اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةعربيمحليات

اليمن.. نشاط غربي على خط الرياض قبيل استئناف المفاوضات مع طهران

اقرأ في هذا المقال
  • تبدي المجموعة الدولية المعنية بالاتفاق النووي مع إيران حرصا على تبديد هواجس المملكة العربية السعودية من العودة إلى الاتفاق بنسخته القديمة، لكن دون أن يصل الأمر إلى تعهدات حيث تدرك المجموعة أنه سيكون من الصعب الإيفاء بها.

شهدت المملكة العربية السعودية مؤخرا زخما دبلوماسيا لافتا، حيث استقبلت عددا من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، وذلك قبيل بحث الولايات المتحدة ومجموعة “إي 3” الجمعة في سبل استئناف التفاوض بشأن ملف إيران النووي.
وتبدي الدول الغربية اهتماما بإقناع السعودية ودول المنطقة بأهمية التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني في ظل وجود تحفظات من المملكة وغيرها من الدول بشأن عدم تضمين الاتفاق بنودا تلزم طهران بوقف تهديداتها الأخرى في المنطقة، من قبيل دعم الميليشيات وتحجيم ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
ووصف منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية مع إيران إنريكي مورا الجمعة زيارته إلى الرياض بـ”المثمرة للغاية”. وأضاف مورا عبر حسابه على تويتر أن زيارته تناولت علاقات الاتحاد الأوروبي مع السعودية وتوجه الاتحاد حيال منطقة الخليج بعد اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية جرى الاثنين الماضي بجانب الاتفاق النووي الإيراني.
وكانت السعودية ذكرت الخميس أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ناقش مع مورا التطورات والمستجدات حول محادثات البرنامج النووي الإيراني، والجهود الدولية الرامية إلى ضمان “عدم انتهاك” طهران للاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن.
وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” فقد جرى خلال اللقاء التطرق إلى أهمية تعزيز العمل المشترك لوقف الدعم الإيراني للأنشطة الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ولا تخفي السعودية قلقها من أنشطة الميليشيات الموالية لإيران المزعزعة لاستقرار أمنها القومي، لاسيما جماعة الحوثيين التي كثفت في الآونة الأخيرة من استهدافها للأراضي السعودية في غمرة تصعيدها في اليمن وخاصة في محافظة مأرب الاستراتيجية.
وقد بدأت الرياض منذ أشهر مسارا تفاوضيا مع طهران كانت آخر جولاته في سبتمبر الماضي، وتأمل من خلاله الرياض في تبريد ساحات المواجهة مع إيران وخاصة في اليمن، بيد أن هذا المسار لم يحقق اختراقات عملية باستثناء حديث متكرر عن أجواء “إيجابية وودية”.
ويرى متابعون أن التحركات الغربية تجاه السعودية هي محاولة ترضية، دون أي تعهدات حقيقية بأن يتضمن الاتفاق بنودا تلجم عمليا التدخلات الإيرانية.
وسبق زيارة المسؤول الأوروبي إلى الرياض بساعات قليلة قيام المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي بزيارة إلى المملكة التقى خلالها بوزير الخارجية السعودي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الجانبين بحثا تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لانتهاكات إيران للاتفاقات والمعاهدات الدولية. كما بحثا تعزيز العمل المشترك لوقف الدعم الإيراني للميليشيات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط.
والجمعة الماضي حذر وزير الخارجية السعودي من أن إيران تسرع من أنشطتها النووية، وتُدخل المنطقة في مرحلة بالغة الخطورة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة إن المحادثات بين السعودية وإيران كانت ودية، إلا أنها لم تحقق تقدما ملموسا.
ويقول مراقبون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومعها المجموعة الأوروبية مصرتان على المضي قدما في إنقاذ الاتفاق المبرم مع إيران في فيينا في العام 2015 بغض النظر عن الفجوات التي يحملها، وأن قناعة سعودية بدأت تترسخ بضرورة التعاطي مع هذا الواقع، ومن هذا المنطلق حرصت الرياض على فتح قنوات تواصل مع طهران.
ويشير المراقبون إلى أن إيران لا تلاقي هذا الحرص الغربي في المنتصف وهو ما يظهر من خلال تهربها من الالتزام بموعد محدد لاستئناف عملية التفاوض التي توقفت منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران في يونيو الماضي.
والتقى المبعوث الأميركي الخاص لإيران الجمعة بدبلوماسيين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث التي لا تزال منخرطة في الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، لبحث سبل استئناف المفاوضات مع طهران.
وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) إلى اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه. وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه.
وأجرت الأطراف المعنية ست جولات من المباحثات بين أبريل ويونيو، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها. وعلى مدى الأسابيع الماضية صرحت إيران مرارا بأنها تعتزم العودة “قريبا” إلى المباحثات بيد أنها ترفض الحديث عن موعد معين.
وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الثلاثاء عن قلقه لعدم تمكّنه من لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، خلافاً لما نصّ عليه اتّفاق أبرم في الثاني عشر من سبتمبر بين الوكالة الدولية والجمهورية الإسلامية. ويومها توصّلت الوكالة إلى اتفاق مع طهران على حلّ وسط جديد بشأن مراقبة البرنامج النووي الإيراني، ما أحيا الأمل بإمكانية استئناف محادثات فيينا.

زر الذهاب إلى الأعلى