البعثة الأمريكية في مجلس الأمن: الإجراءات الحوثية في الأشهر الأخيرة تقوض السلام
المبعوث الأممي: الصراع في اليمن يهدد بفتح فصل جديد من الحرب الطويلة وعلى الفاعلين الخارجيين مسؤولية دعم اليمنيين
قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال مترديا، واحتياجات الشعب اليمني واضحة.
وأوضحت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن حول اليمن، اليوم الثلاثاء، أنه “مع استمرار الصراع، سيزداد تدهور الاقتصاد اليمني، ومعه، سبل عيش ملايين اليمنيين. ستظل الأرواح معرضة للخطر، وستتحمل أجيال من اليمنيين ندوبها”.
وإذ اعتبرت غرينفيلد، إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، مثيرة للقلق. أبدت دعمها للمبعوث الأممي في جهوده للتشاور مع مجموعة واسعة من اليمنيين أثناء قيامه بتطوير إطار عمل جديد لعملية سياسية شاملة ضرورية للغاية لإنهاء هذا الصراع.
وقالت: “يجب على جميع الأطراف المشاركة مع المبعوث الأممي بشكل هادف في العملية السياسية”.
وأشارت إلى وجوب مواصلة حث جميع الأطراف على العمل بحسن نية مع المبعوث الخاص غروندبرغ، والكشف عن أي طرف يعمل غير ذلك.
وأضافت: “شهدنا سلسلة من الإجراءات الحوثية في الأشهر الأخيرة تقوض السلام”. في إشارة إلى احتجاز الحوثيين للموظفين اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية في صنعاء بعد اقتحامها.
وقالت: إن “الحوثيين يواصلون احتجاز ومضايقة موظفينا المحليين اليمنيين والتطفل على مجمع السفارة السابق”.
كما طالبت، الحوثيين إطلاق سراح جميع الموظفين اليمنيين الحاليين والسابقين لدى سفارة الولايات المتحدة دون أن يصابوا بأذى.
كما طالبتهم “بإخلاء مبنى السفارة على الفور وإعادة جميع الممتلكات المصادرة ووقف تهديداتهم ضد مواطنيهم اليمنيين، لمجرد كونهم موظفين لدينا”.
وأضافت: أن “تجاهل الحوثيون الدعوات المتكررة من هذا المجلس والمجتمع الدولي لوقف هجومهم في محافظة مأرب. يهدد آلاف المدنيين، وقد حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أنه قد يؤدي إلى نزوح نصف مليون شخص. يجب على الحوثيين وقف هذا الهجوم على الفور.
كما أشارت، إلى استهداف الحوثيين في التاسع من ديسمبر الجاري، مخيما للنازحين تديره المنظمة الدولية للهجرة. وكان من بين المصابين خمسة أطفال.
وقالت: “هذا غير مقبول. وندين بأقوى العبارات هذا الهجوم وما شابه ذلك من الهجمات المتكررة جدا ضد المدنيين. كما ندين تكثيف هجمات الحوثيين عبر الحدود على المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة.
وذكرت، أن الحوثيين شنوا أكثر من 350 هجمة من هذا النوع هذا العام وهو رقم مذهل وزيادة مروعة عن إجمالي العام الماضي.
وأضافت: “أن هذه الأعمال الاستفزازية والخطيرة معوقات للسلام. كما يؤكد على حاجة إيران لإنهاء دعمها المميت للحوثيين، الذي يتعارض مع قرارات هذه الهيئة ويمكّن الحوثيين من شن هجمات متهورة”.
وتابعت: “كل هجمات الحوثيين هذه غير مقبولة. يرسلون من خلالها إشارة تقشعر لها الأبدان ولا لبس فيها حول عدم رغبة الحوثيين في المشاركة في عملية سياسية سلمية أو في حكومة مستقبلية تدعم سيادة القانون”.
ورحبت السفيرة الأمريكية، بجهود الحكومة لتحسين الأوضاع في اليمن، بما في ذلك مبادرة الأمم المتحدة لتوسيع نهجها لمعالجة دوافع انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن.
