السيطرة على حالة التوظيف في واقعها ووفق مصالحها وسياستها، ذلك جعل الكثير من الموظفين يتهمون قوى متعددة بالسعي لحالة من التبديل والتغير لصالح وجودها السياسي ،في التوظيف ووفق حالة السيطرة والتوظيف السياسي والمناطقي الذي تمارسه ،وهذا يعني تبديل أو حرمان الموظفين من مرتباتهم، ويظل بقاء الراتب منخفض وفي ادنى قيمة له في ظل زيادة التوظيف لصالح قوى الحرب، اذ يضاعف مشاكل الموظف فيعجز عن تحقيق متطلبات حياته اليومية.
يقول عبد الواحد مكرد “محامي ” لـ”يمن الغد” : أن حرمان الموظفين من العيش الكريم، جريمة و انتهاك تقوم به الحكومة .لانها لم تتخذ اجراءات حقيقية لحماية الموظف الذي لديه اسرة واطفال من الظروف القاهرة التي تهدده.
ويحمل مكرد المسؤولية المباشرة على الحكومة، والرئيس عبد ربه هادي لترك الموظفين ليكونوا عرضة للوضع المزري في نطاق واقع سيئ يمثل تهديد لهم ولإسرهم.
وهذا حسب رأيه يمثل في كل الاحوال حالة من التجاوز للدستور والقانون ،حول الظروف والابعاد التي تحيط بالموظفين جراء مدى التأثير الذي يحدث لهم، مشيرا الى ان الرئيس والحكومة هما من يقومان بهذه الجريمة التي تمثل حالة قتل لواقع الآلاف من الموظفين، في ظل عاجزهم في توفير حاجاتهم الغذائية ومتطلبات أسرهم.

اذلال الموظفين

محمد هاشم الصلوي “مدرس ” تناول تأثير انخفاض المرتب اذ أصبح الموظف غير قادر على تحقيق ابسط احتياجاته مع الارتفاع الكبير للاسعار.
وقال محمد لـ”يمن الغد”: ان تدني الراتب جعل الموظف، يذوق مرارة الحياة فهو يمارس حياته مثقل بالهموم، والديون وليس بمقدورة اسعاد عائلته.
وأضاف “الحكومة معزولة عن الناس ،هناك موظفين مرتباتهم متدنية ومنخفضة ولم يتم معالجة وضعهم ،ومع تدني الرواتب وزيادة الاسعار فمن المستحيل أن يعيش الموظف، في القطاع المدني في ظل عيش كريم “
وقال أن اسعار القمح والدقيق ارتفعت، خمسة اضعاف ماكانت عليه وكذلك سعر السكر والدقيق الابيض والزيت والارز ،كل شيئ زاد سعره بشكل صار فبه الراتب لايغطي ابسط متطلبات الموظفين، التي صار من الصعب توفيرها في ظل تقهقر العملة، ومضاربة مراكز الصرفة والذي أثر على ظروف اليمنيين في معيشتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى