يمن الغد / تقرير _ عبد الرب الفتاحي
تورطت جماعة الحوثي مجدداً في خلق حالة من التصادم مع الولايات المتحدة الاميركية بعد اقتحام سفارتها بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، واعتقل الحوثيون العاملين في مقر السفارة الأمر الذي أوصل الولايات المتحدة لقناعة مفادها عدم احترام الحوثيين للاعراف الدبلوماسية، بعد التعدي على ممتلكاتها وماتمثله السفارة بالنسبة لها .
خطوط حمراء
خلق الحوثيون أكثر من تعاطي مع الامريكيين بشأن المبادرات وفرض الجماعة المتمردة باليمن خيار الحرب وهذا ربما ماجعل الولايات المتحدة تولي الوضع اهتماما خاصا سيما بعد وصول الرئيس الامريكي جون بيدن ،الذي أصبح في عهده الملف اليمني من أولويات السياسة الأمريكية .تجاوز الحوثيين للخطوط الحمراء الامريكية باقتحام مقر سفارة واشنطن واعتقال العاملين فيها ليبثوا رسائل تعبر عن رفضهم المبادرات الامريكية والمعالجات التي تطرحها بشأن الملف اليمني.ولعل سياسة الجماعة الحوثية واساليب العنف وضعها أخيرا في مأزق بعد اقتحام السفارة الامريكية واعتقال الموظفين فيها .
هدف الحوثيين من اقتحام السفارة الامريكية في صنعاء، محاولة للتعرف عن طبيعة الدور الذي تمارسه السفارة ونهب كل التقارير والمحتويات الخاصة بالسفارة ليصلوا للعديد من المعلومات ،حول الدور الامريكي وطبيعة عمل السفارة.وربما فعل كهذا يأتي تماشياً مع السياسة الايرانية المتحكمة بقرار الجماعة، خاصة في ظل وجود أحد قيادات الحرس الثوري كسفير وكسلطة لدى جماعة الحوثيين .
وأثار اقتحام السفارة الامريكية ردود فعل و إدانات واسعة من قبل الاتحاد الاوربي، ومصر والكويت والمملكة المتحدة وهي الدول التي رفضت واستنكرت ما قام به الحوثيون من تعدي على السفارة الأمريكية .
الولايات المتحدة الأمريكيةأدانت في 19 من هذا الشهر قيام الحوثيين باحتجاز عشرات المواطنين اليمنيين وأفراد أسرهم، وإساءة معاملتهم لمجرد عملهم لصالح الولايات المتحدة في صنعاء بصفة مؤقتة .
بيان وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن، أكد أن السفارة الأمريكية قد أوقفت عملها، هناك في العام 2015 ولا يزال العديد من هؤلاء الموظفين محتجزين.
وأعتبرت وزارة الخارجية الأمريكي أن إساءة معاملة الحوثيين للموظفين وهم مواطنين يمنيين غير مبررة، ويعد تجاهلا صارخا للأعراف الدبلوماسية، و انتهاكا صارخا للمجمع الذي استخدمته السفارة الأمريكية قبل العام 2015.
ورأت الخارجية الامريكية أن مثل هذه الأفعال تشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره ،و ينبغي أن يطلق الحوثيون سراح كافة موظفي الولايات المتحدة اليمنيين. بدون إيذائهم وإخلاء مجمع السفارة وإعادة الممتلكات المصادرة ووقف تهديداتهم.
مجلس الأمن الدولي هو الأخر أدان في بيان أصدره الخميس الماضي، اقتحام جماعة الحوثي اليمنية مقر السفارة الأمريكية، بالعاصمة صنعاء واستيلاءها عليه، ودعا إلى انسحاب عناصر الجماعة الفوري من السفارة.
وأقتحم الحوثيين في 10 نوفمبر مبنى السفارة في حي سعوان، واعتقلوا عشرات الموظفين المحليين.
بيان مجلس الأمن عبر عن ادانة أعضاء المجلس بأقوى العبارات، عملية الاستيلاء الأخيرة على مجمع سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من قبل الحوثيين، واعتقال العشرات من الموظفين المحليين هناك”.
وأكد البيان ” على مطالبة أعضاء مجلس الأمن إلى انسحاب فوري لجميع عناصر الحوثيين من الموقع، والإفراج الفوري والآمن عن المعتقلين.
وذكر أعضاء مجلس الأمن المبادئ الأساسية في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا، للعلاقات القنصلية لعام 1963 ولاسيما حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وعدم انتهاك حرمة مباني البعثات الدبلوماسية وحصانتها”.
ابتزاز
الكاتب معن دماج على حسابه في توتير استغرب من قيام الحوثيين بالتبرير، لإختطاف موظفي السفارة الأمريكية بصنعاء بإيقاف واشنطن لمرتباتهم وتخليها عنهم.ورجح معن أن الحوثيين ممكن يقدموا على ايذاء الموظفين من أجل أن تشعر امريكا بالذنب.وقال” بكل قاحة ووحشية يمارس الحوثيون وبقية ما يسمى محور الممانعة اعمال غير مسبوقة بالتاريخ ،ويحولون الشعوب الى رهائن ويستخدمونها للابتزاز .”
أما فكري هاشم صالح وهو ناشط سياسي فقد رأى ان ما مارسه الحوثيين وضح سلوكهم الحقيقي، بعد أن ظلت الدول الغربية تعمل على حماية هذه الجماعة وتعطيها المبررات، لفرض وجودها واثبات سلطتها .وأرجع العنف والصلف الحوثي والذي أعتدوا على المصالح الإمريكية، كونه ارتبط بالسياسات الغربية التي حافظت على وجود الحوثيين ولم تركز على انتهاكاته الواسعة وعبثه .
وقال ” الحوثيون وجدوا من يدافع عنهم خلال السبع السنوات، وكان الدور الامريكي هو من قدم كل التسهيلات لهذا الجماعة. وفق بعض الاجندة التي عززت وجود المليشيات وزادتها قوة لتعيق الحلول ومبادرات السلام “.
مغادرة الصمت
كمال عبد الله غالب محامي عزا اقتحام السفارة الامريكية والعبث بمحتوياتها، محاولة حوثية لمعرفة ما تحويه الوثائق من معلومات والاستحواذ على محتوياتها .
وأشار أن الحوثيين دائما ما يتجاوزا القوانين الدولية ويضربوا بها عرض الحائط ،فيما تلتزم الدول الكبرى حالة من الصمت وممارسة سلوك مرن مع هذه الجماعة ،حتى تكون طرف في العملية السياسية .
وقال كمال ليمن الغد ” الامريكيون تحركوا عندما تجاوز الحوثيين واقع ماهو محدد بهم ،واقتحموا السفارة الامريكية واعتبرت الولايات المتحدة الامريكية ذلك وحشية كبرى .دون ان تعير اهتماما ازاء مايفعله الحوثيين بحق اليمنيين من قتل ونهب وانتهاكات صارخة.