كما نوهت بالتغييرات الأخيرة في قيادة البنك المركزي اليمني وتعيين محافظ جديد له. وقالت: “نأمل أن تكون هذه التعيينات بمثابة خطوة إلى الأمام في معالجة عدم الاستقرار الاقتصادي الذي يعمق المعاناة الإنسانية ويدفع بالإصلاحات المطلوبة إلى الأمام”.
وأضافت: أن “التقدم الحقيقي لا يمكن أن يستمر، مع ذلك، دون موارد إضافية. نأمل أن تغتنم البلدان هذه اللحظة لدعم الاقتصاد اليمني وتقديم الإغاثة العاجلة لشعبه”.
وتطرقت غرينفيلد، إلى الناقلة صافر، التي قالت: إنها “تظل الناقلة تهديدا بيئيا وإنسانيا واقتصاديا بنسب هائلة. يتحمل الحوثيون المسؤولية عن هذا الوضع، والولايات المتحدة تدعم مناقشة أي حل يمكن أن يعالجه بشكل آمن وعاجل”.
واستطردت: “يستحق الشعب اليمني السلام والازدهار. في مواجهة استفزازات ومضايقات وعنف الحوثيين ضد شعبهم، أريد أن يعرف الحوثيون أن الولايات المتحدة لن تتخلى أبدا عن شعب اليمن.
إحاطة المبعوث الاممي
من جانبه طالب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية، بضبط النفس وخفض التصعيد والحوار. وأعرب عن قلق بالغ من التصعيد العسكري في مأرب.
وقال، في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، إن “الخيارات العسكرية لن تؤدي لنتائج مستدامة. لا بد من ضبط النفس وخفض التصعيد والحوار. إن للحروب قواعد. فكل الفاعلين، سواء المنخرطين في النزاع أو الداعمين، مسؤولون ولديهم التزامات في إطار القانون الإنساني الدولي”.
وعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة مفتوحة لمناقشة والاطلاع على تطورات الحالة في اليمن، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الأعمال القتالية بين الحكومة ومليشيا الحوثية خصوصا على تخوم مدينة مأرب.
وأضاف غروندبرغ: “لقد سمعت تعبيرات قوية عن اليأس والإحباط في عدن و تعز وفي كل مكان قابلت فيه يمنيين ويمنيات. هناك حاجة عاجلة إلى خفض التصعيد الاقتصادي، وإلى إصلاحات أوسع لتحسين سبل العيش وخفض تكلفة السلع وحماية العملة”.
وتابع: “تستمر القيود المفروضة على حرية حركة الأفراد والسلع في التسبب في المصاعب لليمنيين، خاصة النساء. لا تؤثر تلك القيود على منطقة جغرافية محدودة، بل تؤثر على جميع أنحاء البلاد. على الأطراف التعامل معها بجدية، وينبغي على المجتمع الدولي تقديم الدعم في هذا الصدد”.
وأردف: “إن الالتزام الجاد بالسلام يتطلب، على أقل تقدير، منح المبعوث وصولاً غير مشروط ومنتظم. يجب أن تظل جميع قنوات الاتصال مفتوحة إذا أردنا أن تكون لدينا أي فرصة لإيجاد حل دائم لهذا النزاع”
واستطرد: “بناء على المناقشات مع اليمنيين وغيرهم خلال الثلاثة الأشهر الماضية، أنا مقتنع بالحاجة إلى منهج شامل. يجب معالجة الاحتياجات والأولويات الفورية في سياق عملية تتجه نحو تسوية سياسية شاملة”.
وقال: “لن يكون الحل مستداما إذا لم يمثل مصالح اليمنيين على تنوعهم، سواء من المشاركين في القتال أو من غير المشاركين. يجب أن نعمل من أجل سلام عادل ومستدام، وليس من أجل مجرد غياب الحرب”.
