شبوة.. ضبابية السيناريو المقبل والمعادلة الأكثر خطراً
يمن الغد/ تقرير – خاص
تترنح محافظة شبوة جنوب اليمن، تحت مؤامرة تختمر وأجندات وضعتها أمام السيناريو الأكثر ضبابية بين اكتفاء المليشيات الحوثية بالوجود عسكريًا على أطراف المحافظة أم ام اكمال المليشيا توغلها صوب قلب المحافظة الغنية بالنفط في ظل تفاهم اخواني- حوثي على إثره شرعت القوات الموالية لحزب الاصلاح بتنفيذ مخطط تحت وهم معادلة القواسم المشتركة بين الجماعتين فيما تشير المعطيات إلى أن الحوثيين الطرف الرابح في هذه المعادلة.
- نهب العلم
لم تستبعد مصادر عسكرية تحدثت مع محرر “يمن الغد”، تمكن الحوثيين بسهولة من التوغل في قلب شبوة في ظل التواطؤ الإخواني، حيث أن النقاط العسكرية المنتشرة هناك، تابعة للقوات الموالية لخزب الإصلاح الإخواني والتي تنسِّق في الأساس مع الحوثيين، وبالتالي فإنّ توغل المليشيات الحوثية سيكون سريعًا ولن يكون مرهقًا على صعيد المواجهات مرورًا بهذه النقاط، لا سيّما أن مرخة المديرية التي لا تبعد كثيرًا عن مدينة عتق، قلب المحافظة.
وفي الغضون أقدمت القوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح الإخواني أمس السبت على نهب معسكر العلم بمحافظة شبوة، بعد يوم واحد من اجتياح القوات للمعسكر التابع للنخبة الشبوانية.
وقامت الميليشيا بنهب المكيفات ودراجات نارية وبراميل مياه وحمامات متنقلة ومولدات كهربائية وغيرها على متن أطقم عسكرية.
وقال مواطنون، إن الأطقم التي نهبت المعسكر مرت من نقاط تفتيش تابعة للقوات الحكومية دون اعتراض.
وكانت القوات الموالية للاصلاح شنت قصفا عنيفا على معسكر العلم فجر يوم الجمعة الماضي ما اضطر قوات النخبة للانسحاب منه.
- الإنسحاب من مرخة
ووفق مصادر يمن الغد، انسحبت قوات عسكرية خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح في محافظة شبوة، الاربعاء الماضي من إحدى مناطق مديرية مرخة باتجاه مدينة عتق، مركز المحافظة.
وذكرت، المصادر بأن قوة عسكرية وصلت مدينة عتق، مساء الأربعاء، قادمة من منطقة خورة التي ظلت متمركزة فيها لسنوات.
وأشارت، إلى أن انسحاب قوات “الإصلاح” من عقبة خورة، جاء تزامناً مع حشد مليشيا الحوثي في مديريات بيحان، ومساعيها الهادفة للتمدد أكثر في المحافظة.
إلى ذلك كشف ناشطون، عن قيام الأجهزة الأمنية في شبوة بنقل السجناء من معسكر الشهداء الواقع في مفرق الصعيد إلى العاصمة عتق، في خطوة مشابهة لنقل السجناء من بيحان قبل سقوطها في أيدي مليشيا الحوثي الانقلابية، دون قتال في 21 من الشهر الماضي.
وبعد يوم واحد من سقوط مديريات بيحان (بيحان، عين، عسيلان) في أيدي الحوثيين تواصل مليشيات الحوثي التقدم في مديرية مرخة العليا، دون مقاومة من القوات الإخوانية.
- انشقاقات
وتتواصل انشقاقات الضباط والعسكريين في صفوف قوات الشرعية، التي يسيطر عليها ويتحكم بقراراتها السياسية والعسكرية حزب الإصلاح.
وخرج عدد من العسكريين الجنوبيين خلال الايام الماضية لأول مرة يحثون على انقاذ شبوة واحباط مؤامرة الاخوان.
وحذروا من بقاء قرار شبوة السياسي والأمني والعسكري تحت سيطرة ميليشيا الإخوان .
وظهر قائد كتيبة “سلمان الحزم” بمحور عتق العسكري في تسجيل مرئي متهما خوب الاصلاح بالتمهيد لاجتياح جماعة الحوثي لمديريات بيحان الثلاث التي سقطت بيد مليشيا الجماعة في 21 سبتمبر الماضي دون مقاومة تذكر من قبل القوات الموالية للإصلاح.
وأعلن ضابط آخر في قيادة محور عتق العسكري انشقاقه عن قوات الشرعية، متهماً حزب الإصلاح وقيادات عسكرية في الشرعية بالتسبب في الكثير من الهزائم التي منيت بها قوات هادي الموالية لحزب الاصلاح الإخواني.
