حضرموت.. صدام مرتقب وبلاطجة يشعلون الغضب
يمن الغد/ تقرير ـ خاص
تشهد محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن توترا أمنيا بعد مقتل شاب في مدينة المكلا لرصاص قوات الامن قبل أيام من زفافه وبسبب الأزمات المتفاقمة التي تشهدها المحافظة.
- صدام مرتقب
تشهد مناطق وادي حضرموت -منذ أواخر أغسطس الماضي- تحركات عسكرية بعد تمركز قوات النخبة الحضرمية في “عقبة عجزر” بمديرية وادي عمد.
واستنفرت المنطقة العسكرية الأولى التابعة لهادي في وادي حضرموت، قواتها في سياق الاستعدادات والترتيبات لخوض صراع جديد في الوادي في وقت يكابد أبناء المحافظة الويلات من تدهور الخدمات وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بصورة جنونية.
وتوقع المحلل السياسي محمد قويدر ان تشهد مخافظة حضرموت صدامآ عنيفا بين الأمن والانتفاضة الشعبية المرتقبة
الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في مدينة المكلا -مطلع أغسطس الماضي- تعرضت لإطلاق رصاص من قِبل قوات الأمن وسقط فيها قتلى وجرحى من المحتجين بينهم الشابان “سالم بقشان” و”عبدالعزيز محمد مفتاح راشد” نجل شقيق رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري “فؤاد راشد”.
- بلاطجة المكلا
وقُتل الشاب “أحمد زكي باسالم” -مساء السبت- برصاص قوة أمنية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بعد ساعات من انتشار أمنى مكثف في كافة أحياء المدينة.
وداهمت قوات أمنية السبت الماضي حي السلام في مدينة المكلا وأطلقت النار بصورة عشوائية على المواطنين ما أدى إلى مقتل باسالم.
واحتجز أهالي حي السلام الضابط “أكرم زعيزع” -رئيس التحريات في مديرية أمن المكلا- الذي كان مشاركاً في المداهمة واشترطوا تسليم قاتل الشاب “باسالم” مقابل الإفراج عن “زعيزع”.
وكشف بيان صادر عن إدارة أمن ساحل حضرموت -الثلاثاء- تعاطياً سلبياً مع الأحداث التي شهدها حي السلام والتي ادت إلى مقتل الشاب “باسالم” الذي كان يرتب لحفلة زفافه.
وأشار البيان إلى أن واقعة مقتل “باسالم” حدثت أثناء تأمين حي السلام ممن وصفتهم بـ”الخارجين على القانون”.
ويأتي بيان إدارة أمن حضرموت بالتزامن مع وقفة نظمها العشرات من المواطنين أمام بريد حي السلام بمدينة المكلا تضامناً مع أسرة الشاب “أحمد باسالم” وطالب المحتجون بضرورة ضبط القتلة وتقديمهم للعدالة.
وروى الإعلامي “مطيع بامزاحم” تفاصيل جديدة عن القتيل الشاب “أحمد زكي باسالم”.
وأوضح “بامزاحم” -في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”- أن الشاب “باسالم” تخرج قبل أسبوعين من كلية القانون وكان عرسه بعد أربعة أيام، مشيراً إلى أن أمثال “باسالم” من المواطنين البسطاء يدفعون ضريبة الانحدار المستمر لأمن المكلا.
من جانبه، أكد الناشط “أحمد محمد باعباد” أن الشاب “أحمد باسالم” خرج ليشاهد الفوضى الأمنية في الحي من قِبل من وصفهم بـ”بلاطجة المكلا” فأصابته رصاصة الموت.
وتساءل “باعباد” عن الجهة التي يعمل لصالحها أمن المكلا الذي لم يتصرف بالقانون ويستدعي من يسميهم مطلوبين أمنياً بدلاً من اقتحام الحي بمسلحين وإحداث فوضى في المدينة؟!
وجاءت الحادثة بعد ساعات من انتشار أمني مكثف لقوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية التي يقودها المحافظ “فرج البحسني” تحسُّباً لتصاعد الانتفاضة الشعبية والطلابية المنددة بارتفاع أسعار الوقود والأوضاع الاقتصادية المتردية.
ويرى محللون أن الهدف من الانتشار الأمني لقوات “البحسني” قمع تظاهرات مرتقبة في المكلا رداً على ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وتداعيات ذلك على أسعار المواصلات العامة والمواد الغذائية.
- انتشار مسلح
وتنتشر قوات امنية -منذ اواخر الشهر الماضي في شوارع مدينة المكلا بذريعة تأمين المركبات والمحلات التجارية من المحتجين على ارتفاع الأسعار.
ويرى محللون أن الهدف من الانتشار الأمني المكثف في مدينة المكلا من قِبل قوات النخبة الحضرمية التي تسيطر على مديريات الساحل، قمع تظاهرات مرتقبة رداً على ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وتداعيات ذلك على أسعار المواصلات العامة والمواد الغذائية.
يأتي ذلك بعد إعلان نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة حضرموت إيقاف العملية التعليمية، اعتباراً من الأحد 31 أكتوبر، حتى إشعار آخر؛ احتجاجاً على ارتفاع أجرة النقل.
وأكدت النقابة -في بيانها الخميس الماضي أن الجرعة النفطية الجديدة ألقت بظلالها على جميع نواحي الحياة، خاصة الاقتصادية والتعليمية، ناهيك عن الانهيار المستمر للعملة الوطنية.
واتهمت النقابة حكومة هادي بالعبث بمقدرات البلاد وتغذية الصراعات والحروب، ومضاعفة معاناة المواطنين.. معتبرة أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية وصلت إلى حد لا يحتمل الصبر والسكوت.
وتنفذ الهيئة الإدارية للنقابة الفرعية للنقل والأجرة في ساحل حضرموت، منذ الثلاثاء الماضي إضراباً كلياً عن العمل في فرزة الباصات وسيارات الأجرة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وآثارها السلبية على مستوى دخل مالكي سيارات الأجرة، فيما تسبب الإضراب بشل حركة السير والتنقل في مدن ساحل حضرموت.
وتأتي الإضرابات والاحتجاجات الغاضبة في إطار الانتفاضة الشعبية في حضرموت، جراء الجرعة الأخيرة التي أقرتها شركة النفط فرع المحافظة، حيث وصل سعر الصفيحة العشرين لتراً من البترول إلى 18000 ريال يمني، بينما وصلت الصفيحة الديزل إلى 17000 ريال يمني، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية والأمنية وانقطاع المرتبات.
- فساد منتشر
أهالي مدينة حورة بمديرية وادي العين يبذلون جهدا في الحصول على أسطوانة غاز وهم يصطفون في طوابير طويلة أمام محال بيع الغاز المنزلي.
وحمل الأهالي السلطة المحلية بقيادة محافظ حضرموت “فرج البحسني” مسؤولية استمرار أزمة الغاز المنزلي وانعدام المشتقات النفطية، متهمين إياها بالتلاعب بمخصصات المدينة والمحافظة من الغاز.
وتعيش المحافظات الغنية بالثروات النفطية أوضاعاً مأساوية.
وفي هذا الصدد يشير المحلل السياسي خالد بن طالب ليمن الغد إلى أن تلك الثروات كفيلة برفع معاناة المواطنين ليس في حضرموت فحسب، بل في كل مناطق اليمن.