وأضاف: “أتصور عملية سياسية يملكها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي. يجب أن تدعم تلك العملية الحلول قريبة المدى. يجب أن تحدد تلك العملية أيضا وتبني التوافق حول عناصر تسوية سياسية تنهي الحرب بشكل مستدام وتؤسس ترتيبات حكم جامعة وتضمن حقوق اليمنيين”.
وشدد غروندبرغ، على “الدعم الدولي والإقليمي المنظم والمنسق حيوي بالنسبة لتلك العملية”. كما أوضح، أن “على الفاعلين الخارجيين مسؤولية لدعم اليمنيين خلال نقاشهم لبناء التوافق حول حلول سلمية. كما سيكون دعم هذا المجلس (مجلس الأمن) ضروريا”.
وقال: “يجب تصميم تلك العملية لتسمح بإحراز التقدم بشكل متواز فيما يتعلق بمختلف القضايا ذات الأهمية بالنسبة لليمنيين. وستتعامل هذه العملية مع أولويات الأطراف في سياق أجندة أوسع تمثل مصالح اليمنيين على تنوعهم”.
وأضاف: إن “الدعم الدولي والإقليمي المنظم والمنسق حيوي بالنسبة لتلك العملية. وعلى الفاعلين الخارجيين مسؤولية لدعم اليمنيين خلال نقاشهم لبناء التوافق حول حلول سلمية. وسيكون دعم هذا المجلس (مجلس الأمن)ضروريا”.
كما أعرب المبعوث الأممي عن قلق بالغ من الصراع المستمر، الذي قال إنه يهدد بـ “فتح فصل جديد” في الحرب الطويلة، واللجوء إلى “الخيارات العسكرية” على الرغم من المزاعم بالرغبة في السلام.
وحذر من عواقب وخيمة على المدنيين إذا أعادت الحرب مواقع خطوطها الأمامية في المناطق الحضرية، بما في ذلك اللجوء إلى عمليات نزوح متعددة. وأشار إلى أنه “يعيد التأكيد على تجاهل مقلق للقانون الدولي”.
كما تحدث غروندبرغ عن أن “الإحباط واليأس” يعم جميع أنحاء اليمن مع استمرار الاقتصاد في الانهيار. لافتا إلى أن “الرواتب المدفوعة واستقرار العملة من الأولويات”. وحثت الحكومة على “التهدئة الاقتصادية والإصلاحات”.
وذكر، أن محاولات تسهيل الحلول للنزاع لم تؤت ثمارها بعد، ولم تتحقق بعد. وفيما يتعلق بتعقيدات المحادثات السياسية، قال: إن “الفجوات اتسعت فقط”.
كما قدم الأمين العام المساعد للأمين العام للأمم المتحدة راميش راجاسينغام، إحاطة مماثلة تحدث فيها عن الوضع الإنساني. وتطرق فيها القصف المتواصل حول مأرب وتجدد القتال في جنوب الحديدة.
وأوضح، أن خطوط المواجهة الجديدة والضربات الجوية تؤدي إلى خسائر جديدة ونزوح، مجددا الدعوة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد مرة أخرى.
وأشار راجاسينغهام، إلى أن الاستجابة “الشاملة” لا تزال بعيدة المنال بسبب العنف ونقص التمويل. وأن الاحتياجات الإنسانية سوف تنحسر في عام 2022.
وذكر الأمين العام المساعد أن في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، تستمر فيها العوائق البيروقراطية التي تحول دون تسليم المساعدات على الرغم من ملاحظة بعض التقدم في حلها.
وقال إن “الاقتصاد لا يزال في حالة سقوط حر. وأن المساعدة الإنسانية لا يمكن أن تعوض عن انعدام الأمن الاقتصادي الخطير، وارتفاع الأسعار، وندرة المؤن الأساسية وغيرها من المخاوف. ولا يزال إنهاء القيود على الواردات خطوة أساسية”.
ولفت إلى مساعي الأمم المتحدة، إلى رسم طريق للمضي قدما بالاقتصاد اليمني، من خلال المزيد من عمليات التمويل “لخطة الاستجابة جنبا إلى جنب مع عملية سياسية قابلة للحياة.