كثفت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران من تحركاتها العسكرية في مسعى لاجتياح المناطق المحررة في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
ويستهدف الانقلابيون اختراق مناطق محايدة في تعز للوصول إلى مرتفعات “الحجرية” الاستراتيجية في المحافظة وذلك لقطع آخر شريان حيوي للمدينة والهجوم على مناطق الساحل الغربي لليمن.
ودفعت مليشيات الحوثي بالقيادي سلطان السامعي أحد أبرز القيادات التي ارتبطت مبكرا بالحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله الإرهابية في لبنان، وذلك للإشراف المباشر على تحركاتها العسكرية والتنسيق مع خلاياها الإرهابية انطلاقا من مواقع سيطرتها في المديريات الشرقية والشرقية الجنوبية من المحافظة.
وكشفت مصادر عسكرية، عن تحركات مكثفة للمليشيات الحوثية في المديريات الشرقية لتعز من بينها مديرية “دمنة خدير”، حيث يقف وراء ذلك القيادي البارز سلطان السامعي.
والسامعي، هو عضو ما يسمى “مجلس الحكم الحوثي”، وأسند له القيادي في الحرس الثوري الإيراني، حسن إيرلو، مؤخرا إدارة الأعمال الإرهابية في تعز، في مسعى لإسقاط المحافظة وإبعاد الرجل بعيدا عن صنعاء بعد أن خاض صراعا مريرا مع قيادات حوثية متطرفة.
وطبقا للمصادر فأن تحركات السامعي الذي ينشط بالتوازي مع اتصالات مكثفة يجريها جهاز ما يسمى “الأمن والمخابرات” للمليشيات، مع شيوخ ووجهاء محليين في المناطق المحررة لاستقطابهم تهدف التمهيد لأي هجوم بري للانقلابيين.
“سامع” الهدف
وتستهدف مليشيات الحوثي من تحركاتها العسكرية التوغل عبر مديرية “سامع” في الجهة الشرقية الجنوبية من تعز بعد أن ظلت مناطقها محايدة عن الحرب بموجب اتفاق محلي بين شيوخ ووجهاء المديرية.
واستغل الحوثيون حملة أمنية لمحور تعز العسكري بالجيش اليمني لملاحقة أحد القتلة في نقض الاتفاق وتحشيد وجهاء المديرية، طبقا للمصادر.
وبحسب مصادر أمنية لـ”العين الإخبارية”، فإن مليشيات الحوثي تتحرك بغية السيطرة على مديرية “سامع” بأي ثمن للوصول إلى مديريات الحجرية وحصار مدينة تعز كليا والتوغل صوب المرتفعات المطلة على مضيق باب المندب وميناء المخا الاستراتيجي.
وأوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي دفعت بعشرات المقاتلين ضمن تجهيزات عسكرية كبيرة في دمنة خدير وعلى تخوم المناطق المحاذية لمديرية سامع.
وتزامن ذلك مع تحركات مكثفة لعناصر وقيادات محلية لتجنيد المقاتلين في بلدات “السلف” و”الثورين” و”الشعبة” في مديرية سامع، حيث حذرت المصادر من تحركات المليشيات الهادفة اختراق بلدة “الجعشة” بهدف اسقاط كامل المديرية الاستراتيجية.
وعلى الرغم أن تحركات مليشيات الحوثي تجري في مناطق بعيدة عن الأضواء ووسائل الإعلام، إلا أن الانقلابيين أقروا بتحركات قياداتهم الرامية للسيطرة على سامع وتوسيع مسرح عمليات خطوط النار في تعز.
واعترفت مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها أنها ” ألزمت اليومين الماضيين مشايخ وعقال وأعيان مديرية سامع بحضور لقاء القيادي سلطان السامعي والتوقيع وثيقة تستهدف ابقاء المديرية تحت نفوذ الانقلابيين”.
كما ألزمت “مدير المديرية بتشكل لجان أمنية على مستوى العزل، للدفاع أمام ما أسمته أي حملات أمنية وعسكرية للجيش والمقاومة اليمنية.
دراسة الرد
في الصدد، قالت مصادر عسكرية، إن قيادات المقاومة اليمنية وقيادة محور تعز بالجيش اليمني تراقب عن كثب تحركات مليشيات الحوثي وتستعد لأي خيارات عسكرية من شأنها فتح جبهات جديدة في المحافظة.
وفيما أشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي سلطان السامعي انسحب من مناطق “الحلية” و”الصرام” في سامع إلى مديرية دمنة خدير، أكدت أن تهديدات المليشيات الانقلابية لاتزال قائمة وتستهدف خفض التوتر والسيطرة على البلدات بهجوم مباغت.
وأوضحت أن قيادة المقاومة اليمنية دفعت بتعزيزات قتالية للقيادي البارز عبدالكريم السامعي في المديرية الاستراتيجية ضمن استعدادات مواجهة أي هجوم محتمل للمليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا.
كما تدرس قيادة محور تعز العسكري خيارات عسكرية للرد على تحشيدات الحوثيين وتعزيز مواقعها العسكرية هناك، طبقا لذات المصادر.
ويسعى الحوثيون السيطرة على كافة مناطق مدينة تعز وبلدات الحجرية الاستراتيجية ضمن تحركات أوسع تستهدف إخضاع كافة محافظات شمال اليمن تحت سيطرتها، بدء بمأرب ثم تعز ومدن الساحل الغربي.