الاحمر والمكايدات الإخوانية
كتب الشيخ القبلي والبرلماني عن حزب الإصلاح، حميد الاحمر، المقيم في تركيا، على صفحته في “فيس بوك” رسالة مطولة ومفتوحة وجهها للعميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية المتواجد في ارض المعركة بمناطق الساحل الغربي، تضمنت اشادة بتصريحاته، وطالب منه التحرك في جبهات الحديدة، فيما هو وبقية قيادات الاخوان يخوضون معارك العقارات في اسطنبول.
ومن الملفت ان يأتي نشر هذه الرسالة في توقيت حرج، حيث تشهد مناطق الساحل الغربي ومحافظة تعز، والعاصمة المؤقتة عدن، حراك سياسي للتقريب بين الفرقاء وتسوية الخلافات، وتوحيد الجهود للتحرك في عملية عسكرية تخفف الضغط على محافظة مارب، وهذا يضع العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من نشر الرسالة حالياً.
ويتضح من السياق الزمني والسياسي والعسكري الذي تعمد خلاله حميد الاحمر الخروج للعلن، وجود اهداف ثانوية، حيث تواكبت مع عده متغيرات، استطاع خلالها العميد طارق صالح، حصد مكاسب سياسية، وحشد زخم محلي ودولي داعم لتحركات المكتب السياسي، منها:
١- عقد تهدئة للتوترات الامنية والعسكرية والسياسية مع قيادة الشرعية في محافظة تعز.
٢- توسيع خارطة الحراك السياسي للمقاومة ليشمل جميع الفرقاء في الساحة، ابتداء من رئاسة الحكومة والانتقالي الجنوبي، والاحزاب السياسية المؤتمر والناصري والاشتراكي.
٣- مقبولية ودعم من السعودية لتحركات المقاومة الوطنية.
٤- استمرار الترتيبات والجهود العسكرية لخوض تصعيد ميداني في مواجهة جماعة الحوثي في تعز والساحل الغربي.
٥- اجبار المبعوث الأممي على الاستجابة لهذه التطورات وترتيب زيارة الى الساحل الغربي للقاء العميد طارق صالح.
تكشف جميع تلك التطورات والمتغيرات، ان المقاومة الوطنية والعميد طارق، نجحا في خلق تحولات سياسية واستعادت فاعليتها في الداخل والخارج، اقلقت جماعة الحوثي، وجناح حزب الإصلاح الموالي لقطر وتركيا. وبالتالي يصبح من الجلي ان رسالة حميد، أتت بدافع المكايدة السياسية وإرباك التحركات، ومحاولة لتسجيل حضور وضجيج اعلامي، يعتقد انه سيمنحه اهمية سياسية.
فعلى الرغم من تضمن الرسالة اشادة بالعميد طارق، قائلا: “تصريحاتك الايجابية الأخيرة والتي اكدت فيها انك مع الشرعية ومع اي جهد لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الإنقلابية ، وإني إذ أقدر لك هذه الخطوة”.
إلا انها لم تخلو من المغالطات التي اتقن التلاعب بها جميع القيادات الإخوانية، حيث يدس السم في العسل، ففي للحظة التي يعترف بمخاطر التهديد الحوثي لمارب، يطالب من طارق صالح تحريك جبهات في محافظات الشمال اليمني، يصعب على المقاومة الوطنية التصعيد العسكري فيها دون تنسيق وغطاء ومقبولية من الشرعية وسلطات تعز التي يسيطر عليها حزبه “التجمع اليمني للإصلاح”.
يدرك حميد الاحمر، بل ويعلم يقيناً ومسبقاً، ان الكتلة المتشددة في الشرعية والمتمثلة في حزب الإصلاح وشخصيات مثل حميد، لا ترغب ان يحقق العميد طارق صالح، مكاسب عسكرية في المحافظات الشمالية، وتصبح قوة كبيرة تسيطر على مناطق شاسعة، لان ذلك سينعكس على طاولة التفاوض السياسي.