اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

جباري وبن دغر يميطان اللثام عن تحوَّلات جديدة في الصراع

يمن الغد/ تقرير – عبدالرب الفتاحي

أتت التوجهات التي أفصح عنها رئيس مجلس الشورى – رئيس الحكومة السابق في اليمن أحمد عبيد بن دغر ونائب رئيس البرلمان اليمني – مجلس النواب عبدالعزيز جباري، في سياق تحولات جديدة بدأت تخرج عن مسار الاحتكار للقرارات والتحالفات السياسية والعسكرية في اليمن.
البيان المشترك لبن دغر والنائب عبدالعزيز جباري والذي أثار جدلاً واسعاً، يأتي في اطار المساعي الحثيثة التي تشكلت حديثا مع الانجازات العسكرية للقوات المشتركة بدعم من التحالف، حيث قوبلت تلك الانجازات بحالة من الامتعاض والاستياء من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي وحزب الاصلاح الإخواني.

جوهر الصراع

يشعر أحمد عبيد بن دغر أن سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي صارت ضعيفة وخاضعة لهيمنة بعض الاطراف السياسية.
كما تدرك الإمارات والسعودية ضعف سلطة هادي، منذ أن فقدت قدرتها السياسية في معالجة العديد من القضايا والاختلالات والهزائم العسكرية أمام مليشيا الانقلاب الحوثي.
‏ووصف أبن دغر في تغريدة له في 24 نوفمبر الفائت الهجوم على الشرعية وادعاء هيمنة حزب الاصلاح عليها من السعودية والامارات، بأنها لاتحمل أي تفسيرات واضحة.


وأشار إلى أن ذلك لن ينطلي على الشعب اليمني الذي يدرك أن الإخوان خطرًا يوازي خطر الحوثيين، كما لم يعد مقبولًا تدمير الشرعية ونهج تقسيم اليمن بأي حال.
وحاول بن دغر تهيئة الحديث عن واقع جديد من خلال مغادرة الخصومة التي شكلت سببًا أساسيًا للخسائر أمام الحوثيبن، وأمام إيران.
وأشار بن دغر إلى أن على عاتق اليمنيين مسؤولية التعاطي وفقاً لمضامين اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري فهي القضية الأولى والكبرى والمركزية، وجوهر الصراع وفق تعبيره.
ابن دغر في ثلاث تغريدات متوالية ،أكد أن قواعد اللعبة تتغير في المنطقة وخصوم الأمس لم يعودوا خصومًا.
وبيَّن أن العلاقات بين دول المنطقة أخذت أبعاد جديدة، وصار الجميع يخطب ود الجميع، ولا يمكن للشرعية أن تبقى مجرد صدى لهذه التحولات، لنذكر ونتذكر أن في ذمة الشرعية بيعة للشعب اليمني، وقسمًا مغلظة.
يرى مصطفى قاسم عبد الله وهو خبير سياسي أن تصريحات بن دغر متوائمة مع عوامل الخوف والاخفاق، التي يشعر بها الرئيس عبد ربه منصور هادي وحزب الاصلاح وكتلة كبيرة من المنتفعين إذ هي من شكلت دورا رئيسيا في خلق الفشل والفساد.
ووصف مصطفى قاسم حديث بن دغر بمجرد رأي شخصي لشخصية تمثل أحد الاطراف التي تحالفت لخلق مساحة من العبث والتحكم ،في واقع سلطة ظلت تتقاسم كل الامكانيات والوظائف في ظل هيمنة سلطة الفساد، دون أن يحدث أي تغير ايجابي في ظل تمكن هذه الشخصيات من افشال اي محاولات للحل .

تداعيات سلبية

ووأوضح أحمد بن دغر رئيس مجلس الشورى التحالف الوطني الذي دعا إليه مع عبد العزيز جباري يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يستثنى منه أحد، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات الوطنية التي شكلت يومًا ما محلاً للاجماع الوطني.
ينوه بن دغر إلى أن الخيار العسكري وصل إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل وإلى ما آلت إليه الأمور، منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية والدولة.


وذكر بن دغر أن الوطن صار ممزق، وقد يصل ليكون دول ومجتمعات، إذ هناك هويات تصنع على حساب الهوية الوطنية اليمنية الواحدة.
وشدد على ضرورة قيام الشرعية بمهامها وواجباتها الدستورية.
وأتهم بن دغر الشرعية بالتناول عن دورها في المعركة وشُلَّ حركتها، واعتبر ذلك ترك أثرًا سلبيًا على المواجهة ،مع الحوثيين، وبالطبع مع الإيرانيين في اليمن.
ووصف مصطفى قاسم الخبير السياسي ان الشرعية من خلال محاولاتها ابقاء الوضع على ماهو عليه، وضعت نفسها في مأزق عندما تخلي الجميع عنها ، كما أن تحكم الاخوان في قراراتها وسياستها خلق كل هذه التداعيات السلبية .
ويتفق مصطفى قاسم مع أن بن دغر مجرد ناقل لمشروع وتوجهات ليس هو من وضعها مع عبد العزيز جباري ، إذ أن التوجة يمارسه هادي وحزب الاصلاح منذ فترات طويلة حيث تسببت سياسات هادي في تدمير الجيش وهيمنة الاخوان على قراره .

صدمة العزل

مع التقدم الذي حققته القوات المشتركة في مناطق متقاربة في تعز وإب، حاولت قوى قريبة من مركز القرار في سلطة هادي رفض قرار الانسحاب لقوات العمالقة والقوات التهامية وحراس الجمهورية من الحديدة، إلا أن هناك من وصف عملية التوافق بين اطراف في داخل سلطة هادي والحوثيين ، بأنها اغلقت واقع المعركة في الحديدة ومنعت حسم الصراع لصالح القوى الرافضة للحوثي قبل اتفاق استوكهولم .
يؤكد جمال عبد ثابت وهو اكاديمي أن الشرعية انتهت ولم يعد هناك مساحة للحديث عنها .طالما شكلت لكل الظروف التي وفرت للحوثيين هذا التمكن والانتصار .
واستبعد جمال أن يكون حديث بن دغر في سياق محاولاته الدفاع عن الاخوان وما شكلته سياسيتهم ،من تعقيدات وظروف وعوائق هيئت لكل هذا الفشل .
وتطرق جمال عبد ثابت إلى واقع تخلي حزب الاصلاح عن مأرب وانسحاب قواته من نهم والجوف وشبوة ، معتبرا ذلك نوع من التخطيط الذي اراد به الاصلاح وهادي اطالة الحرب، واستنزاف اليمنيين مقابل فرض الهزيمة أمام الحوثيين .
وقال جمال ” الحرب لم تصل لطريق مسدود إلا بعد أن مارس حزب الاصلاح وهادي قرارات فاشلة ،وتوجهات عملت على جعل الجيش ليكون مجرد كتلة خاضعة لسلطة هيمنة قيادات مزروعة من خارج اطار الجيش، وبعد أن تحول سلاح التحالف ليكون محددا لقيادات وعناصر الاخوان ،لمواجهة خصومهم السياسيين وتعزير هيمنتهم على المناطق والمحافظات.
وأضاف أن المعركة الجديدة التي تقوم به القوات المشتركة على تخوم تعز وأب وضعت حزب الاصلاح وهادي متهمين بافشال المعركة منذ فترات طويلة ،من خلال سياسات مورست على الجيش واستخدام السلطة للقضاء على خصوم الحوثي، والانسحابات والاتفاقات مع الحوثي دليلاً اضافياً على خيانة هادي والاصلاح للمعركة.

زر الذهاب إلى الأعلى