نازحو مأرب يموتون برداً من زمهرير الشتاء

أضحت قضية الموت برداً في مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، واقعاً وحقيقة مأساوية، نتيجة دخول فصل الشتاء وموجات البرد القارس، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية والصعبة في مخيمات النزوح بالمحافظة.

وفاقمت هذه الكارثة معاناة النازحين، وأدت إلى وفاة أطفال لم تحتمل أجسادهم الصغيرة تبعات النزوح وزمهرير الشتاء المميت، وفقاً لتقرير أصدرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب.

وأعلنت الوحدة الحكومية في وقت سابق، وفاة ثلاثة أطفال في مخيمات النزوح بمأرب خلال شهر ديسمبر الحالي نتيجة تدني درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء وسوء الأحوال المعيشية التي يواجهها نازحو محافظة مأرب، في وقت تستمر فيه موجات النزوح في تزايد إلى مديريتي المدينة والوادي بالمحافظة.

كما رصد التقرير 12602 إصابة وآثارا صحية كان البرد سبباً في زيادة انتشارها خلال شهري نوفمبر والنصف الأول من ديسمبر الجاري بمخيمات النزوح بمحافظة مأرب.

وأوضح التقرير أن ظاهرة الموت برداً في مخيمات النزوح بمأرب تعود لعدد من الأسباب، في مقدمتها “التشريد والنزوح القسري والمفاجئ للأسر المهجرة، حيث تنزح هذه الأسر المهجرة إلى العراء أو في خيام بدائية ورديئة الجودة، فضلا عن عدم توفر ملابس أو مواد تدفئة لهم”.

وأشار التقرير إلى أن المخيمات المستحدثة هي الأكثر عرضة لمثل هذه الكوارث الطبيعية التي تزيد من معاناة النازحين يوماً بعد آخر. وأضاف أن “المحافظة تعاني من ضعف التدخلات الطارئة لمواجهة الكوارث والحوادث والتي تفاقم من معاناة النازحين”.

وتابع: “الدور الذي يقدمه شركاء العمل الإنساني من منظمات محلية ودولية بالمحافظة ضعيف جداً في هذا المجال”.

ولفت التقرير إلى أن مخيمات النزوح بالمحافظة والبالغ عددها 182 مخيما أكثر عرضة لموجات البرد والكوارث الطبيعية كالسيول والأمطار والأعاصير، كونها لا تضم خياماً عازلة للمياه، كما أن الخيام رديئة الجودة في ظل غياب وسائل تدفئة ضرورية مثل البطانيات والملابس الشتوية.

وذكر التقرير أن النازحين يعانون ظروفا مادية صعبة جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، بالتزامن مع انتشار رقعة الأمراض التي يسببها البرد في أوساطهم خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.

وسرد التقرير عددا من الاحتياجات، أبرزها توفير مواد الإيواء الضرورية للنازحين ووسائل التدفئة التي قد تساعد على تخفيف موجات البرد القارس، وصيانة مخيمات النزوح، وتبني مشاريع عزل اسمنتي أرضي بمحيط الخيام والشبكات لضمان عدم تسرب البرد واحترازا من السيول والأمطار والغبار، خصوصا أن محافظة مأرب تشهد موجات غبار ترابية لأنها منطقة صحراوية.

وتحتضن محافظة مأرب أكثر من 60٪ من إجمالي عدد النازحين في اليمن الهاربين من بطش الميليشيا الحوثية، ويتجاوز عدد النازحين 4 ملايين، وفق تقارير حقوقية، وهم يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية في ظل شح الدعم الإغاثي، وتزداد هذه المعاناة بشكل أكبر مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع التي تستمر لأشهر.

Exit mobile version