وظهر العميد “ناصر علوي النسي” مدير مكتب قائد محور عتق واللواء ٣٠ مشاة، -في مقطع فيديو- معلناً انشقاقه عن الشرعية، ومتهماً سلطة شبوة -التي وصفها بالإخوانية- بالتآمر على المحافظة والتحالف.
وأكد النسي -في المقطع الذي تم تداوله في وسائط التواصل الاجتماعي- أن لديه معلومات مؤكدة وموثقة تثبت تواطؤ وتآمر سلطات شبوة المدنية والعسكرية على المحافظة، في إشارة صريحة للمحافظ “محمد بن عديو” وقيادات الإصلاح.
ويأتي إعلان العميد “النسي” بعد يوم واحد من انشقاق عدد من ضباط محور عتق، بينهم العميد ” طاهر صالح حسين قنبوع”، الذي طالب بالتحقيق مع قيادة قوات هادي في محافظة شبوة، وإقالة السلطة المحلية بقيادة ” بن عديو، الموالي للإصلاح.
ودعا أركان حرب محور عتق واللواء ٣٠ مشاه، العقيد الركن علي عمر الحاتلة، الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بسرعة إنقاذ شبوة من العبث مما يخطط لها بعد تسليم مديريات بيحان الثلاث لميليشيا الحوثي الإنقلابية من قبل سلطة شبوة الإخوانية .
واكد الحاتلة في تسجيل مرئي جديد، جاهزية المحور للتحرك من أجل إنقاذ هذه المحافظة من عبث الإخوان قبل أن “يقع الفأس بالرأس”.
من جهته كشف العقيد عبدالكريم العياشي قائد الكتيبة السادسة في اللواء 19 مشاه وأحد القادة المشاركين في تحرير بيحان 2017، ان ال عياش و ال اسلم وال عمر تعرضوا لطعنة غادرة من قبل سلطة الاخوان في شبوة التي سلمت مناطقهم للحوثيين.
وأكد في تسحيل مرئي له ان الاخوان يستنزفون المملكة ويسعون لتسليم شبوة كاملة للحوثي.
مدير مكتب قائد محور عتق واللواء 30 مشاة، العميد الركن ناصر علوي النسي، هو الاخر أكد أن خيانة قيادة الإصلاح المدنية والعسكرية وتسليم مديريات في شبوة للحوثيين موثقة.
وأشار في تسجيل مرئي الى أن سقوط مديريات بيحان الثلاث تم خلال فترة زمنية قصيرة جدا ودون أي مقاومة تذكر.
وكان قائد اللواء 19 مشاة بيحان سابقا، العميد ركن علي صالح الكليبي، كشف في تسجيل مرئي، الخميس الفائت، أن ما جرى في شبوة ضمن مخططات الإخوان ضد التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن تسليم مديريات بيحان لمليشيا الحوثي جاء بعد إضعاف الوحدات العسكرية القوية والتخلص من القيادات العسكرية الصادقة.
وأضاف: ”سقوط المديريات دون إطلاق أي رصاصة، لم يكن نتيجة هزيمة عسكرية، بل كان ناتجاً عن قرار سياسي من حزب الإصلاح.
وتتزامن الانشقاقات العسكرية مع تصعيد شعبي في محافظة شبوة، ومطالبات بإسقاط السلطة المحلية جراء تورطها في نهب إيرادات المحافظة، وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية في المحافظة النفطية.
- إقالة بن عديو
وتشهد المحافظة -منذ منتصف سبتمبر الماضي- تظاهرات منددة بالانتهاكات التي تمارسها قوات هادي بحق المناهضين لسياستها، واستمرار نهب إيرادات المحافظة النفطية، وتدهور الوضع الخدمي والاقتصادي والمعيشي غير المسبوق، غير أن قوات الأمن الخاصة قابلت تلك التظاهرات بالقمع وإطلاق الرصاص الحي، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، فضلاً عن حملة اعتقالات طالت المشاركين بينهم قيادات وشخصيات اجتماعية وسياسية موالية للانتقالي ومعارضة لسلطة “بن عديو” التي تصفها بـ”الإخوانية”.
ونفذ أبناء مديريات حبان ونصاب وجردان والروضة المحيطة بمدينة عتق مركز سلطات حزب الإصلاح، -خلال الأيام الماضية- اعتصامات للمطالبة بإقالة المحافظ “بن عديو”، متهمين إياه بالفساد ونهب المال العام، غير أنها قوبلت بالقمع من قوات الأمن التي هاجمت مخيمات المعتصمين.