حشدت قناة “الجزيرة” عددا كبيرا من شهود الزور في برنامج موجه، أعده معد برامج استقصائية يفتقر لأدنى معايير العمل المهني بل والإعلامي.
وأرادت القناة في تحقيقها المزعوم استهداف دولة الإمارات، ودورها الإنساني في جزيرة سقطرى من خلال استضافت مجموعة من النشطاء المنتمين لتنظيم الإخوان وبرلماني ومسؤول يمني، وأسماء سقطرية أخرى .
أحد هؤلاء كان “علي المعمري” عضو البرلمان الموالي للإخوان، والذي يعمل مع فريق حمود المخلافي قائد مليشيات الإخوان في تعز، والمعمري هو ضيف الحلقة السابقة من برنامج “متحري” الجزيرة والذي خصص لاستهداف دور التحالف العربي، والإمارات في الساحل الغربي بعنوان “الطريق إلى الساحل”.
المعمري ضيف دائم على الجزيرة في كل مرة تحاول فيها استهداف الإمارات والتحالف العربي، حيث لا يرفض أي ظهور على الجزيرة لنضح ما تمليه عليه مطابخ الإخوان وإملاءاتهم عليه.
من كثير بدون معنى ساقه المعمري في حديثه قال جملة طريفة تدل على أنه ليس سوى بوق فارغ لتكرار ما يكتب له، هذه الجملة مفادها أن “الرئيس اليمني لم يطلب من التحالف المساندة ضد الحوثيين وإنما طلب من الملك سلمان بن عبدالعزيز “.
وتحدث المعمري كذلك عن وجود قواعد عسكرية إماراتية في جزيرة سقطرى، ومعسكرات وقوات إماراتية وهي افتراءات لم تستطع القناة إثباتها غير أن محافظ سقطرى الإخواني المحسوب على ذات تيار المعمري كذب ما قاله الأخير عن تواجد عسكري إماراتي في سقطرى.
ومن ضمن ما قاله فهمي محروس محافظ سقطرى، الذي طرده أبناء الجزيرة أن القوات الموجودة من سقطرى، ومن الجنوب موالية للمجلس الانتقالي، وهذا لا يخالف القانون، وكما توجد قوات في كل المحافظات تتواجد في سقطرى كقوات محلية.
وظهر الإخواني محروس مشتتا، وهو يحاول تلفيق اتهامات إخوانية للتحالف والإمارات خلاصتها أن هذا حصل سابقا، في إشارة ليست غريبة لحملات الإخوان على التحالف والإمارات كما أنها ليست جديدة.
أبواق دائمة
الناشط الإخواني السقطري عبد الله بداهن، الذي يتجول بين تركيا والدوحة لم يجد ما يثبت به اتهاماته للإمارات ودورها الإنساني في سقطرى إلا حديثه عن مساعدات كبيرة تقدمها “مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية” و”الهلال الأحمر الإماراتي” لسكان الجزيرة، حيث صدق وهو “كذوب” بإشارته إلى الحضور الإنساني للإمارات بجانب أبناء الجزيرة.
كما أنه حين فشل في حشد معلومات تعينه على تسويق اتهاماته الزائفة ضد الإمارات ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، قال أيضا جملة طريفة وبصوت مرتفع وهي أن “الأرز الذي تقدمه الإمارات لسكان سقطرى هو عمل استخباراتي”.
ولم يغفل معد البرنامج الذي كان يوما ما مدربا في التنمية البشرية، والذي أسمته قناة الجزيرة، بالوثائقي التحقيقي أن يستقطب ضيفا دائم الحضور في حملات الإخوان ضد التحالف والإمارات وهو “مختار الرحبي” الإخواني الذي يرأس قناة المهرية التي أنشأها الإخوان خصيصا لاستهداف دول التحالف العربي .
الجزيرة قدمت الرحبي بصفته وكيلا لوزارة الإعلام اليمنية بينما في مشاركات سابقة للرحبي قدمته القناه بالسكرتير الصحفي للرئيس عبدربه منصور هادي قبل أن ينفي مكتب هادي أن يكون الرحبي سكرتيرا للرئيس.
وعادت الجزيرة لتصفه بالصحفي في الرئاسة اليمنية، وكل ما يربطه بالرئاسة هو أنه تم توظيفه مع 40 صحفيا وناشطا إخوانيا في مكتب الرئاسة حين كان الإخواني نصر طه مصطفى مديرا لمكتب هادي قبل الإنقلاب الحوثي.
