قوات التحالف تبدأ مغادرة منشأة بلحاف ومجلس الأمن يحذر من خطر يهدد الجنوب نتيجة إعادة انتشار قوات الإصلاح في شبوة

أفادت مصادر عسكرية، في محافظة شبوة، إن قوات التحالف العربي، بدأت اليوم الثلاثاء، مغادرة منشأة بلحاف في محافظة شبوة.
وقالت المصادر، إن قوات إماراتية وسعودية برفقة مصفحات عسكرية غادرت منشأة تصدير الغاز المسال في منطقة بلحاف كأخر تواجد لها في المحافظة، بتجاه منطقة العبر ومن ثم منطقة الوديعة الحدودية.
والثلاثاء الماضي غادرت قوات إماراتية من قاعدة العلم العسكرية تبعتها القوات السعودية أمس الاثنين بمغادرة مطار عتق، الى منطقة الوديعة شمالي حضرموت.
وجاءت مغادرة قوات التحالف محافظة شبوة بعد أسابيع من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على مديريات بيحان دون قتال، في ظل انسحاب القوات الحكومية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح من مناطق المواجهات إلى عمق مناطق مدينة عتق مركز المحافظة.
وفي السياق سلط مركز تحليلات دول الخليج في واشنطن، الضوء على المكاسب الميدانية الأخيرة لمليشيا الحوثي، في محافظات البيضاء، شبوة ومأرب، ودور القوات التابعة لحزب الإصلاح، في تمكين الحوثي من السيطرة على مناطق بيحان عبر انسحابها باتجاه مدينة عتق.
وقال المعهد، في تحليل أعده فيرناندو كارفاخال -الذي عمل خبيرا في فريق خبراء اليمن التابع لمجلس الأمن من أبريل 2017 إلى مارس 2019– إن الاستقرار في المحافظات الجنوبية بات مهددا الآن نتيجة إعادة انتشار القوات الحكومية في شبوة في محاولة لتوطين مركز جديد لقوات الإصلاح خاصة في ظل الأنباء المتواترة عن سقوط مدينة مأرب الوشيك في قبضة الحوثيين.
وأضاف كارفاخال أن: “حزب الإصلاح عمل جاهدا على حماية مجال نفوذه في شبوة خلال السنوات الست الماضية من الحرب. واستغل مسؤولو حزب الإصلاح، بدعم من محافظ شبوة، المحسوبية واستغلال الحوافز المالية أو الوظائف، وتوزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من الحليفين قطر وتركيا”.
وأشار التحليل إلى أن الإصلاح وسع نفوذه مستغلا الخسائر الكبيرة في صفوف قوات القبائل والقوات الحكومية في المعارك ضد الحوثيين، فيما تتحمل أبين وعدن ولحج العبء الأكبر من تهديدات الحوثيين.
ورأى أن تمركز القوات الموالية للإصلاح حول عتق قد يؤدي إلى توظيف هؤلاء الجنود لمواجهة الاحتجاجات السياسية ضد الإصلاح ومحافظ شبوة المؤيد للإصلاح محمد صالح بن عديو من قبل المدنيين في جميع أنحاء المحافظة.
وقال إن “الجنوبيين يتهمون القوات الحكومية بتخليها عن مواقعها في البيضاء وبيحان وإعادة انتشارها في وسط شبوة”. فيما يتساءل آخرون ببساطة عن سبب “خسارة القوات الحكومية الكثير من الأرض في مواجهة الحوثيين رغم الدعم السخي من التحالف العربي”.
وأضاف: “بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فإن السقوط الوشيك لمدينة مأرب بيد قوات الحوثيين هو سبب رئيس لتدهور الأمن في مناطق مثل شبوة. ويمثل سقوط مدينة مأرب خسارة كبيرة لحزب الإصلاح كونها كانت الملاذ الرئيس للحزب منذ طرده الحوثيون من صنعاء في سبتمبر 2014.
وتابع: “ظهرت أهمية مأرب منذ تعيين علي محسن نائبا للرئيس في أبريل 2016، حيث جعل المدينة مركز ثقل بالنسبة له وقاعدة للحكومة في شمال اليمن. وشهدت المدينة الصحراوية نموا سريعا في أوائل عام 2016 باعتبارها ملاذا للمشردين داخليا الذين فروا من قبضة الحوثيين”.