يعتبر صالح مسفر الشاعر، أحد أبرز القيادات المالية والاقتصادية في مليشيات الحوثي الإرهابية، ويرتبط بعلاقات قوية مع عبدالملك الحوثي.
وتعود علاقة الشاعر الذي تمنحه مليشيات الحوثي المدعومة من إيران رتبة “لواء” بالجماعة، إلى زمن حروب الدولة اليمنية ضد تمرد المليشيات الحوثية في صعدة، شمالي البلاد (2004- 2009).
وبحسب مصادر خاصة، فإن الشاعر الذي ولد في مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة، يعد من أوائل المناصرين لمليشيات الحوثي، وعند تولي “عبدالملك الحوثي” قيادة الجماعة كان من أقرب المقربين له.
وعمل الشاعر البالغ من العمر حاليا 55 عاما، ضمن قائمة تجار الأسلحة الذين يتولون تزويد المليشيات بها خاصة الأسلحة المضادة للدروع، وفقا للمصادر.
وأوكل له دور “الحارس القضائي”، وهو نظام اقتصادي يقوم بسرقة أموال اليمنيين ويعزز اقتصاد مليشيات الحوثي الموازي والخفي، لضمان الحصول على المال من أجل إطالة أمد الحرب.
وكانت مصادر كشفت باكرا دور الشاعر وابتكار مليشيات الحوثي نظاما يدعى “الحارس القضائي”، كمسمى للتحايل وإضفاء الشرعية على عمليات غسل أموال منظمة ونهب ممنهج وواسع لثروات وممتلكات اليمنيين.
وفرض مجلس الأمن عقوبات ضد صالح الشاعر باعتباره المسؤول المالي واللوجستي لمليشيات الحوثي، في واحدة من الضربات ضد الجهاز الاقتصادي للانقلاب.
صديق النهب
ويعتبر الشاعر من أصدقاء زعيم المليشيات المقربين، والذي منحه رتبة “لواء” وعينه في منصب مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية ورئيس هيئة الإسناد اللوجستي، وهو المنصب الفعلي الذي يشغله لدى المليشيات منذ أن تأسست الجماعة في صعدة.
وأوكلت مليشيات الحوثي للشاعر مهمة الاستيلاء ونهب أموال ومنازل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر وقيادات الدولة المختلفة، وكذلك قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنازل وممتلكات الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بعد قيام المليشيات باغتياله.
كما منحت مليشيات الحوثي الشاعر مهمة الإشراف على شركة اتصالات سبأ فون، ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية بكل أصولها وممتلكاتها ومقراتها وأموالها المودعة في البنوك.
بالإضافة إلى جمعية الإصلاح الخيرية ومستشفى وجامعة العلوم والتكنولوجيا، ومستشفى سيبلاس وشركة يمن أرمرد، وغيرها من الشركات والمنازل التي صادرها الحوثيون بحق من يختلف معهم حتى بالكلمة.
ويملك الشاعر الذي رصد التحالف العربي مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، والمدرج رقم 35 في قائمة التحالف العربي للإرهاب، سجون سرية خاصة به لإخفاء المعارضين له، ولقمع المواطنين ومن يطالب بأمواله وكذا قمع موظفي الشركات المنهوبة الذين لا يتعاونون معه.
ويستخدم صالح الشاعر نفوذه للقيام بعملية ابتزاز للقيادات السياسية أو التجار الذين يتم الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم، مقابل الحصول على أموال أو إجبارهم على بيعها على قيادات تابعة لمليشيات الحوثي بأثمان بخسة.
ويعتبر أيضاً المسؤول عن تشغيل العقارات والأراضي والأموال المنهوبة، واستثمارها لصالح مليشيات الحوثي ويستخدم عائداتها المالية في إثراء الحركة الإرهابية لتمويل حروبها العبثية.
60 مليار ريال
ويستخدم القيادي الحوثي الشاعر بعض الشركات المستولى عليها غطاء لشراء معدات عسكرية وأمنية من الخارج لتمويل محارق الموت.
وكشفت مبادرة regain yemen علاقة الشاعر بصفقات السلاح الحوثية والتواصل مع شركة درون شيلد، حسب مراسلات حصلت عليها المبادرة التي تتقصى حركة الأموال المنهوبة من قبل الحوثيين.
وبينت مراسلات من البريد الإلكتروني للقيادي الحوثي علي سعيد دبيشة، وهو المكلف بإدارات شركة يمن أرمورد والتصرف في أموالها حسب الوثائق أيضا المرفقة، والتي تكشف سحب الحوثيين أكثر من اثنين مليون دولار من حساب الشركة بعد تغيير مجلس الإدارة والسجل التجاري.
وخلصت المبادرة في تقريرها إلى أن الشاعر يتحكم بما يزيد عن 60 مليار ريال يمني (قرابة 100 مليون دولار)، إضافة إلى رأس مال آخر للشركات الخاصة وأموال منهوبة.
ويعد القيادي الحوثي الشاعر المسؤول المالي واللوجستي لحركة الحوثيين الإرهابية، ويشرف على استثمارات قيادات الصف الأول للمليشيات الحوثي من إنشاء شركات تجارية إما موالية لهم وإما تم السيطرة عليها بالقوة أو إخضاع أصحابها للشراكة التجارية معهم.
كما يشرف على ما يسمى وحدة التصنيع الحربي للحوثيين وتمويلها (وحدة تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة) (يتم تجميع قطع وصواريخ باليستية إيرانية على أنها تصنع داخل اليمن).
ويتولى صالح مسفر الشاعر، قيادة كتائب الحماية اللوجستية وهي كتائب مهامها استلام وتجميع المنهوبات وما يسمى غنائم الحرب التي تم مصادرتها، إما من مسؤولين سابقين وإما مواطنين غير مواليين لهم.
وحسب مبادرة “استعادة اليمنية” يستخدم القيادي الحوثي الشاعر أقاربه وأشخاصا موالين له ممن يثق بهم، كمساعدين له في أعماله، خصوصًا الذين توكل لهم مهام خاصة في تزوير المحررات الرسمية ونقل ملكيات الشركات والعقارات المنهوبة، ومن ثم يتم توزيعها على قيادات حوثية ومن أسر محددة وقيادات مقربة جدا من الشاعر دون الآخرين.