لكن السؤال الأكثر إلحاحا هنا، ماذا قدم الرحبي في شهادة ضد الإمارات وما الجديد الذي سيقدمه خلال ثوان أو دقائق بظهوره ضمن ضيوف برنامج الجزيرة بينما هو يملك قناة تلفزيونية تشتغل ليل نهار ضد التحالف العربي .
التواجد والبناء
وفي برنامج الجزيرة حول سقطرى شارك سفير اليمن في اليونسكو الدكتور “محمد جميح” وكانت ردوده في سياق قيود قوانين اليونسكو على التواجد العسكري في مناطق التراث العالمي ومنها سقطرى غير أن محافظ سقطرى سبقه إلى تأكيد عدم وجود أي قوات عسكرية للإمارات في الجزيرة وهو ما سبق وأعلنت عنه دولة الإمارات رسميا لتحل قوات سعودية بدلا عن الوجود الإماراتي السابق الذي كان تمثيلا رمزيا للتحالف فقط.
ومن ضمن افتراءات الجزيرة وبرنامجها الذي أعده القيادي الإخواني المقيم في قطر “جمال المليكي” هو اتهام مشرف أعمال مؤسسة خليفة الإنسانية في سقطرى ببناء قصر في الجزيرة بينما أظهرت الصور خيمة صغيرة لا يوجد أدنى تأكيد أنها تتبع مواطنا إماراتيا.
وفيما كثر الحديث عن التواجد والبناء في سقطرى كونها منطقه تراث إنساني عالمي فقط كانت المباني التي أنجزتها مؤسسة خليفة والهلال الأحمر الإماراتي هي منشآت خدمية، مدارس، وحدات صحية، مراكز إنزال سمكي، مقرات مشاريع مياه ومشاريع أخرى كان منها ما هو قائم وتم تأهيله ومنه ما شيد بالكامل.
البيوت والمقرات الحكومية في الجزيرة متواجدة بشكل كبير وهذا معروف منذ أعوام طويلة أما الحديث عن عدم الاستحداث في الجزيرة فهو يخص المساحات الخاصة بمواقع التراث العالمي الإنساني والتنوع الحيوي وهي مواقع معروفة ومحددة وليس فيها أي استحداثات .
مديرة مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، ميتشليد روسكو والتي ظهرت في البرنامج ردت على سفير اليمن في اليونسكو وعلى معد البرنامج وأوضحت أن الجزيرة ليست كاملة ضمن التراث العالمي ومحظور فيها بناء مشاريع خدمية للسكان، لكن هناك 25 % من مساحة الجزيرة خارج هذا التصنيف، في رد كان كافيا لتوضيح الحقيقة ونسف كل ما حاول معد البرنامج وضيوفه وقناته ترويجه ضد الإمارات ودورها الإنساني في الجزيرة.
أدلة واهية
وتضمن الفلم المزعوم “أطماع مبكرة” مقطع مصور اعتبره معد ما يسمي بالفيلم الوثائقي حصريا واختراقا مهما، حيث ظهر مواطن خليجي يتحدث لعدد من سكان الجزيرة عن آلة حفر ارتوازية ضخمة تعمل لاستخراج مياه الشرب لسكان الجزيرة ويخاطب السقطريين بالترحيب بأي مشروع أو عمل خير يصل إليهم ويحافظون على أدوات المشاريع كونها بالإيجار ومكلفة.
هذا المقطع المصور اعتبره معد البرنامج أحد الأدلة على تواجد المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية في سقطرى وهذا جهد يشكر السقطريون عليه دولة الإمارات وقيادتها كما ظهر أحد السكان وهو يشيد بهذا الدور بينما حاول المصور استنطاقه لانتقاد الإمارات لكنه كان الرد إيجابيا ومعبرا عن مواقف أبناء الجزيرة .
برنامج الجزيرة ورغم الجهد المبذول للخروج بمنتج تلفزيوني يهاجم الإمارات وكيف تواجدت في سقطرى تحت غطاء التحالف إلا أن ما أورده البرنامج ذاته نسف في الدقائق الأولى كل التوظيف السياسي والإعلامي للجانب الإنساني من أجل النيل من التحالف والإمارات بشكل خاص.
وأورد البرنامج وثيقة قديمة مضى عليها أكثر من عشرة أعوام توضح أن النشاط الإنساني للإمارات في سقطرى لم يقترن بوجود التحالف ولم يستغل التحالف كغطاء كما حاول البرنامج تسويقه وإنما هذا الحضور قديم وكان بمباركة الحكومة اليمنية سابقا وبمشاركة أيضا من الهلال الأحمر اليمني وهو ما يدحض وبالوثائق كل اتهامات الإخوان وحملاتهم الزائفة.